* الرياض - متابعة عبدالرحمن المصيبيح:
ينظم صباح اليوم مركز الملك فهد الثقافي بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يوماً علمياً بمناسبة عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس اليوم الثلاثاء بإذن الله ويأتي ذلك استمراراً لتواصل فعاليات الموسم الثقافي لمركز الملك فهد وكذلك امتداداً لدوره في مسيرة الثقافة من خلال هذه الفعاليات المتنوعة التي يقيمها، هذا وقد تم اتخاذ كافة الاستعدادات لهذه المناسبة خاصة فيما يتعلق بتقديم الخدمات الإعلامية لوسائل الإعلام المختلفة لتغطية هذا الحدث، الذي سيبدأ في الثامنة والربع صباحاً ويستمر حتى الثانية والثلث بتوقيت المملكة.
حيث سيتم تركيب أجهزة فلكية خاصة داخل أسوار المركز لنقل صورة الحدث مباشرة إلى قاعة المحاضرات، وقاعة المؤتمرات، وقاعة المعارض حيث سيتم تركيب شاشة كبيرة لمشاهدة عبور الكوكب، كما سيقوم بشرح الظاهرة وكيفية حدوثها عدد من علماء الفلك حيث سيقوم بالشرح كل من الدكتور زكي المصطفى رئيس قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والدكتور أيمن كردي أستاذ الفلك بقسم الفيزياء والفلك بجامعة الملك سعود، والدكتور أحمد عصام المشرف الفلكي للقبة الفلكية بالمركز، مع بيانهم للمعلومات المتعلقة بكوكب الزهرة ونجم الشمس مع الرد على استفسارات الحضور. والساحة الخارجية لرؤية الحدث مباشرة بالعين المجردة بواسطة استخدام النظارات الشمسية الداكنة أو المرشحات الضوئية التي سيتم توفيرها بأسعار زهيدة بمعرفة قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز.
والقبة الفلكية: سيتم عرض برنامج عن الكسوف والخسوف من إعداد مركز الملك فهد الثقافي كل ساعة (زمن العرض 15 دقيقة) وسيتم توثيق هذا الحدث بأشرطة فيديو يصدرها قسم القبة الفلكية بالمركز.
كوكب الزهرة
الزهرة هي ثاني الكواكب قرباً من الشمس وسادسها حجماً، ومدارها حول الشمس هو أكثر مدارات الكواكب دائرية، وهي ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر. وتدور الزهرة حول محورها ببطء شديد، فيوم على كوكب الزهرة يعادل 243 يوماً من أيامنا، ليس هذا فقط بل إن يومها أطول قليلاً من سنتها التي تبلغ 225 يوماً أرضياً. وللزهرة حركة غريبة خلافاً لباقي كواكب مجموعتنا الشمسية، إذ أنها تدور حول محورها من الشرق إلى الغرب أي في اتجاه معاكس لاتجاه دورانها حول الشمس (الحركة التراجعية)، فالراصد على كوكب الزهرة يرى الشمس تشرق من اتجاه الغرب وتغرب في اتجاه الشرق! واعتبر العلماء - حتى وقت قريب - أن الزهرة شقيقة الأرض من حيث إن حجمها وكتلتها قريبان من حجم وكتلة الأرض (95% من حجم الأرض & 82% من كتلتها) كما أنهما يتشابهان في الكثافة والتركيب الكيميائي وبعض التضاريس الجيولوجية. ولهذه العوامل بدا لهم كوكب الزهرة أشبه ما يكون بالأرض حتى ساد الاعتقاد بوجود حياة على سطحه، إلا أن الدراسات التفصيلية أثبتت وجود اختلافات جوهرية بين الكوكبين فلا يوجد على كوكب الزهرة محيطات مائية كما أن غلافها الجوي كثيف ومعظمه من ثاني أكسيد الكربون وبه طبقات من السحب المحملة بقطرات من حامض الكبريتيك ويندر فيه وجود بخار الماء.
