* لوس انجليس (كاليفورنيا) (رويترز):
تتدفق حشود المعزين على ولاية كاليفورنيا منذ امس الاثنين في بداية اسبوع من مراسم التأبين لتوديع الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان استجابة لوصيته بإعطاء المواطن الامريكي العادي فرصة لإلقاء النظرة الاخيرة على جثمانه.
وبعد قداس خاص لريجان وهو الرئيس رقم 40 للولايات المتحدة يقام في مكتبة ريجان عند قمة تل في كاليفورنيا تحضره الاسرة والاصدقاء يسجى جثمانه ليودعه المواطنون وحتى مساء اليوم الثلاثاء وبعدها ينقل جوا الى العاصمة الامريكية واشنطن.
وهناك ستحمل عربة تجرها الخيول جثمان ريجان ليسجى مرة اخرى تحت قبة مبنى الكونجرس يوم الاربعاء وحتى صباح الجمعة.
وفي ذلك اليوم تجري مراسم جنازة ريجان في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن ويحضرها الرئيس الامريكي جورج بوش ولفيف من زعماء العالم.
وفي طوكيو أعلن هيرويوكي هوسودا كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية امس الاثنين ان ياسوهيرو ناكاسوني رئيس وزراء اليابان الأسبق سيمثل طوكيو في جنازة الرئيس الامريكي الأسبق.
وكانت تربط ناكاسوني (85 عاما) الذي رأس حكومة اليابان من عام 1982 وحتى عام 1987 علاقة صداقة مع ريجان سمحت للرئيس الامريكي الاسبق بأن يدعوه (ياسو) وهو أمر نادر في ذلك الوقت بالنسبة لزعماء اليابان بينما اعتاد ناكاسوني ان يدعو ريحان باسم التدليل (روني).
وبعد الجنازة الرسمية في واشنطن يعاد جثمان ريجان جوا مرة اخرى الى كاليفورنيا يوم الجمعة حيث تجري مراسم دفنه في جنازة عائلية خاصة في تل يشرف على المحيط بمكتبة ريجان.
توفي ريجان يوم السبت بعد صراع دام عشر سنوات مع مرض الزهايمر عن عمر يناهز 93 عاما بين أفراد عائلته في مقر اقامته بلوس انجليس.
وقالت جوان دريك مديرة مكتب ريجان (الرئيس ريجان كان رجلا يمثل الشعب ومن المهم بالنسبة له ان يعطى الناس فرصة لتوديعه اذا ارادوا ذلك).
وأعلن يوم الجمعة يوم حداد وطني على الرئيس الأسبق المحبوب الذي عجل بالنصر في الحرب الباردة وكسب قلوب أعداد لا تحصى من الامريكيين بفضل مهاراته التي أهلته للقب (المتحدث العظيم).
وأعلن بوش يوم الجمعة عطلة للحكومة الاتحادية.
واحجمت دريك عن الكشف عن تفاصيل الايام الاخيرة لريجان لكنها قالت ان نانسي زوجته على مدى 52 عاما وابنته باتي ديفيز وابنه رونالد بريسكوت ريجان كانوا حوله لحظة الوفاة.
اما ابنه بالتبني مايكل الذي تبناه الرئيس الامريكي الأسبق خلال زواجه الاول من الممثلة جين وايمان فقد وصل بعد لحظات من وفاة ريجان.
واستطردت دريك قائلة (رغم ان هذه اوقات حزينة للغاية بالنسبة للسيدة ريجان لكن بالقطع هناك شعور بالارتياح لانه لم يعد يعاني وذهب الى مكان افضل.
(كانت السنوات العشر الاخيرة صعبة عليها للغاية وهي تقدر كل الحب الذي غمرت به والصلاة من اجلها).
بدأت واشنطن الاستعداد لأول جنازة رئاسية رسمية منذ 30 عاما لدى وفاة ليندون جونسون عام 1973.
وستتاح أمام زعماء الدول الثماني الكبرى الذين سيجتمعون في ولاية جورجيا الامريكية هذا الاسبوع فرصة السفر لواشنطن لحضور الجنازة وسيمثل هذا التجمع تحديا أمنيا كبيرا لمدينة رفعت فيها السلطات بالفعل حالة التأهب بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001
وأشاد الرئيس الامريكي بريجان ووصفه بانه كان (رجلا شجاعا وزعيما نبيلا في قضية الحرية). وقال بوش الذي يزور باريس للمشاركة في احتفالات بمناسبة ذكرى انزال قوات الحلفاء على شاطىء نورماندي في الحرب العالمية الثانية ان ريجان ترك وراءه (أمة قام بتجديدها وعالما ساعد في انقاذه).
اما ميخائيل جورباتشوف آخر رئيس سوفيتي والذي قاد الاصلاح ووقف مع ريجان على المسرح الدولي فقد امتدح الرئيس الامريكي الأسبق قائلا انه أقدم على تغيير التيار الذي يحكم العلاقات بين القوتين العظميين.
اما مارجريت ثاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة التي لقبت (بالمرأة الحديدية) ووصفت ايضا بأنها (تتواصل جيدا) مع ريجان فقد قالت عن الرئيس الامريكي الأسبق انه (بطل امريكي عظيم وحقيقي).
ووصفه الرئيس الفرنسي جاك شيراك بأنه (سياسي عظيم سيترك من خلال معتقداته القوية والتزامه بالديمقراطية بصمة عميقة في التاريخ).
وبعث الرئيس الصيني هو جين تاو ووزير الخارجية لي تشاو شينج برسالتي تعزية للرئيس الامريكي ولوزير الخارجية كولن باول وقدما التعازي لنانسي ريجان.
بدأ ريجان حياته كممثل سينمائي وتحول الى السياسة وأصبح أول رئيس أمريكي من تيار اليمين خلال 50 عاما حين دخل البيت الابيض عام 1981 كما كان الاول خلال 30 عاما الذي يفوز بفترتين رئاسيتين متتاليتين.
وكان أيضا أول رئيس ينفق تريليون دولار على الاغراض العسكرية في وقت السلم لتقفز فيه الديون الى الضعف.
ووصف ريجان الاتحاد السوفيتي السابق بأنه (امبراطورية الشر) وساعد على هزيمته في الحرب الباردة بإنفاق مبالغ باهظة على النواحي العسكرية لم يستطع الروس مسايرتها.
|