المشهد الأول:
الشاب: أبي أريد أن أشتري هذه السيارة..
الأب: لماذا لا تبحث يا بني عن سيارة أرخص منها..
الشاب: أبي إنها رخيصة.. إنها بـ80 ألف ريال.. ومواصفاتها رائعة.. وفخمة.. وووو
الأب: حاضر.. سأشتريها لك.. إنها هدية تخرُّجك من الجامعة..
الشاب: شكراً يا أبي..
***
المشهد الثاني:
يتجول الشاب مع أحد أصدقائه في سيارته الجديدة..
الصديق: لماذا لا تتزوج يا (......) لقد تخرَّجت من الجامعة.. وأنت الآن تعمل في شركة كبيرة ودخلك جيد..
الشاب: الزواج لا يصلح لي الآن.. إنه مسؤولية وتكاليف.. ثم إن تكاليف الزواج وخصوصاً المهر باهظة الثمن.. هل تعلم أن مهر الزوجة يصل إلى 60 ألف ريال.. وفي بعض العائلات قد يصل إلى 100 ألف ريال.. إنه مبلغ كبير.. يستحيل أن أضع هذا المبلغ في زوجة.
***
قف.. مهلاً.. لماذا هذا التناقض.. دعوني أطرح تساؤلاتي.. الباحثة عن رد مقنع.
لماذا يعزف بعض الشباب عن الزواج بداعي المهر؟
لماذا يرى بعض الشباب تكاليف الزواج كبيرة بينما يسترخصون تكاليف اللهو والمظاهر والكماليات رغم أنها قد تفوق تكاليف الزواج؟
لماذا نستكثر على الزوجة وشريكة الحياة مبلغ 50 أو 60 أو حتى 100 ألف ريال..؟!
لماذا نستكثر هذا المبلغ على الزوجة رغم أنها دائمة (بإذن الله) على عكس الكماليات المؤقتة؟
لماذا لا نستكثر هذه المبالغ على كمالياتنا وتسليتنا؟!
والأدهى من ذلك.. حين يدفع (من يشكو من غلاء المهور) ما يقارب هذه المبالغ بمتعة وقتية.. تتمثَّل برحلة أسبوع أو 10 أيام لأحد الأماكن.. متعة وقتية.. زائلة.. خالية من الأساسيات.. وقد تكون مخالفة للفطرة أحياناً..
لماذا لا نسأل أنفسنا بهدوء وعقلانية: ما الفائدة المنتظرة من هذه الكماليات مقارنة بالزوجة؟!
***
- هل الكماليات وخصوصاً السيارة الفخمة والفارهة لديها صبر الزوجة؟
- هل الكماليات لديها حب الزوجة وولاؤها؟!
- هل الكماليات منتجة؟! هل نجد منها ذرية صالحة.. هل نجد منها مدرسة مربية لأفراد؟!
- هل نجد من الكماليات العون والمساعدة والعطف الظاهر والباطن؟
- هل نجد من الكماليات كالسيارات مثلاً.. ما نجده من أي أنثى مهما كانت من لهفة وعاطفة وشعور متبادل؟!
- هل نجد من الكماليات حرصاً ونصائح وفوائد حقيقية؟
والسؤال الأهم الأهم والأهم:
- هل نجد من الكماليات (تضحية وصبراً) كما نجدهما من الزوجة؟!
لا.. وألف لا.. لم نجد.. ولن نجد..
لماذا نبحث عن التناقض..؟!
دعونا نتعمق..
= هل منظر الزوجة وهي في انتظار زوجها.. كمنظر السيارة في الخارج جامدة بلا أحاسيس ولا عاطفة ولا لهفة؟!
= هل سؤال الزوجة عن أحوال زوجها وما يواجهه.. كسؤال السيارة المتمثِّل في طلب لبعض الوقود أو بعض الصيانة؟!
= هل اهتمام الزوجة بزوجها وتنفيذ أوامره وتأدية أمور المنزل.. كاهتمام أو تنفيذ أو تأدية هذه السيارة؟!
بالتأكيد .. لا ..
أسئلة كثيرة من هذا القبيل تدور في ذهني بكل حماس وشغف.. ولكن هل أجد إجابة مقنعة؟!
***
(نقطة من منظار الواقع):
هل سمعنا أن شخصاً - عاقلاً - توفي وهو بجانب زوجته بسبب حياته الزوجية؟
قطعاً.. لا ..
هل سمعنا أن شخصاً توفي وهو بسيارته بسبب من السيارة أو سوء استخدامها؟
بالتأكيد.. نعم..
ومضة:
(يبقى النحاس نحاساً مهما ظهر لمعانه.. ويبقى الذهب ذهباً مهما خفت بريقه..).
***
سأترككم مع هذه المقارنة .. والفرق واضح..
ملاحظة مهمة:
السيارة تعد من الضروريات.. والحرص والإصرار على فخامتها وجمالها هو ما يجعلها من الكماليات..
رأي خاص.. والله العالم..
|