ويعادل الضغط على سطح الزهرة حوالي 90 مرة قدر الضغط الجوي على سطح الأرض (أي ما يساوي الضغط على عمق كيلومتر واحد داخل المحيط)، ويشكل غاز ثاني أكسيد الكربون معظم غلاف الزهرة الذي يوجد به طبقات عديدة من السحب الكثيفة المحملة بحامض الكبريتيك ويصل سمكها عدة كيلومترات، مما يشكل عائقاً للتعرف مباشرة على سطح الكوكب. ويعمل هذا الغلاف الكربوني الكثيف على أن يحتفظ الكوكب بحرارة الشمس المنعكسة من سطحه ولا يسمح لها بالهروب (فيما يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري) فترتفع درجة حرارة سطح الكوكب لتبلغ حوالي 450 درجة مئوية (كافية لانصهار الرصاص). وعلى الرغم من أن الزهرة تبعد عن الشمس ضعف بعد كوكب عطارد عنها إلا أن متوسط درجة حرارة سطحها أكثر ارتفاعاً من متوسط كوكب عطارد.
ويكتنف جو الزهرة عواصف ورياح شديدة تحرك تلك السحب الكبريتية بسرعة عالية تصل إلى حوالي 350 كيلومتراً في الساعة على عكس تلك الرياح التي تهب بالقرب من سطح الكوكب فهي بطيئة جداً ولا تتجاوز سرعتها عدة كيلومترات في الساعة. ويسود الاعتقاد بأن الزهرة كانت تمتلك كميات كبيرة من الماء مثل الأرض إلا أنها تبخرت وأصبحت الآن كوكباً جافاً. ولو كانت الأرض على نفس البعد من الشمس مثل الزهرة لربما كان التبخر مصير مائها أيضاً.
وأما عن سطح الكوكب فقد تشكل خلال الـ 300 إلى 500 مليون سنة الماضية، وتمثل السهول المنخفضة حوالي 20% من سطحه، والمرتفعات الوعرة حوالي 70% والهضاب حوالي 10%. وليس هناك دليل قاطع على وجود نشاط بركاني حديث بالكوكب وذلك على الرغم من تغير نسبة ثاني أكسيد الكربون في جوه والتي أعزاها بعض العلماء لاحتمال وجود نشاط بركاني. وتُغطى الصخور البركانية حوالي 85% من سطح الزهرة الذي يخلو من الفوهات والحفر الصغيرة التي يقل قطرها عن 2 كيلومتر، لأنه على ما يبدو أن الشهب صغيرة الحجم تتفتت وتحترق كلية في غلافه الكثيف قبل أن تصل إلى السطح. وأما الحفر الكبيرة فتأتي في صورة مجموعات مما يؤكد وصول نيازك كبيرة الحجم تتحطم في غلافه الكثيف قبل أن تصل إلى سطحه مباشرة. ومن المحتمل أن يتشابه التركيب الداخلي للزهرة مع مثيله الأرضي، فالزهرة تملك لباً من الحديد بقطر حوالي 3000 كيلومتر يحيط به غلاف صخري منصهر يمثل معظم الكوكب، كما بينت الدراسات الحديثة أن الزهرة تمتلك قشرة قوية وسميكة على عكس ما كان مُعتقداً فيما سبق. ونظراً لبطء دوران الزهرة حول محورها فليس لها مجال مغناطيسي ذاتي ولكن الرياح الشمسية التي تمطر الكوكب أحاطته بمجال افتراضي. كما أنه لا يدور حولها أي أقمار طبيعية. وتُشاهد الزهرة عادة بالعين المجردة، وأطلق عليها الفلكيون القدماء (نجم الصباح ونجم المساء) لأنها أحياناً تظهر كنجم لامع في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس وأحياناً أخرى تظهر كنجم لامع في الأفق الغربي بعد غروب الشمس.
معلومات عن كوكب الزهرة
متوسط البعد عن الشمس 108.2 مليون كيلومتر.
مدة الدوران حول الشمس 224.7 يوم
مدة الدوران حول المحور 243.02 يوم
القطر 12100 كيلومتر
الكتلة 4.87* 10 24كيلوجرام (82% من كتلة الأرض)
متوسط درجة حرارة السطح 457 درجة مئوية
الغلاف الجوي 96% ثاني أكسيد الكربون، وحوالي 3% نيتروجين 1% ثاني أكسيد الكبريت وبخار الماء وأول أكسيد الكربون وغاز الأرجون والهليوم والنيون.
|