منذ فوز الفريق الشبابي على نظيره الأهلاوي وتأهله للمباراة النهائية لمواجهة الفريق الاتحادي على كأس خادم الحرمين الشريفين ومعلقات المديح والثناء والتمجيد تنهال عليه بشكل غير معهود، إلى درجة أن أصبح المتابع يشك في أن الشباب قد فاز بالكأس فعلاً.
وقد تسابق الكثير لزف الشباب بطلاً للكأس قبل أن تبدأ المباراة بعبارات المديح والإطراء الزائد، وهنا مربط الفرس.
فعقلاء الشباب يتخوفون من أن يتسلل إلى نفوس إدارييهم ومدربيهم ولاعبيهم ذلك الشعور، فيعتقدون أنهم أصبحوا بالفعل أبطالاً لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين فيخوضون المباراة النهائية كما لو كانت مجرد (90) دقيقة يجب إنهاؤها بأي شكلٍ من أجل الصعود للمنصة والتتويج بالذهب ورفع الكأس.
وإذا كان كثيرون من أولئك صادقين في فرحهم للشباب وبما حققه من إنجاز بوصوله للمباراة النهائية فإن خطر مديحهم المسرف سيكون بمثابة المخدر للفريق الأبيض مما سيتسبب في فقدانه لاتزانه ومن ثم سقوطه في النهائي.
فأولئك المداحون إن كانوا صادقين في مشاعرهم تجاه الشباب وإدارته ولاعبيه فعليهم أن يتوقفوا فوراً عن ثنائهم ويؤجلوا تمجيدهم إلى ما بعد النهائي. فإن فاز فهو يستحق ولتندفع شلالات المدائح من كل صوبٍ، وإن لم يفز فلكل حادث حديث.
وعلى الجانب الآخر نرى هناك سخطاً داخل المعسكر الاتحادي على الإدارة والمدرب وتقريعاً إعلامياً شديداً بسبب وجهات نظر مختلفة بين هذه الأطراف. وبعض ممن هاجم الطرف الاتحادي بهدف إنهاضه شارك وبفعالية في إغداق المديح للطرف الشبابي بهدف إغراقه.
وهنا يبرز الدور المنتظر والمتوقع للإدارة الشبابية بتشكيل خط دفاع قوي لصد هجمات المديح عن لاعبيها وتنبههم إلى أن الانسياق وراءها وتصديقها كفيل بتبخير كل أحلام الفوز وآمال البطولة.
ولا أشك لحظة في مدى وعي ويقظة الإدارة الشبابية ومعرفتها بدورها، وما أنا هنا إلا مجرد مذكر فقط. كما أنني لست بالمتحمس لفوز الشباب أو الاتحاد فذلك لا يعنيني، فالكأس سيذهب لمن يستحقه. ولكن ما جعلني أنحاز (قبل المباراة) للموقف الشبابي هو شعوري أن هناك مخططاً لاستدراج الفريق بهدف إسقاطه يقف وراءه بعض من أصحاب هذه الهوجة العنيفة من المديح الزائد والإطراء المفتعل، وذلك ما دفعني لإطلاق صافرات الإنذار والتحذير.
|