سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت في جريدتنا الجزيرة في العدد الصادر بتاريخ 12-4-1425هـ خبر تعرض صندوق المحاسبة بكلية المعلمين بالجوف للسرقة، وقد وجه الاتهام إلى مسؤول الصيانة والنظافة من الجنسية الهندية حيث إنه يقيم في غرفة داخل الكلية.
وحقيقة أنني لم أستغرب هذا الشيء عندما توكل الأمور إلى من لا يهمه أمر الوطن، ولم يأت إلا لكسب المادة، ولكن الذي استغربته، وحز في نفسي ويحز بنفس كل مواطن مخلص لوطنه هو تقليد المسئولية للأجنبي في أعمال يستطيع القيام بها ابن الوطن بكل جدارة، فهذه المعاهد المهنية والفنية، وكليات التقنية تخرج سنوياً الآلاف من الشباب السعودي في تخصصات مختلفة، أين نحن من السعودة في القطاعات الحكومية قبل القطاعات الأهلية، كيف نريد من القطاع الخاص تطبيق السعودة، ونحن لدينا أجانب يعملون في القطاعات الحكومية ويقومون بأعمال يستطيع القيام بها ذلك الشباب السعودي الذي صرفت عليه الدولة-أعزها الله- مبالغ طائلة من حيث تعليمه وتدريبه في الكليات والمعاهد التي أنشئت لهذا الغرض.
إن ولاة الأمر- حفظهم الله- لم يألوا جهداً ببذل كل ما من شأنه توفير العمل والحياة الكريمة للمواطن، وقد صدر أمر سام إلى جميع الدوائر الحكومية بلا استثناء ينص على عدم التجديد للمتعاقدين الأجانب الذين يقومون بأعمال يستطيع السعودي القيام بها، وأنا واثق تمام الثقة بأن هذا الأمر قد تم تعميمه على كل دائرة حكومية بما فيها كليات المعلمين، ولكن للأسف مازلنا نرى هذا مسؤول صيانة أجنبي، ويحتفظ بجميع مفاتيح المكاتب لديه، وهذا مشرف سكن أجنبي قد أوكل إليه مهمة الإشراف على سكن الطلاب ومتابعتهم وغير ذلك من المخالفات الصريحة للأمر السامي.
لماذا هذه الثقة العمياء بالعامل الأجنبي لدى بعض المسؤولين أم إن مزمار الحي لا يطرب، لا أدري.. ولكن أين الهيئات الرقابية عن مثل هذه المخالفات أرجو أن أجد إجابة شافية لهذا التساؤل.
محمد البيضاني/وزارة التربية والتعليم |