* كتب - أحمدالغفيلي:
ثلاثة مواسم متتالية صاحب بداية نشاطها الرسمي بداية متعثرة للزعيم أفقدته الكثير من حظوظه في المنافسة على ألقاب كان من الممكن التوشح بذهبها فيما لو قدر لصناع قراره تهيئة الأجواء المساعدة واستثمار فترة ما بعد فراغه من التزاماته المحلية والخارجية لتقييم وتداول الجوانب السلبية التي ساهمت في ظهوره بشكل لا يتناسب مع مكانة الفريق ما يستدعي عادة تدخلا وتحركا شرفيا يأتي في وسط المنافسات وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها لتعيد خطة الطوارىء للأزرق بعضاً من بريقه وتثمر عن لحاقه بركب المتوجين قبل أن يسدل الموسم ستارته.
ولعل ما يثير الدهشة قدرة رموز الهلال على تجاوز جل العقبات والظروف في زمن قياسي وحرصهم على الا يغادر أياً من مواسمه دون ان يثري سجله الشرفي وبراعتهم في اسعاد الجماهير الهلالية والتي لا يمكن لها تصور خروج فريقها خالي الوفاض أو أن يعتريه الضعف وينحصر دوره بالمشاركة.
* وبالقدر الذي تعود به حالة الاستنفار الشرفية وسط الموسم من مردود ايجابي إلا انها تأتي على حساب المستقبل فنتائجها وقتية تخفي خلفها مسببات الاخفاق وتقلل من حدة مطالب الغيورين بحلول جذرية وتعفي المتسببين وتتيح لهم خلق فرص جديدة للاستمرارية والبقاء وتنمي الاتكالية وتغيب حتمية التغيير الشامل لخطط وبرامج الإعداد وهيكل الفريق ونوعية الكوادر الإدارية والفنية وتستنزف الكثير من الموارد المادية والأهم أنها باتت تحجب كشف أخطاء فادحة أضرت بالهلال يتحمل مسؤوليتها من لهم علاقة مباشرة بالقرار حيث وجدوا في التباعد الشرفي فرصة لتبرير عجزهم عن احداث نقلة نوعية شاملة.
* ولأن الفترة الزمنية ما بين انتهاء ارتباطات الازرق محلياً وخارجياً في موسم هو الاسوأ بكل ما حفل به من نتائج كبيرة وانعدام توازن واهتزاز مكانة بمباركة ونتاج عمل عشوائي اتسم بالفردية في اتخاذ القرار اوجد فجوة طالت علاقة الرموز والمؤثرين والداعمين وهو ما يمكن اعتباره مرحلة منها يمكن استخلاص وتدارس جوانب مهمة تجلت هذا الموسم على وجه التحديد ولأن موعد انطلاقة المنافسات المحلية قريب لا يتجاوز الشهرين ويتزامن مع بداية الاجازة الصيفية مما يصعب معها عقد اجتماع شرفي موسع يتم خلاله وضع حد للتدهور ويحسم الكثير مما لا يمكن تأجيله ولاسيما ان اعضاء الشرف وعبر رسائل اعلامية مختلفة أطلقوا وعودا وبنوا آمالا وزفوا بشرى قرب انفراج الأزمة واظهروا حماسا ورغبة جعلت من تعلقوا بحب الأزرق يرون فيما حصل من اخفاق محلي وآسيوي فائدة إذا ما ترجمت الاقوال لأفعال تعيد ترتيب البيت الهلالي والذي يحتاج إلى إعادة صياغة أسس وضوابط ومنهجية تحكم وتحدد المسؤوليات والمهام وتفعّل عملا جماعيا وتفصل في أمور عديدة أهمها:
زعامة الهلال
أمانة بأيدي رموزه
في تاريخ الهلال ظل الداعمون وكبار رجاله يقدمون الدعم والمشورة دون فرض رأي أو وصاية، علاقتهم مستمرة ومتواصلة ولم يعهد عنهم الفرقة والابتعاد وكل ما تحقق للكيان الهلالي من زعامة مطلقة محلية واقليمية وعربية وقارية بفضل الله ثم كنتاج طبيعي لحرصهم وصدق انتمائهم وولائهم وتغليبهم المصلحة العامة وإنكارهم للذات وهم وحدهم القادرون على الحفاظ وتعزيز انفراد الأزرق وتميزه ولتعدد مشاغلهم وارتباطاتهم من الصعب اتخاذ قرار يلقى القبول والرضاء عند الاغلبية وبخاصة في فترات تتطلب تدخلا سريعا لمواجهة ظروف طارئة ولعل اعادة تشكيل عضوية المجلس الشرفي ووضع ضوابط وشروط لابد من توفرها لحامل بطاقة العضوية الشرفية واحياء فكرة المجلس التنفيذي المنبثق من الهيئة العليا ليتولى التنسيق والمشاركة الفعلية والمتابعة الميدانية وينوب عن الجميع في نقل وجهات النظر ومناقشة الإدارة الرسمية واعطائه الصلاحية لاقرار أو رفض أي اجراء خطوة من شأنها ايجاد مساحة للتشاور والتنسيق والقناعة.
