كنت قد تطرقتُ في مقالتي (روح القانون) الأسبوع المنصرم تحت عنوان (خطوات التعديل)، موضحاً الإجراءات والآلية التي يترتب على ضوئها ومن خلالها إدخال تعديلات قد تطول مواد قانون كرة القدم وهو قانون وضعي قابل للتعديل والتبديل حسب المتطلبات التنفيذية أي التطبيقية وما يكتنفها من تحايل وسوء استغلال من (المدربين واللاعبين!!)
وكما يعلم الجميع أن إمبراطورية (الفيفا) بما تضمه من خبراء من مدربين ولاعبين وحكام يتابعون سوء الاستغلال ويقدمونها على شكل تقارير ل(البورد) بالإضافة إلى ما يرد للاتحاد الدولي من اقتراحات من الاتحادات المختلفة..
ولعل سائل يسأل: ما هي الأهداف والدوافع وراء كثرة التعديلات التي تطول القانون شبه الموسمية؟
وللرد على هذا التساؤل فإن الدافع لمثل هذه التعديلات هو زيادة منح جانب المتعة للمشاهدين والحرص على أن تكون كرة القدم اللعبة الأولى شعبيةً على مستوى العالم، وهذا تجسيد لشعار قانون كرة القدم (العدل - المساواة - المتعة)!!
والمتابع للتعديلات منذ عقدين يلاحظ أنها تتمحور وتنشد القضاء على تكتيك وأسلوب إضاعة الوقت بطرق ممقوتة تفقد كرة القدم متعتها وشرفيتها باللجوء إلى التحايل لسرق الوقت للفوز بالنتيجة وأكثر من طالهم التعديل (حارس المرمى!!)، حيث كان يسمح له بالسيطرة على الكرة باليد والسير بها حسب مقدرته وذكائه وتم تعديل ذلك إلى السير بالكرة أربع خطوات ثم يضع الكرة في اللعب ويسيطر عليها مرة أخرى وهكذا!! وتم إلغاء الأربع الخطوات الأخرى بعد السيطرة ثم ألغيت.. وألغيت..!! تعديلات أخرى إلى أن توصل (البورد) لإلزام الحارس، بل يجب عليه أن يضع الكرة في اللعب فور لمسه الكرة باليد خلال ثوانٍ قليلة مع عدم السماح للمدافعين بإعادة الكرة بالقدم عمداً للحارس.. ثم منع إعادة رمية التماس للحارس أيضاً وهذا ساعد كثيراً على المحافظة على الوقت وإن كان مشكلة تحايل وادعاء الإصابة من قبل الحراس لا تزال تمثِّل معضلة!!
أيضاً من التعديلات التي تهدف إلى المحافظة على الوقت السماح بلعب ركلة المرمى من أي موقع داخل منطقة الجزاء، أيضاً تحديد مكان رمية التماس، كذلك عدم السماح للاعب المصاب بالعلاج داخل الملعب.. أيضاً تأمين أكثر من كرة ما بين (5 - 8) كرات معدة للعب طوال المباراة, أيضاً عقوبة من يؤخر استنئاف اللعب وهذه أهم التعديلات التي نجحت في الاستفادة من الوقت أكثر قدر ممكن، وهذه من التعديلات الناجحة، كذلك للحث على التسجيل والبحث عن الأهداف تم تطبيق نظام الثلاث النقاط للفريق الفائز، كذلك طرد أو إبعاد أي مدافع يبعد الكرة بيده من المرمى.. أو يقطع هجمة ناجحة باليد أو بالقدم وهذه الخطوة قللت من منع تسجيل الأهداف بطرق غير شريفة وقد استفاد منها المشاهد وزادت من متعة الأهداف.
هذه أهم التعديلات التي لاقت استحساناً لدى الرياضيين بصفة عامة وكان لها أثر كبير في محافظة كرة القدم على إثارتها وجماهيريتها.. كما أن هناك تعديلات بغرض حماية اللاعبين من اللعب العنيف وكذا التأكيد على بعض معدات اللاعبين لحمايتهم من الإصابات وأصبح ارتداؤها أو لبسها إلزامياً!!
