في مثل هذا اليوم من عام 1990 قررت ألمانيا الغربية وفرنسا وإيطاليا رفع الحظر على استيراد اللحوم غير المصنعة من بريطانيا بعد التوصل إلى اتفاق في مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
أدى هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد اجتماعات استمرت عشرين ساعة إلى تفادي أزمة محتملة كانت تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي ككل في ذلك الوقت. سمح هذا الاتفاق للمزارع البريطانية الخالية من الإصابة بمرض اعتلال المخ الإسفنجي أو (جنوب البقر) بتصدير إنتاجها سواء كان لحوما بالعظم أو خالية من العظم بشرط وجود شهادة تصدير تعلن خلوها من أي أمراض معدية.
يذكر أن اللحوم التي تنتجها أي مزرعة في بريطانيا تعرض للبيع في الأسواق البريطانية.
كانت الدول الأوروبية قد فرضت في مايو 1990 حظرا على استيراد اللحوم من بريطانيا خوفا من انتقال مرض جنون البقر إليها بعد ظهورها بين الأبقار البريطانية.
وكان جون جومر وزير الزراعة البريطاني في ذلك الوقت سعيدا بحصوله على مساندة المفوضين الأوروبيين والعلماء في إعلانه أن (اللحوم البريطانية آمنة تماما).
أما هنري نالي وزير الزراعة الفرنسي في ذلك الوقت فقال بعد التوصل إلى اتفاق إنه سعيد بهذه النتيجة التي توصلت إليها المفاوضات.
وقال (أنا سعيد بهذا الاجتماع لآن المجلس اعترف بالموقف الفرنسي وأن العديد من الدول أعضاء المجموعة الأوروبية ساندت قرارنا).
ولكن ديفيد كلارك وزير الزراعة في حكومة الظل البريطانية في ذلك الوقت انتقد حكومة بلاده قائلا إن السماح ببيع لحوم في السوق المحلية لا يلبي معايير التصدير سوف يدمر ثقة المستهلكين البريطانيين في صناعة اللحوم البريطانية التي تضررت بالفعل.
كما انتقد نظيره في الحكومة البريطانية الحقيقية قائلا إنه حتى (لم يبدأ معالجة المشكلة الأساسية وهي القضاء على جنون البقر في بريطانيا).
أما سير سيمون جورلاي رئيس اتحاد أصحاب المزارع البريطانيين فأدلى بدلوه في موضوع الاتفاق الأوروبي البريطاني وقال إن أصحاب المزارع التي أصيب بعض أبقارها بمرض جنون البقر سيتحولون إلى مواطنين من الدرجة الثانية في عالم صناعة اللحوم.
|