عزيزتي مساحة حرة، ومنطقة مفتوحة.. ينشرح صدرها للجميع..
عزيزتي ساحة مفتوحة، ومنطقة متحركة تورق فيها الفكرة وتسمق وتخضر..
عزيزتي سوق مزدهر للأفكار والآراء والأطروحات.. هذا يناقش وذاك يداخل.. هذا يعترض وذاك يرد.. هذا يفسر رؤية، وذاك يشرح فكرة.
في عزيزتي تتفاوت الآراء، وتتنوع المداخلات والأطروحات، وأيضاً يتنوع الكتاب، ويختلف المداخلون، فهذا كاتب يجتهد في أن يظهر اسمه، وذاك يجتهد في إيصال فكرة، وهناك من يحرص على تزيين الأسلوب وتنميقه، وأن يدخل الأنس والإمتاع على القارىء، وهو يستلذ لعذوبة كلماته وجمال عباراته قد يعترض البعض، ويقول: إن هناك من الكتاب من يطغى أسلوبه على الفكرة فينسى الفكرة ويروح بعيداً في رحلة طويلة من تنميق وتزيين الأسلوب لا يعود منها إلا في نهاية المقال، فيتحول المقال إلى مشاعر ومقطوعة أدبية.
وعزيزتي الجزيرة، ليس عندها فرصة لرصد المشاعر ونشر المقطوعات النثرية الأدبية، ولو حولت إلى الصفحات الأدبية لخفف على عزيزتي وأفسح المجال لمقالات أخرى تأخذ طريقها إلى الصف والنشر هذا رأي له وجه من الصحة، لكن في تصوري أن عزيزتي تبقى جذابة ومتنوعة، وهذا سبب كبير لفاعليتها وحيويتها، ولو اختزلت في تعليقات مختصرة مبسطة لقلت جاذبيتها وخفت ضوؤها، فتنوع الأساليب وتنويع الطرح مطلب ضروري وغرض صحفي وهدف مهم، وهو حقيقة ما يميز هذه الصفحة، ويجعل المتلقي عندما يمسك بالجزيرة يختصر الطريق ويركض من بين صفحاتها مسرعاً إليها.
في عزيزتي الطريق ليس ضيقاً، والمكان ليس محدوداً، وصدر الجزيرة مفتوح لمن أراد أن يسهب ويطيل.. لمن أراد أن يبدع.. لمن أراد أن يعطي معلومة ويشرح فكرة ويوصل رسالة.
عزيزتي لا تستطيع أن ترضي الجميع، ولو حاولت فلن تقدر لأنه - كما يقولون - (إرضاء الناس غاية لا تدرك)، فلو اختزلت مقالاتها وأصبحت الصفحة مجموعة من الخطوط والأخبار (المسطحة) التي تجلب السآمة، وتقود إلى علل لما رضي الجميع، وصاح آخرون بأن قصاصاتنا (البيسطة) لم تنشر ولو اختصرت الصفحة بمقالين هادفين يقرؤهما ويستفيد منهما الجميع لتضايق وضجر البعض من الذين يحبون أن تقرأ أسماؤهم لا تقرأ أفكارهم، وواضحة كل صباح في عزيزتي.
عزيزتي حقيقة حائرة، فأصحاب المختصرات يريدونها تعليقات ملخصة مختصرة بحجة أنهم ينبذون الثرثرة.. وأصحاب المطولات يريدونها منوعة وألا تخلو من مقالات دسمة (تسمن وتغني من جوع) بحجة أن عزيزتي فضاء مفتوح للجميع لمن شاء أن يختصر، ومن شاء أن يطيل بأن تختصر المقالات مثلما يختصر هو أو أن تطول المقالات، مثلما يسهب ويرغب هو.. لا.. كل هذا مرفوض لأن عزيزتي مساحة حرة، وفضاء شاسع مفتوح تتعارض فيها الآراء وأحياناً تتصادم فيها الأفكار، وأحياناً أخرى تتلاقح فتنتج وتثمر، وما على المتلقي في هذه (المصالحة) إلا أن يضع في سلته ثماراً يانعة.
أسطري الأخيرة..
أحبائي عشاق (عزيزتي)
القلم يحتقن بالحبر بين أناملكم والورق ليس بالبعيد عنكم.. قربوا الورق قليلاً ليلثم ثغر القلم، فيتفجر الحبر ينبوعاً ينداح دوائر صغيرة وكبيرة.. آراء.. وأفكار.. تعليقات.. وردود.. على متن عزيزتي يقرؤه ويستطعمه الجميع..
- اكتب ودع الآخرين يكتبون ويشاركون اقرأ لهم استمتع بطرحهم، عوّد نفسك على أن تقرأ لغيرك بدلاً من أن تنحصر حول نفسك، وتتمحور حول ذاتك ويكون همك أن تكتب لا أن تقرأ، وإن كتبت فأنت في هم وقلق انتظار النشر وبعد النشر تعود فتقرأ نفسك من جديد، وهكذا دواليك، فتكون هنا أسس لمشروع تسمين (الأنا) وبذرت في نفسك (بذار) الأنانية والحقد والحسد.
- كن نفسك - كما يقولون - (فجيناتك) تختزن مواصفاتك أنت وحدك لا تختلط ولا تتماثل مع الآخرين، فمواهبك وطاقتك وإبداعك كامنة في داخلك تحتاج فقط إلى تحريك، فحذار أن تجعلها تشيخ داخلك دون مثابرة ومحاولة وتحريك. حذار أن تقتلها بالتقليد.
- الكتابة وسيلة ومطية والقراءة غاية وهدف.. في الكتابة فقط تعيد وتكرر نفسك، وفي القراءة تجدد نفسك وترقى بفكرك وعقلك، فكن قارئاً مفكراً لا كاتباً مكرراً.
- لا تمسك بقلمك وتجعله وسيلة قمع تقمع به كل من يخالفك.. أمسك بزمام قلمك، وخفف حدته، حاور الآخرين تقبل منهم، اسمع وانصت لهم، ثم بعد ذلك اطرح لهم رأيك، واعرض عليهم فكرتك بأسلوب مؤدب مهذب.
- لا تقرأ الجريدة لتكتب، وإنما اقرأها لتطلع وتتابع وتستفيد عندئذ ترفعك القراءة للكتابة، فتمدك بألفاظ وتسعفك بمعان، وتثير عندك أفكارا وآراء، فمددها متواصل وغذاؤها لا ينقطع..
الكلام كثير والتواصل معكم جميل.. لكن فيما يبدو لي أن الطريق بدأ يضيق والكلام كثير والتواصل معكم جميل.. لكن فيما يبدو لي أن الطريق بدأ يضيق والمساحة قد تكون محدودة، وأنا الآن ألحظ لوحة على جانب الطريق تخاطبني بلغة صارمة (قف) فمضطر أن أقف حتى (لا أطيل)!!
خالد عبدالعزيز الحماد
متوسطة الشيخ صالح البليهي
بريدة |