Monday 7th June,200411575العددالأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

عندما يفقد البيت ربته!! عندما يفقد البيت ربته!!
علي بن عبدالرحمن المسلم

تجربة مخيفة مرَّتْ بي في هذه الأيام، وقد كنت غافلاً عن تقدير وقعها السيئ، حيث كانت الحياة تسير بطريقة روتينية ولم يخطر بالبال أن الركن المهم في المنزل ربما ينهار في يوم من الأيام.
ولقد هز وجداني وجلب لي شعوراً بالفراغ والحسرة فقد أم أولادي بغمضة عين وبدون أية مقدمات، لقد جعلت أتلمَّس طريقي فوجدته مظلماً وحرت بوضعي وبمحيطي صرت أتأمل ما حولي وأتساءل بيني وبين نفسي ما الذي تغير لدي حتى صرت لا أرى ما حولي كما عهدته.
إن هذه التجربة المخيفة ذات وقع خاص لم يحدث لي أسوأ منها من قبل.
إن البيت الذي أعرفه قد انقلب إلى منزل غريب، وجعلت أبحث عن طريقي فيه فلم أجده، ماذا أعمل؟ وكيف أسعى إلى نسيانه وإلى التقليل من وقعه؟ وكيف يمكنني ان اقتنع وأقنع اولادي بتقبله وأن نبحث عن سلوة لعلها تخفف من وقع الحادث الذي لن ينسى أبداً.
إن الإنسان إذا فكَّر في وضع بيته بعد أن يفقد ربته فسيصاب بنوع من الهلوسة ؛لأنه لن يتقبل ذلك ولن يستوعبه.
إن فقد أم الأولاد لا تعدله بالنسبة له ولأولاده أية كارثة، لأنه في تقديري أعظم كارثة يصاب بها، ولن يعرف علو قدرها وقيمتها الحقيقية إلا بعد هذه الغيبة الطويلة.
إن أسوأ خبر يصل إليه هو أن يفاجأ بأن إنساناً سليماً معافى قد انتقل الى رحمة الله بدون أية أعراض أو مقدمات.
لقد فقدنا أمَّاً رحيمة بأولادها إلى درجة لا تحد، وتدير بيتها إدارة حكيمة.
بعد ان مرت هذه الأيام القليلة في عددها الطويلة في تأثيرها منذ فقدنا أم الأولاد ؛ فليس لدي ما أقوله إلا الدعاء لها بالمغفرة ولأبنائها وبناتها بالصبر والسلوان والصلاح الذي كانت تنشده وتتمناه لهم.
إنني لأرجو من الذي ألهمها الشهادة عند وفاتها أن يغفر لها ويمنح كافة أقاربها الصبر، وأن لا يري قارئ هذه العجالة أي مكروه. وهذا قضاء الله وقدره ونحن راضون به إن شاء الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved