نطالع في جريدة الجزيرة لقاءات مع المسؤولين عن اختبارات القدرات العامة لطلاب الصف الثالث الثانوي، وآمل أن يتسع صدر القائمين على هذا المشروع لما سأبديه من تساؤلات حول مدى جدوى هذ المشروع في تيسير سبل قبول الطلاب في الجامعات، وتوجيههم للأقسام الدراسية وفق قدراتهم وإمكاناتهم، دون اعتبار الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في الصف الثالث ثانوي، (المعيار الوحيد للقبول في الجامعات والكليات) حيث كنا نعتقد أن اختبار القدرات العامة سيحقق مقولة: (وضع الشخص المناسب في المكان المناسب) ولكن الذي نلاحظه أن اختبار القدرات عبارة عن سلسلة من الأسئلة، وعلى ضوء إجابة الطلاب عليها، يمنحون درجات، تعتبر معيارا للقبول في كافة الأقسام، مثلها مثل الدرجة التي يتحصل عليها الطالب في الصف الثالث ثانوي.
ما الجديد إذن في هذه الاختبارات ؟سوى إشغال الطلاب وذويهم، وهم في أمس الحاجة لمن يخفف عنهم من ضغوط الاختبارت وهمومها ، فما يعانونه كاف وليسوا في حاجة للمزيد.
وبعد: لكي تؤدي هذه الاختبارات الغرض المنشود، لابد من وضع آلية يتحدد من خلالها معرفة الأقسام التي تتناسب مع قدرات الطلاب ورغباتهم، فهذا هو الطريق السليم لتنمية ملكات الطلاب وقدراتهم الكامنة، ليبتكروا ويبدعوا، أما توجيههم للدراسة في أقسام وكليات لا تتناسب مع ميولهم ورغباتهم، فهذا الوضع سيفرض على الطالب إكمال دراسته ونيل الشهادة ليلتحق بأي عمل حتى ولو كان بعيدا عن مجال تخصصه.
محمد بن فيصل الفيصل /المجمعة |