أيا أرض الفرات وكل جيدِ
تعثرت الحروف مع النشيدِ
يجف الحرف في شفتي حزناً
وتنعقد اللسان عن القصيدِ
وكيف يطيب لي حلو التغني
وألحان الأسى في لحن عودي
وكم في العين من دمع سخين
وكم في القلب من ألم شديدِ
أقلب ناظري أرى المآسي
على قرب تلوح وفي البعيدِ
أراها أينما وليت وجهي
أرى الفساق في أرض الجدودِ
فعاثوا في الديار بكل فسق
يفوق ضراوة فسق اليهودِ
عراق الأمس يا هارون ضاعت
فهلا عدت تبني من جديدِ
فكم حلت عليه من الرزايا
تفوق بفعلها قصف الرعودِ
ودجلة كالطعين له أنين
كما أن السجين من القيودِ
أيا وطن الرشيد أرى اليتامى
على جسر الرصافة في مزيدِ
جياعاً والضياع لهم حليف
وبؤساً في العيون وفي الخدودِ
بكاء الدار من جرح جسيم
تمازج بالدماء على القدودِ
فناخ الجسر من مأساة طفل
تسيل تسيل كالألم الفريدِ
وعذراء تصيح بكل صوت
أضاعوا عزتي قفطوا ورودي
ومافي الدار من يسمع نداءً
فعاث بعرضها كلُّ الجنودِ
وكم أمٍ تنام بوهْج حزن
لكي تصحو على وجع جديدِ
تبدلت الحياة فلا حياة
(ودنياها تقود إلى النكودِ)
نخيلك يا عراق اليوم ثكلى
تساقط طلعها فوق الجريدِ
بني قومي أفيقوا من سباتٍ
لكم طال السبات على الجليدِ