* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قال مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، قبل تلاوة قرار الحكم الصادر بحقه، إن المحاكم الإسرائيلية شريكة في الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا ان القضاة الإسرائيليين في هذه المحاكم مثل الطيارين اليهود الذين يلقون القنابل على الفلسطينيين..
وكانت المحكمة المركزية الاسرائيلية في مدينة تل أبيب، قضت بعد ظهر أمس الأحد، الموافق 6 - 6 - 2004 ب خمسة أحكام بالسجن المؤبد وأربعين سنة أخرى على الأسير الفلسطيني، مروان البرغوثي، بعد إدانته بالمسؤولية المباشرة عن أربع عمليات نفذتها كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، قتل فيها خمسة إسرائيليين..
وتزامن موعد إصدار الحكم على البرغوثي مع يوم تاريخ ميلاده الخامس والأربعين..
وتابع البرغوثي يقول: الاحتلال الإسرائيلي هو الوحيد في العالم.. لكن هذا الاحتلال مات.. المطلوب الآن هو تشييع جثمان الاحتلال.. لا يهمني السجن المؤبد.. يوم حريتي سيكون يوم ينتهي الاحتلال.. إنني أدعو إلى وحدة شعبنا الوطنية، وأقدم الشكر للأصدقاء الإسرائيليين الذين يساعدونني وأشكر البرلمان الأوروبي، أيضًا..
وجاء في قرار الحكم بحق البرغوثي: لقد حددنا في قرار الحكم أنه لا يمكن بموجب القانون الإسرائيلي إدانة المتهم بتنفيذ سلسلة من العمليات الهجومية، باستثناء أربع عمليات، لكن المتهم قاد (تنظيمًا إرهابيًا) نفذ عمليات كثيرة، وقدم لمدبري العمليات ومنفذيها مساعدات تمثلت بتزويدهم بالمال ووسائل القتال، وشجع وحفز رجاله على الاستمرار في تنفيذ عمليات القتل، ودعم بكل وسيلة ممكنة قادة (الخلايا الإرهابية) التي نفذت العمليات.
وكان الأسير المناضل، مروان البرغوثي، أكد قبل محاكمته بساعات أن حريته تبدأ مع نيل الشعب الفلسطيني بأكمله للحرية، وأوضح عبر أحد محاميه انه لا يهتم بالمحاكمة أو قرارها كونها محكمة احتلال وهي غير شرعية..
ويرى البرغوثي أن صدور الحكم هذا عليه، ينبع من أنه قائد فلسطيني على قدر المسؤولية.. وتظاهر العشرات خارج قاعة المحكمة مطالبين بالإفراج عن البرغوثي، وحمل الصحفي الإسرائيلي واليساري المعروف، أوري أفنيري، لافتة كتب عليها «البرغوثي-شريك للمفاوضات»، فقام رجال الأمن بإبعاده ومزقوا اللافتة التي حملها..
من جانبه، فقد وصف محمد بركة، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، محاكمة البرغوثي بأنها سياسية، مضيفا لا يوجد أي صلاحية لأي محكمة إسرائيلية تخولها بمحاكمة أعضاء برلمان فلسطينيين.. نتائج هذه المحاكمة معروفة بشكل مسبق، ومجرد إجرائها غير مشروع، بدون أي علاقة بالقرارات المتمخضة عنها..
وفي أول تعقيب فلسطيني على محاكمة البرغوثي، أدان المجلس التشريعي بشدة، الحكم الذي أصدرته محكمة الاحتلال الإسرائيلي بحق البطل القومي والقائد الوطني البارز عضو المجلس التشريعي مروان البرغوثي. واعتبر المجلس في بيان أصدره، تلقت (الجزيرة) نسخة منه: أن الحكم الذي صدر بحق النائب البرغوثي باطل من أساسه وغير شرعي، ويشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة، والاتفاقيات الثنائية الفلسطينية- الإسرائيلية التي تنص على حصانة البرغوثي السياسية والبرلمانية.
وأكد المجلس التشريعي الفلسطيني، أن تزامن إصدار هذا الحكم الباطل، مع الذكرى السابعة والثلاثين لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، هو إصرار على إظهار تمردها المستمر على قرارات الأمم المتحدة، واستهتارها بالقانون الدولي، وتأكيدها على إرهاب الدولة، الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضد شعبنا الصامد وقيادته المناضلة.
ودعا المجلس، المجتمع الدولي وخاصة البرلمانات الشقيقة والصديقة إلى إعلان إدانتها الفورية لهذا الحكم، وبذل كل الجهود من أجل إطلاق سراح النائب البرغوثي والنائب حسام خضر، فوراً الذي يعتبر اعتقالهما انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وطالب المجلس التشريعي الفلسطيني، الاتحاد البرلماني الدولي، الذي أرسل محاميه لمتابعة اعتقال النائب مروان البرغوثي، أن يتخذ قراراً بإدانة قرارات المحكمة الإسرائيلية، واعتبارها قرارات باطلة، لا تنطبق على قائد سياسي، وعضو برلماني منتخب من شعبه ويتمتع بالحصانة البرلمانية والنضالية. كما طالب البرلمانات المنضوية في الاتحاد البرلماني الدولي، إعلاء صوتها ورفض هذا الحكم الباطل والجائر، داعياً جميع الاتحادات البرلمانية والاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي والبرلمان الأوروبي المتوسطي، بوقف التعامل مع الكنيست الإسرائيلية التي تسمح لحكومة إسرائيل أن تحاكم عضواً برلمانياً فلسطينياً، يتمتع بكل الحقوق البرلمانية التي كفلها القانون الدولي..
في غضون ذلك، قالت المحامية فدوى البرغوثي (زوجة الأسير مروان): إن اسرائيل رفضت إعطاءها التصريح اللازم لحضور النطق بالحكم على زوجها، موضحة أنها ستشارك في فعاليات خيمة الاعتصام في شارع بير زيت بمدينة رام الله، وأكدت زوجته البرغوثي، قائلة: ليس هناك فرق، فكل الأحكام جائرة وليس من حق الاحتلال إصدارها ضد قائد سياسي فلسطيني..
وحول شعورها هي وأولادها وهي تنتظر سماع أحكام عالية ضد زوجها قالت البرغوثي: إن الشعور الذي يسود في العائلة هو شعور أي زوجة وشعور أي أبناء فقدوا رب أسرتهم وينتظرون حكماً جائر عليه فقط من اجل حقد أعمى على الشعب الفلسطيني. وأضافت تقول: نحن في النهاية جزء من هذا الشعب ونتحمل طرف من المسؤولية وجزء من المعاناة التي يعانيها هذا الشعب العظيم.
يشار إلى أنه أقيمت خيمة اعتصام في مدينة رام الله وأخرى في مدينة القدس، سيشارك فيه عدد من المتضامنين الأجانب وعدد من القناصل والشخصيات الفلسطينية السياسية في القدس وأعضاء من المجلس التشريعي..
وذكرت فدوى البرغوثي: أن اتحاد المحامين العرب اتصل بنقابة المحامين الفلسطينيين مبلغا انه اتخذ قراراً بتوقف المحامين العرب عن العمل في المحاكم العربية عند الساعة الحادية عشرة، موعد الجلسة، وذلك لمدة ساعة تعبيراً عن تضامنهم مع المناضل مروان البرغوثي.
|