الضياء السني منك سطوعُ
والرحيق الزكي منك يضوعُ
والجمال الكمال فيك تجلى
وعلى جرسك الغرام بديعُ
وإلى دفئك الليالي تهادى
ويحن المدى وتهفو الضلوعُ
ويرف الندى كدمعة طفلٍ
الأسى في فؤاده مطبوعُ
وتؤوب المنى كسرب طيورٍ
مالها ملجأ سواك منيعُ
يا عيون السنا وفجر المعالي
جل فيك الهوى وجل الخضوعُ
حين ألقاك كل شيء يغني
شفة الصبح.. والحيا.. والربيعُ
ويسوق الوجود أعذب لحنٍ
يتسلى به الغد المفجوعُ
وتميس الربى ويرقص نايٌ
مل من مكثه الطويل الهجوعُ
وجب الحب فاشهدي يا بلادي
أن قلبي إلى هواك يُريعُ
كل شبر على ثراك نفيسٌ
وله في الحشا مكان أسيعُ
مكة قبلتي.. وجدة حبي
وعلى الطائف السلام الوديعُ
ولجازان أحرفي شادياتٌ
ولنجران كم تتوق الضلوعُ؟!
ولأبها يفز شعري المرجَّى
ويطيب الإنشاد والترجيعُ
ولأهل الشمال تشتاق روحي
وعلى إثرهم تفيض الدموعُ
وبشرقية الوفا أتباهى
حين تبكي بشاطئيها الشموعُ
وبنجد قوافلي سائراتٌ
ولوا الفهد فوقها مرفوعُ
يا سعودية العلا أحرامٌ
أن يناجيك خافقي المولوعُ؟!
ورضا الله عنك يزداد قدراً
وسناه كما ترين يشيعُ
وهُداهُ على ربوعك يتلى
ويغنيه صوتك المسموعُ
إنما أنت نبض قلب البرايا
ونشيد الأكوان حين تضيعُ
وربيع الدّنا.. وسحر المعاني
وأريج الحياة والينبوعُ
لو رآك الطائيّ أنشأ شعراً
ماله في ربى القصيد ضريعُ
أو رأى عدلك الرشيد لغنى:
طبت داراً وطاب منك الصنيعُ
نحن أسْد.. وأنت خير عرينٍ
يحتوينا جنابه الممنوعُ
حَكَمَ الشرعُ فارتوى العدل منا
وشدا الأمن واستقام الجميعُ
وغدا ركبنا يسير قوياً
والضيا في جبينه مزروعُ
ولئن شذَّ عنه قوم بغاةٌ
فلقد شذ قاصر ووضيعُ
ولقد شذ مسرف في هواه
أو مغال بفكره مخدوعُ
يا معين الصفا وجسر حنانٍ
من جناك الشهي حارت جموعُ
كمُل الحسن فيك حتى تعالى
واشتهت مثله الربى والربوعُ
وأرى الشعر فيك ينساب عذباً
ويحف الضلوع منك خشوعُ
أنا لو تشتهين قال فؤادي:
آمري بالهوى ونحن نطيعُ..