Monday 7th June,200411575العددالأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

15-8-1391هـ الموافق 5-10-1971م العدد 363 15-8-1391هـ الموافق 5-10-1971م العدد 363
راشد الحمدان يرحب بسمو الأمير فيصل بن فهد ويرد على منتقديه بشيء من الصراحة والوضوح

استطاع الأمير خالد الفيصل أن يصنع للرياضة في بلادنا ركائز قوية نقشت اسمه في الأذهان.. وربطته بالقلوب المخلصة.. واستطاع هذا الشاب الأبي ان يقدم لبلاده في فترة وجيزة الشيء الكثير في مجالات مختلفة من الرياضة..
ولقد لهج باسمه الكثيرون صغاراً وكباراً.. متعلمين وغيرهم لأن الصدى الكبير لانجازاته اخترق الاذهان مهما كانت قدراتها من الفهم والادراك.
ولقد أعطى سموه في عهده كمسؤول أول في الرعاية الحق لأولي الرأي والجهود المخلصة في أن يدلوا بآرائهم وان يقدموا مقترحاتهم عن كل ما فيه نفع عام..
واستطاع ان يبلور تلك الآراء وان ينخلها ويستخرج منها ما فيه فائدة كبيرة للمجتمع الرياضي خاصة.. وللمجتمع عامة.. وخلق بشخصيته الفذة الاحترام المتبادل بين الجميع وحد من عملية التشذيب والاتهامات الجافة التي لا مصدر لها سوى سوء الفهم.. وعدم الوعي.
وخط بقوة مبادئ التعاون بين الجميع.. أندية وإداريين ومشجعين، وصحفيين.. حتى انه لم يأت في عهده أي تكتيل من جهة ما.. لقد وضع حدا لمثل ذلك وأوجد الاحترام.. بل وفرضه حتى استساغه الكثيرون..
.. واليوم يأتي رجل جديد لمنصب الرعاية.. يجهله الكثيرون، ولكنه ليس جديداً على عمل رياضي يجذب الكثيرين.. ويشد العديدين.. فهو رياضي قديم.. وقد لعب كرة القدم.. ورياضات أخرى، وهو قارئ جيد، ومطلع واسع الاطلاع..
عرفته منذ سنة الخامسة عشرة.. فعرفت فيه وقادة الذهن والنهم الشديد للقراءة.. وعرفت فيه طلاقة اللسان، ورائع البيان.. وحسن المنطق.. كما عرفت فيه قوة الاقناع، وعرفت فيه أحياناً شخصية مخيفة تفرض على الآخرين الاحترام.. كما تفرض عامل التوجس والتردد.. ومثل هذه الشخصية رأيناها في سلفه سمو الأمير خالد الفيصل..
ذلكم هو سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز المدير العام الجديد لرعاية الشباب..
هذا الرجل ثقافته واسعة، وهو مشدود شداً قوياً لبلده، وأبناء بلده، وهو صاحب تجرد ذاتي، متواضع في غير لين، قوي في غير تعصب، ينشد الخير، كل الخير لبلاده.
وثق فيه المسؤولون الكبار، بل المسؤول الكبير والقائد المحبوب، فولاه الرعاية، وهو مسؤول أمام ربه ومليكه..
ميزة هذا الرجل عدم المواربة أو حب النفاق، وهو يعرف بحاسته الدقيقة، كل كلمة تقال، وابعادها، لا يهزه طبل يقرع، كما لا يفيضه كلمة جوفاء.. رغم شبابه المبكر فله عقلية مكتملة.. وما ذاك إلا لحسن تربيته، ويكفي ان أباه فهد بن عبد العزيز هذا الرجل نرحب به في الرعاية، وندعو له بالتوفيق ونضع أيدينا في يديه، ونرجو ان تجد الصحافة في عهده ما تطمع به وتطمح إليه..
من السحارة..
* الوعي الرياضي..
دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع تباين الآراء خلال الأسبوع الماضي حول نقدي لمباراة النصر والهلال.. والتي كسبها النصر بثلاثة أهداف من زميله الهلال..
وكسب بذلك بطولة الوسطى.. وذلك النقد أثار جدلاً بعضه.. جدل متزن وعاقل.. وبعضه جدل مهوش.. وضحل..
الذين قالوا باتزان النقد غالباً هم طبقة الواعين والفاهمين في محيطنا الرياضي.. ولا أقول ذلك لأنهم مدحوه.. وقرروا انه عين الواقع.. ومن ضمنهم سمو رئيس نادي النصر الأمير عبد الرحمن بن سعود..
ولكني أقول ذلك.. لأن الفهم والوعي الرياضي لا يتأتى لمن هب ودب.. فهناك في مجتمعنا الرياضي ومع الأسف من يعميه التحسس عن الحقائق.. ويحمله الاندفاع الأهوج إلى تفنيد كل ما لا يعجبه..
وهذا عيب في جمهورنا الرياضي.. وقد يصل انعدام الوعي الرياضي لدى الأفراد إلى درجة يدخل تحتها حتى المثقفون بحيث لا يقتصر على متوسطي الثقافة أو انصاف المتعلمين.. بل قد يشمل حاملي الرسائل العليا.. وهذا شيء مؤسف أيضاً..
اننا لا نجد عامل الاعتدال في تصور النقد يفرض نفسه.. أو يفرض النقد نفسه ويحقه.. بل نجد اما تطرفاً أعمى، أو ابتعاداً بمعنى السلبية.
ولقد دهشت كثيراً ليس أمام هذه المباراة.. بل أمام مباريات كثيرة كيف ان الجمهور أو المشجع.. لا يرضيه ان يمس فريقه بشيء حتى ولو كان أفشل من فريق مبتدئ..
وهذا راجع في نظري لضعف الادراك.. وعدم هضم ابعاد الرياضة وهي انها وسيلة حب واخاء.. ووعي وتطوير لمجتمع بأكمله ونحن في حاجة ماسة للوعي لدى المشجعين.. واعتقد ان ذلك منوط برؤساء رابطات المشجعين في الأندية.. فهم المسؤولون عن تنوير المشجع.. وتفهيمه ماهية التشجيع.. ومعنى الانتصار ومعنى الخسارة..
حتى بعض المسؤولين في الأندية لا يفهمون معنى وظائفهم.. ولذلك قد يساعدون في التصاق روح المشجع بسوء الفهم..
لذا فنحن في حاجة لكسب الرجال المتزنين.. ذوي النظرة البعيدة وبذلك نستطيع أن نبحث ما قد يفسد علينا عملاً نسعى لتحقيقه والرياضة هي منافسة شريفة.. وميدان واسع الأرجاء لتمدد تلك المنافسة.. والمنافسة قد تشد الأعصاب. وقد ترخيها.. ولكننا في حاجة إلى الفرد الذي تظل أعصابه مرتخية حتى لدى أسوأ الحالات.. وهذا مع الأسف يكاد ينعدم غالباً..!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved