هذا الموظف في مكتبه، ذاك التاجر في متجره.. أولئك الناس الذين يعيشون على سطح البسيطة..
البعث يلهث يتعب يكد يشقى.. والبعض الآخر لا يحرك ساكناً ويكتفي بالتفرج على القافلة التي تسير، البعض يواصل العمل حتى يتحقق النجاح تلو النجاح. الحياة ليست جهداً عضلياً يرهق النفس والبدن والآخرين.. بل هي تنظيم واستمرارية واختيار دقيق للهدف وللوسيلة المثلى للوصول إلى الهدف المنشود.
هناك من لديهم قدرة كبيرة ومهارة أكبر على تنظير الأمور ومسالك الحياة فنرى أقوالهم تخالف اعمالهم ونجد أياً منهم من خلال عمله يعيش أحلام اليقظة يقول: غداً سأفعل كذا.. المفروض كذا.. كان من الممكن أن ينصرف زيد من الناس أو ينفذ هذه الفكرة بهذه الوسيلة وعلى الرغم من أن كل الأفكار لديه وكل الوسائل متاحة له في عمله فهو لايزال يتقوقع في آماله وتنظيره المستمر للأمور!! في بداية الحديث معه تقف مذهولاً عندما يحدثك تشعر وكأنك امام مدرسة إدارية متميزة فتجبرك أفكاره الإدارية والتطويرية على الإصغاء فيرتقي فن الإصغاء لديك درجات!!
ولا تكاد تفيق من صدى تلك الكلمات والمثالية الإدارية والنشاط منقطع النظير تحاول التفكير فيما قدمه ذلك الموظف في عمله فتصدم بحقيقة واقعه بأن ما بذله في عمله لا يتعدى الحديث فقط.
من هنا فإننا نكرر أن النجاح في الحياة العملية ليس حديثاً أو بذلاًَ للمزيد من الجهد العضلي بل تخطيط وتنظيم واستمرارية وإصرار على التقدم والنجاح.
بصمة..
إن الله سبحانه وتعالى يمنح الطير رزقه لا أن يأتيه رزقه في عشّه.
|