أما التجارب التي نفذت ولم يكتب لها النجاح وتم ألغاؤها من أهمها نظام الهدف الذهبي، وما لقيه من انتقادات واسعة كذلك تجربة قيادة حكمين داخل الملعب والتي أثبتت فشلها الذريع في مهدها!! كذلك تجربة إلغاء قاعدة التسلل!! وكذلك تجربة عقوبة الإبعاد المؤقت.. ومن أسباب النجاح في تعديلات (البورد) التحكم في الوقت والسيطرة على اللاعبين في الأداء والتفرغ أكبر قدر ممكن من الوقت للعب، حيث أكدت الدراسات أن متوسط اللعب في نهاية السبعينيات للمباريات الدولية 34 دقيقة بينما متوسط اللعب الفعلي حالياً 65 دقيقة وهذا مؤشر جيد ونسبة مرضية جداً للمشاهدين والنسبة في ازدياد بعد تكليف الحكم بالإعلان عن الوقت المستوفى والتشدد في دقة ذلك!! أما التجارب التي أثبتت فشلها ولم يكتب لها النجاح فتجربة إلغاء التسلل تسببت في سوء تمركز اللاعبين وابتعاد خطوط الفريقين بعضها عن بعض مما جعل وسط الملعب منطقة خالية تماماً من اللاعبين وهذا يفقد اللعب جماليته وانسيابيته، أما تجربة قيادة حكمين فاختلاف التقدير والمقدرة بين البشر جعلها تفقد أسس النجاح أما تجربة الهدف الذهبي فهي تجربة ليست لها علاقة في مواد القانون وإنما هي وسيلة من وسائل تحديد الفريق الفائز والجميع يدرك سلبياتها!!
وطالما هناك كرة قدم (وعقول!!) تنفذ فهناك حاجة للمتابعة والمواكبة قانونياً.
تناتيف
** دخل (غلام!!) بمعية قومه على أحد الخلفاء، فأخذ الغلام بناصية الحديث فأعجب الخليفة به فداعبه الخليفة قائلاً: أليس في قومك من هو أكبر منك سناً لتتقدمهم؟ فرد الغلام: لو كان التقدم بالسن فهناك من هو أكبر من مولاي سناً أدام الله بقاءك.. فازداد الخليفة إعجاباً بفنطته وذكائه وأمر بمكافأته!
تذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع برنامج (رياضة نت) في لقاء الحكمة والمتعة باستضافة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، حيث قدَّم درساً في فن الاستماع والإصغاء والهدوء في الإجابة والاتزان والحكمة والسلاسة في الأسلوب وسعة اطلاع واكتساب تجربة بالفطرة ومن (شابه أباه ما ظلم).
** يجب ألا يُسمح ل(وهم!!) الإرهاق أن (يخيِّم!!) بجناحيه على طموحات أفراد منتخبنا الوطني لكرة القدم في تحضيراته لنهائيات كأس أمم آسيا القادمة.. علاقتنا بالمباريات النهائية للكأس الآسيوي لم تنقطع.. فالعشرة طويلة.. وجميلة.. وثيقتها (عشرون) عاماً كلها (بطل) أو وصيف (البطل) تكفون لا تطرون الإرهاق!! علشان ما يصيب الجماهير (حمى الإرهاق!!) أكثر مما أصابتهم!!
** لجنة الكشف عن المنشطات تحتاج إلى مهدئات، حيث كل أطلق للسانه العنان!
** بعض المسؤولين يفضِّل (الأفعال) ويكره (الأقوال!) والبعض يُحسن الأفعال ويهذب الأقوال.. وبعضهم (كثر!) لا يجيد الأفعال والأقوال.. ما أصعب أن تكون صاحب قرار وتتحول إلى ثرثار؟!
** المعاناة التي تحدث عنها سمو الأمير نواف بن سعد وبالذات المعاناة (المادية) غير مقبولة ونحن في عصر التخطيط والاستثمار الرياضي.. أين مدخولات أقوى دوري عربي..؟ أين الفضائيات؟ أين الإعلانات المحيطة بالملاعب..؟ أين إعانة الاتحاد الآسيوي...؟ أين.. أين.. أين؟!
** كيف يتجرأ مدرب المنتخب فاندرليم بالتقليل من الدولي حسين عبد الغني ثم يتم ضمه لقائمة المنتخب؟!
** الأخ عبد الحميد آل الشيخ أصغر مقاسات لملعب كرة القدم (90م) طولاً في (45م) عرضاً.. هذا على المستوى القانوني، أما تلبية حاجات خاصة فيمكن أن يقل عن ذلك حسب مساحة الأرض وفي كل الأحوال يجب أن يكون الملعب مستطيل الشكل، أما الأطوال الخاصة بمناطق الملعب فقد بعثت لك نسخة من قانون كرة القدم، أرجو أن تصلك وتستفيد منها مع اعتزازي بحسن ظنك وثقتك..
إهداء
(أعوذ بالله من الحور بعد الكور).
|