ولاشك في أن الأمير عبدالله بن مساعد تولى المهمة تجاوباً مع رغبة شرفية وبذل وحاول واجتهد وخانته قلة الخبرة والتجربة وافتقاد ادارته لكوادر مارست العمل الإداري الرياضي ولا يلام المرء بعد اجتهاده وما مبادرته لتقديم استقالته إلا استشعار بأن ليس بالامكان افضل مما كان وتبقى عملية اختيار البديل في غاية الأهيمة بحيث لابد من أن يحظى بقبول كافة الأطراف واشراك ممثلين عن الجماهير واستبدال الطريقة المعتادة والعمل لايجاد أكثر من مرشح لمقعد القيادة وبالمثل لعضوية الادارة فالهلال لا يمكن ان تستنزف الجهود لاستجداء شخص أياً كان للقبول بتولي كرسي رئاسته والوضع الطبيعي ان يتسابق أكثر من شخصية قيادية لنيل شرف إعتلاء هرمه الإداري مع مطالبة الجميع بالتقدم بورقة عمل وخطة لأربع سنوات دورة رئاسية كاملة تخضع للتقييم والمساءلة موسمياً مما يحدد إمكانية استمرار الإدارة أو اعفائها على ان يتسم الرئيس القادم بالقدرة على لم الشمل والتفاعل مع المستجدات وحفظ حق الهلال ومكتسباته والتصدي لمحاولات الاساءة له وتشويه حضوره وبناء علاقة ممتدة مع الجماهير والإعلام وتقبل النقد وتفعيل أدوار كافة المنتمين للأزرق وعدم الاتكاء على مبررات عزوف اعضاء الشرف وقلة الدعم ورمي الفشل صوب جهات إعلامية ظلت اكثر انصافا وحيادية من اخرى مارست الاستخفاف بالهلال ونجومه وانجازاته.
المبدعون غائبون والمتواضعون
في الواجهة
التجارب السابقة وعدم الاستقرار للجهازين الاداري والفني والاختيار العشوائي لهوية المكلفين بإدارة شؤون الفريق وتجاوز اسماء تحظى بقبول ورضا الجماهير واللاعبين واثبتت جدارتها وتملك القدرة على كشف احتياجات الفريق ووضع برامج الاعداد وغيورة ومخلصة كالامبراطور الهلالي وافضل قائد انجبته ملاعب القارة صالح النعيمة ورفيق دربه منصور الاحمد والخلوق عبدالله البرقان ادارياً وعبدالله فودة والخالد والعودة فنياً والاستعانة ببدائل أثبتت فشلها لا لشيء سوى قناعات شخصية أضرت بالأزرق وحرمته من جهود كوادر أولى بالتواجد، جانب لابد من بحثه قبل اختيار الجهاز الفني والذي سيقود الهلال لمرحلة تحتاج لجهد مضاعف وبالتالي البحث عن اسماء تدريبية لها قدرة وحضور وتكامل فليس من المنطقي ان يضم الجهاز الفني لأكبر اندية القارة مدربا مغمورا كفتحي الجبال او ان توكل مهمة تدريب سيد حراس آسيا لمنصور القاسم مع كامل الاحترام والتقدير لشخصه.
الجابر والشريدة والدعيع درر
العنصر الاجنبي يمثل اضافة ومصدر قوة ترجح كفة طرف على آخر ولسوء حظ الجماهير الهلالية ان تطالع موسمياً اسماء مغمورة تقتحم صفوف فريقها فيما ترى نجوما دولية شهيرة تدعم خطوط منافسيها وبالمثل طالت المعاناة من تواجد وبقاء عناصر محلية مفلسة فنياً لم تستفد من فرص على مدار سنوات قطعت الطريق امام عناصر شابة لذا فأعضاء الشرف مطالبون بالتدخل وتصفية القائمة والدفع بوجوه جديدة والحفاظ وضمان استمرارية الدوخي والجابر والدعيع والشريدة وخليل كعناصر خبرة على الاقل لموسمين لدعم العناصر الشابة والبحث عن لاعبين اجانب بعيداً عن مسلسل التجارب وفتح المجال للاعبي اندية الدرجة الثالثة والثانية للتواجد واخضاعهم لاختبارات فنية لاختيار الأفضل والتعاقد مع انديتهم واستثمار رغبة وطموح مختلف اللاعبين وتلهفهم للانضمام للأزرق وتكليف كوادر تدريبية لمتابعة عطاءات اللاعبين في دوري المناطق وبطولات الفئات السنية لاكتشاف مواهب من الممكن الاستفادة منها والدخول في مفاوضات جادة وضمها وعدم التفريط في امكانية كسب عناصر محلية كان بالامكان ضمها للهلال.
مجالس الجماهير
وروابط المشجعين
جماهيرية الأزرق لا تحتاج لمن يؤكدها أو يجادل في حجم شعبيتها وهي حقيقة ثابتة لا جدل فيها حتى وان كابر وحاول البعض نفيها الا أن ما حصل مؤخراً ساهم سلبياً وكان لبعض والقرارات التصريحات دورها في أن تهجر المدرجات وتتنازل عن فعاليتها بعد أن هُمّش دورها وقوبل طرحها وآراؤها بالتجاهل ولعل الجميع يتذكر اهتمام الراحل عبدالله بن سعد وشفافية بندر بن محمد ومثالية سعود بن تركي وقدرتهم على امتصاص غضب وعتب الجماهير والأمل ان تدعم روابط المشجعين وتنشأ مجالس الجماهير وتعقد ندوات مفتوحة ملزمة شهرية يتم فيها الرد على تساؤلاتهم بصراحة ووضوح.
* أخيراً ما سبق هو ترجمة لمطالب وطموحات ورغبات الجماهير بعد ان نفد صبرها وأملها ألا يطول انتظارها وان يسارع صناع مجد وزعامة الهلال لطمئنتها وازالة خوفها وقلقها.
|