Tuesday 8th June,200411576العددالثلاثاء 20 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

في نجران.. كلمات تتغنى بحب الوطن في نجران.. كلمات تتغنى بحب الوطن
لك يا وطني ألف أغنية حب وولاء.. ومشاعر صادقة

* نجران - أحمد معيدي:
لم تكن الأغنية الوطنية السعودية وليدة اليوم ولم يكن ظهورها وتطورها وليد صدفة، بل جاءت كنتاج للملحمة السعودية الرائعة منذ التأسيس وحتى عهدنا الحالي، وكما أنه لم يكن ظهور الأغاني الوطنية بالأمر الجديد فكذلك لم يرتبط ظهورها بدخول وسائل الإعلام بل كانت موجودة ومجسدة قبل أخذها قالبها الحالي ولكنها لم تكن تحمل مسمى أغنية وطنية وإنما كانت أهازيج يؤديها الناس بدون موسيقى وعرضات تغنى بصحبة الطبل لبعث الحماس وحس الوطنية في النفوس لتهييجها خاصة في أوقات الحروب وحميات الديار..
ثم تحولت إلى أناشيد وطنية وموشحات تربط بين الدين وحب الوطن وبظهور الإذاعة في المملكة العربية السعودية شكلت الأناشيد الوطنية جانبا أساسيا من موادها وركنا مهما من أركانها فجسدت الجانب الوطني وسط الحركة الثورية التي تعيشها الدول العربية وحركة التضامن الإسلامي التي كانت المملكة العربية السعودية صاحبة الريادة فيها.
وفي هذه الفترة طالعتنا الإذاعة السعودية بعدد من الأصوات الخالدة التي رددت عددا ليس بالقليل من الأغاني والأناشيد والأوبريتات الوطنية والمنولوجات أمثال المطرب العربي الكبير فهد بلان والنجمة نجاح سلام وهيام يونس وسعد خضر وعبدالعزيز الهزاع وسراج عمر وغيرهم الكثير من فناني الساحة.
لتستمر هذه الموجة بنفس المسار حتى بظهور التلفاز الذي صار ينقل الاحتفالات والفعاليات الغنائية الوطنية في مناسبات الوطن المهمة كاليوم الوطني ومهرجانات التراث والثقافة بالجنادرية.
حرب الخليج والنقلة
وقد جاءت حرب الخليج التي أحدثت نقلة في الأغنية الوطنية قلبا وقالبا حيث لعبت الأغنية الوطنية دورا فاعلا في إلهاب المشاعر وتعزيز روح الوطنية وحب الوطن والوقوف في وجه العدوان الذي استهدف بلادنا الغالية.
هذه كانت نبذة مختصرة عن الأغنية الوطنية في بلادنا الغالية لخصت مسيرتها ولكنها لم تكن لتوفي الأغنية الوطنية حقها فالتاريخ الطويل والإرث العريق والإبداعات التي تواصلت لعقود وسنوات أكبر من أي تلخيص أو أي شرح مستفيض.
الجزيرة استطلعت نبض الشارع في نجران حول الأغاني الوطنية والدور الكبير الذي تلعبه في إلهاب المشاعر حبا وعشقا لهذا الوطن واستعدادا لبذل النفس لأرض نقش حبها على سواعدنا وسكن غلاها وشما في قلوبنا وبصائرنا.
كلنا نجد والحجاز
المواطن محسن حكمي قال: مهما قلنا ومهما أعدنا فلن نوفي أغنيتنا الوطنية المتجددة حقها في التعبير عن مشاعر كل فرد منا من أبناء هذا الوطن الغالي وحبهم المتأصل والمتجدد والمستمر لأرض الحرمين.
الكثير منا يتمنى أن يكون محمد عبده وهو يردد أجل نحن الحجاز ونحن نجد أو محمد عمر وهو ينقش حب الوطن على ساعده أو سراج عمر وهو يردد اسم بلاده عاليا باعتبار أنها منار كل هدى رموز وشعراء وملحنون وأصوات جبلت على حب الوطن ولا تمثل أنفسها فقط بل تمثل جميع المواطنين الغيورين والمحبين لوطنهم وخيرها، وحسنا تفعل وسائل إعلامنا بترديد كافة الأغاني الوطنية الخالدة مع مناسبة وطنية لتجديد وتنشيط الحب لدى البعض مع أن الحب لم ولن ينضب.
وأضاف حكمي: جميع ما نطلبه في هذه الظروف الراهنة هو إيجاد أغان تتلاءم مع الظروف الراهنة وتسهم مع كل القوى الوطنية المخلصة في الحرب على الإرهاب الذي يستهدف مقدراتنا وقيمنا باسم الدين والدين منهم براء ليحول وطننا إلى أفغان ثانية أو جزائر دامية جديدة لكن هذا لن يكون لهم طالما بقينا أحياء تنبض أفئدتنا بعشق وطننا الكبير.
