هل نُدرس الأسهم لطلاب الثانوية؟
المهندس ناصر محمد المطوع

ما هو حاصل في سوق الأسهم السعودية هذه الأيام يدعونا لإمعان التفكير في أمر هذه السوق.
فقد ارتفع مؤشر الأسهم بشكل متسارع منذ بداية العام، وكانت هناك صيحات انذار وتحذير من بعض أهل الخبرة والمعرفة.. الا انها ضاعت وسط حمى شراء الأسهم دون تفريق بين أسهم شركات ناجحة ومؤشراتها ايجابية، وأسهم شركات أخرى خاسرة فاشلة مؤشراتها سلبية.
بل الملاحظ ان المضاربة على أسهم الشركات الخاسرة كانت أكبر بكثير من الإقبال على الأسهم الرابحة وذلك لأن أسعار الأولى كانت في متناول الجميع، مما جعل أسعارها ترتفع في بعض الحالات إلى أضعاف سعرها قبل ستة أشهر فقط.. ثم عادت إلى الانخفاض الشديد المتسارع.
لقد تضرر في سوق الأسهم خلال الأيام الماضية خلق كثير.. واننا لنرجو ان يكون فيما حصل دروس ثمينة منها ضرورة الدراسة وتقييم الشركات وتحليل بياناتها المالية قبل شراء أسهمها وعدم الانسياق وراء الشائعات وتوقعات الخراصين.
ولعلنا جميعاً نتنبه إلى أهمية تثقيف المجتمع وتعريفه بسوق الأسهم وآليات عمله وسبل الاستثمار فيه.. ولقد سرني ان يتوفر في السوق دورات تدريبية تقدمه الغرفة التجارية وبعض بيوت الخبرة المتخصصة في موضوع الأسهم. ولعلي أضيف اقتراحاً - أظنه بالغ الأهمية - وذلك أن تُعتمد مثل هذه الدورات كمادة إلزامية تُدرس لطلاب وطالبات الثانوية فتساعد على نشوء مجتمع واعٍ بهذا القطاع الاقتصادي الهام.