يجتاحك شعور بالفخر وإحساس بالشموخ حينما تقرأ ملامح هذه الرعاية الكريمة والاحتفاء العظيم الذي تلقاه المرأة في وطننا المعطاء... باعتبارها عضواً فاعلاً ومنتجاً وشريكاً حقيقياً للرجل في صنع مواقف عامرة بالبذل والعطاء والمشاركة الجادة في مسيرة التنمية.
فجاء قرار مجلس الوزراء امتداداً مضيئاً لسلسلة الاهتمام بالمرأة وخلق فرص العمل الملائمة لتكوينها البدني والنفسي والمنسجمة مع الإطار الذي رسمته الشريعة الغراء.
لقد سعدنا كثيراً بهذا القرار الحكيم الذي تجلى كنقلة إيجابية فما أروع أن يصبح هناك أقسام نسائية في جميع الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها للمرأة وما أجمل أن يكون العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية مقصوراً على المرأة السعودية وبإمكان وزارة العمل وضع آلية ملائمة وجدول زمني لتفعيل هذا القرار المبهج.. ذلك أن هذا الجانب سيرفع الحرج والمشقة النفسية التي تواجهها حواء لدى تسوقها ويتيح إيجاد مواقع عمل للمرأة التي هي قادرة على التدريب وإتقان المهارات التي يحتاجها ميدان العمل.
إن هذه الخطة الحكيمة ذات أبعاد نفسية واجتماعية رحبة وستخدم شريحة كبيرة من النساء اللاتي يبحثن عن فرص العمل..
حقاً لقد كانت معادلة مقلوبة أن يبيع الرجل أغراض المرأة ومستلزماتها فجاء هذا القرار خطوة تصحيحية وستكون حواء كما عودتنا عند حسن الظن وبحجم المسؤولية نعم ستكون المرأة السعودية بمستوى الأمل المنشود فما أروع سعودة المحلات النسائية بطاقم نسائي سعودي.. هذا القرار سيحقق أهدافاً كثيرة ويحفظ حقوق المرأة ويصون كيانها وسيفتح لها دوائر العمل المشروع.. والاستثمار المبارك.
فالمرأة تريد أن تتعامل مع بنات جنسها في ممارساتها التجارية والشرائية وعلى المجتمع أن يشد من أزر المرأة ويقف معها ويكون عوناً ودعماً لهذا القرار الحكيم الذي يصب في صالح النصف الآخر..
والمجمعات التجارية النسائية قادرة على إثبات قدرة المرأة السعودية على إدارة العمل التجاري بيعاً وشراءً والإلمام بجوانبه واستيعاب متطلباته.. وعلى حواء أن تثق بقدراتها وتدرك عناصر النجاح في سوق العمل.. يكفي أن المرأة لدينا ستتخلص من الحرج الذي تلاقيه وهي تشتري حاجياتها من الرجل الذي طالما استبد بالموقف التجاري..
إضافة إلى أن دخول المرأة عالم التجارة النسائية سيوسع دائرة العمل ويتيح للمرأة أبواب الرزق فهناك أرامل ومطلقات يبحثن عن الفرص للعمل.. لقد كان القرار الحكيم موقف احتفاء كريم...
محمد بن عبدالعزيز الموسى /بريدة |