شركات الإنتاج مقصرة
ناصر صبري صاحب أحد الاستديوهات الغنائية تحدث قائلا : لا شك أن الأغلبية الوطنية تحظى بإقبال كبير وخاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها المملكة من هجمات من قبل الإرهابيين من الداخل والغرب من الخارج وجميعهم وجهان لعملة واحدة هي الصهيونية البغيضة كما قال سمو ولي العهد (حفظه الله).
بيد أن المجتمع والناس باتوا بأمس الحاجة إلى وجود أغان وطنية وأناشيد توعوية بمثل هذه الآفة الدولية توعي المواطنين بعدم مساعدة الإرهابيين وتحثهم على حماية بلدهم الطاهر بالإبلاغ عمن تسول له نفسه الإضرار بأمن وحياة المواطن والمقيم.
إن شركات الإنتاج مقصرة في هذا الجانب فهي لم تعط السوق ما تحتاجها من أغان وطنية قديمة أو جديدة وركزت على الأغاني العاطفية فقط مع أن هناك طلبات كثيرة على الأشرطة الوطنية وباعتباري صاحب محل فكثيرا ما يأتي الزبائن للبحث عن أغان وطنية قد تكون موجودة وفي الغالب لا نجد إلا النذر اليسير من هذه الأغاني لأن شركات الإنتاج لم توفر الكمية المطلوبة أو الكيف المناسب للوضع الذي نعيشه.
أسمعها يوميا في الشوارع
الشاب سالم آل ساعد قال في هذه الأيام: لا أكاد أمر من أي شارع في أي وقت إلا وتنثال في أذني أغنية وطنية فيا بلادي واصلي ورفرفت بالعز وغيرها الكثير من الكثير التي تعيد لنا الذكريات بما كنا عليه وبما أصبحنا فيه وبالجهود الخيرة لولاة أمرنا لتسخير كافة الخدمات والامكانات لأبناء هذا البلد الشاسع الذي وحد تحت راية لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبدستور نزل من فوق سبع سماوات وبديدن كريم وعظيم من هذه الحكومة الطاهرة وهو خدمة الحرمين الشريفين وقاصديها من كافة أنحاء المعمورة وهي البلد الآمن الذي انتهك حرمته هؤلاء المفسدون الذين لزاما علينا الوقوف في وجوههم وإحباط محاولاتهم.
ترسخت في وجداننا
وقال المواطن حمد صالح: إن الأغنية رسخت في وجداننا ان كنا أطفالا ونما فينا جانب الوطنية والمواطنة الصادقة والصالحة وجعلتنا نقبل على المستقبل المشترك بين أرواحنا ووطننا بكل حب وتفاؤل وعطاء وأنا وبعد سنين طويلة من تركي الدراسة أطالب الجهات التعليمية بإعادة تلك الأغاني الى المدارس وتشغيلها في فترات فراغ الطلاب واستغلال حصص النشاط الطلابي في تعليم الأطفال بعض الأناشيد والترانيم الوطنية والحماسية لتشكيل عقول وقلوب هؤلاء الأطفال في وقت مبكر وعدم تركهم لأصحاب الهوى والميول الفكرية للعب بعقولهم.
إن الأغنية الوطنية كذلك توثق مسيرة وملحمة وطنية كبرى وقصة خالدة للإنجاز والطموح لرفعة البلد والولد وهو ما جعلنا محسودين من الغير على ما نملكه من خيرات وأمن وطهر ممثل في الحرمين الشريفين والواجب على كتاب وملحني ومطربي الوطن وشركات الإنتاج التركيز على هذه الجوانب أيضا وموافاتنا بسيمفونيات ومقطوعات وأغان وأوبريتات رائعة تجسد ذلك وتهيج أحلام الجماهير للذود عن أمن بلدهم ضد أي عدوان خارجي أو داخلي وتنمي فيهم حب وطنهم وحماية مكتسباته الحضارية والتاريخية والدينية لأنه وطننا.. وطننا الخالد.
وما نجران إلا جزء مهم من أجزاء وطننا الغالي وأبناؤها رجال نذروا أنفسهم للذود عن وطنهم ابتداء بالكلمة والأغنية وانتهاء بالأرواح ومطربيها قد جسدوا ذلك الولاء أغاني رائعة ومنهم الفنان محمد الشادي وحسين العلي وفتى نجران وعبدالهادي حسين وغيرهم ممن أشربوا حب هذا الوطن وتنعموا بخيراته، وتغنوا بحبه وباسمه.
لك يا وطني ألف أغنية حب وولاء ومشاعر صادقة وكلنا ثقة أننا مهما عملنا لأجلك فلن نوفيك حقك يا وطني.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved