* كثيراً ما نقرأ عن تأثير الألوان على المزاج وعلاقتها بشخصية وطبيعة الإنسان
فهل هناك ارتباط بين الألوان وما يتفاعل فى عقول الناس؟ وما تفسير ذلك من الناحية النفسية؟!
ك. م. الطائف
كثيراً ما نسمع هذه المقولة: إن المتفائل ينظر إلى الدنيا بمنظار وردي أما المتشائم فهي سوداء أمامه!
إذا هناك ارتباطاً بين الحالة المزاجية أو النفسية للإنسان وارتباطها بالألوان وهذه الارتباطات هي أن الحالة المزاجية هي التي تعطي الألوان معناها الذي نشعر به وليس الألوان هي التي تؤثر على الحالة المزاجية ، لكن المعتقدات الشعبية والعوامل الاجتماعية والبيئية والفكرية الثقافية المتأصلة في أذهان عامة الناس في أي مجتمع على مر السنين هي التي تربط بين الأشياء والألوان من حيث التفاؤل والتشاؤم والتي قد تختلف من شعب لآخر فمثلاً قد تكون البومة مصدر شؤم عندنا ولكنها مصدر تفاؤل في مجتمعات أخرى غيرنا.
ومن هنا فإن ارتباط الألوان بمعانيها النفسية قد لا يكون له تفسير علمي أو نفسي واضح ولكنها معانٍ متأصلة في الوجدان لشعوب مجتمعنا العربي أو غيره أيضاً فمثلاً: اللون الأبيض يكون دليلاً للنقاء والصفاء والمودة والتسامح أما الألوان القاتمة كالأسود والكحلي والبنفسجي دليل على الأسى والحزن واللون الأصفر دليل الغيرة والحسد واللون الوردي دليل المحبة والتفاؤل والبهجة، أما الأحمر الداكن يرمز للعنف والدم والقسوة والأخضر بالطبع يعني الحياة ورمز للخير والسلام، وعموماً فالألوان الفاتحة والأضواء الهادئة تساعد على الهدوء والاسترخاء، أما الألوان القاتمة والأضواء المبهرة الصاخبة تؤدي للتوتر والقلق والتهيج العصبي, ويمكن القول أن الحالة المزاجية والنفسية للإنسان قد تتأثر بالألوان المحيطة به وكذلك أيضاً الإحساس بمعانيها النفسية وقد تبعث على الهدوء والتفاؤل أو قد تؤدي للشعور بالكآبة والقلق والعكس قد يكون صحيحاً، أيضاً فالإنسان المتفائل يرى كل شيء حوله جميلاً تغمره البهجة وكأنما الدنيا وردية من حوله كبستان من الزهور والورود أما المتشائم فيرى الدنيا سوداء مظلمة من حوله تلفه الهموم والأحزان كما يقولون : المتفائل يرى بصيص النور مبهراً أما المكتئب فقد يرى ضوءاً حقيقياً ولكن لا يشعر به ولا يصدقه ، إذ الألوان والمزاج تتفاعل مع بعضها البعض بطريقة تبادلية حيث يؤثر كل منهما في الآخر بطريقة أو بأخرى وقد نستنتج طبيعة شخصية الإنسان من خلال الألوان، لكن بصورة ليست شبه أكيدة وعلى أساس علمي محدد.
|