هل يسهم الإعلام بشكل أو آخر في صناعة الوحش الذي يبزغ علينا بصورة دورية تحت مسمى موسم الاختبارات؟؟
هل تشترك وسائل الإعلام في عملية الشحن النفسي الذي يمارس على الطلاب، بشكل يحول أيام الاختبارات إلى ثكنة عسكرية يعاني منها الطلاب وأسرهم؟
الجميع يعلم بأن الإعلام لدينا يخضع للطابع الموسمي في طرح قضاياه، ويحاول من خلال هذا الطرح أن يعبر عن هموم الأكثرية، سواء كان الأمر يتعلق بموسم الامتحانات أو تأخير الدوام في رمضان أو..... ارتفاع أسعار الذبائح في موسم الحج، جميع هذه الأمور تكون خيمة موسمية من الطرح الإعلامي المكثف الذي يحجب الصورة الموضوعية المحايدة اتجاه الأمور.
فإذا قارنا طريقة الطرح الإعلامي المبالغ فيها بالواقع الفعلي نجد بأن نتيجة الطلاب أو الطالبات قد حسمت نوعاً ما عبر العام الدارسي، فقد حقق الطالب طوال العام الدراسي ما نسبته (70%) من الدرجات، ولم يتبق سوى (30%) من درجاته المستحقة على كل مادة من المواد التي سيدخل اختبارها، وعلى الرغم من هذه النسبة البسيطة مقارنة بما مضى، إلا أن عملية التعبئة النفسية سواء على المستوى النفسي أو عبر وسائل الإعلام عالية ومرتفعة، بالشكل الذي يتقاطع مع العملية التربوية التي تميل إلى جعل التعليم عملية متصلة طوال العام، وليس موسماً مرعباً ينتهي بقذف الكتب والملازم عند بوابة الخروج من قاعة الاختبار.
أيضاً هناك جهات أخرى أصبحت تعلن حالة استنفار موازية، كالمرور الذي كثف دورياته أمام المدارس خوفاً من تهور بعض الطلبة.
إنه وقت والجميع يحاول أن يخرج بنصيبه من كعكة هذا الموسم، الإعلام يغطي الصفحات الطويلة يحلل ويناقش، الدروس الخصوصية تشتعل أسعارها إلى حدها الأعلى ومكاتب خدمات الطلاب تبقى تستقبل زوارها إلى ساعات متأخرة من الليل، المكتبات تعتبرها موسماً موازياً لموسم العودة إلى المدارس، والجميع ينثر بضاعته في هذا الموسم ويزيد من تطويق الخناق على رقبة الطالب الذي يكابد أسبوعين حالكين ترسخ فكرة التعليم كعملية مرهقة بغيضة وصعبة.
|