Monday 7th June,200411575العددالأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

بطل تبوك.. المنقذ الشجاع بطل تبوك.. المنقذ الشجاع
عميد مساعد منشط اللحياني/مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام

إن العمل البطولي الذي قام به الشهيد- بإذن الله- المواطن علي بن حمود آل سريع من إنقاذ حي البساتين بتبوك عندما غامر بحياته وتسلق شاحنة الوقود المشتعلة التي تحمل حوالي (30) ألف لتر من المواد البترولية وقام بقيادتها إلى خارج المحطة والحي في منطقة آمنة إلا أنه اصطدم بكومة من التراب أدت إلى انقلاب الشاحنة ووفاته داخلها.
إن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به إنسان عادي.. هذا العمل فيه مغامرة وفيه تحد.. وفيه يقين إما الموت وإما النجاة.. لقد ضرب هذا المواطن أروع الأمثلة في حب الخير والمساعدة.. وإنقاذ الأنفس البريئة.. لقد كان على موعد مع أبنائه الذين كانوا ينتظرونه ليحمل إليهم عشاءً لذيذاً وعلى سفرة واحدة.. لقد كان كل واحد منهم يتخيل ماذا سيحمل إليهم والدهم من عشاء.. ولم يتخيل أحد منهم أنه لن يصل إليهم أبداً.. ولم يتخيل أحد منهم أن الأخبار سوف تصلهم بأنه قد اشترى عشاءً لهم لكن العشاء بقي في سيارته التي احترقت مع عديد من السيارات التي كانت متوقفة بالمحطة.. إنَّ هول المصيبة على أبناء الحي وأبناء الوطن كبيرة.. وعلى أبنائه وزوجته أكبر.
وتأتي سحائب الخير التي لا تنقطع في هذا البلد.. بلد الخير.. بلد العطاء عندما يقوم سمو أمير منطقة تبوك شخصياً بزيارة مواساة لمنزل الشهيد يقدم واجب العزاء ويطمئن على أحوال أبنائه.. ويقابلهم بكل حب وحنان ويشعرهم بأنه والدهم وأنهم محل عنايته الخاصة.
وتترى سحائب الخير عندما يأمر سلطان الخير بصرف مبلغ (200) مائتي ألف ريال لأسرة الشهيد علّها تخفف عن أسرته بعض المعاناة ويسدد عنه ديونه التي لا يفتأ منها أحد في هذه الزمان.. إن هذا التبرع السخي ليس بمستغرب على سلطان الفزعات.. سلطان الأيتام.. سلطان الأرامل.. سلطان الخير.. جزاك الله خيراً يا سلطان وجعل كل أعمال الخير في ميزان حسناتك.
وأنت أيها الشهيد البطل.. لن ينسى إخوانك رجال الدفاع المدني هذا الموقف.. وهذه الشجاعة.. وهذه البطولة.. التي سوف تسجل في صحائف الدفاع المدني بكل فخر واعتزاز.. ولن ينساك كل فرد في هذا الوطن المعطاء.. الذي عودنا على التضحيات.. وعلى الشهادة في ميادين الشرف والعز والفخار.. ولن ينساك كل فرد من أفراد منطقة تبوك.. التي باتت هادئة ومطمئنة.. في تلك الليلة.. وكل واحد منهم يتحدث مع نفسه كيف لو اشتعل ذلك الحي المجاور للمحطة كم سوف يموت من قاطنيه وزائريه؟.. لقد بات كل واحد منهم وهو يرفع يده للسماء يدعو الله لك بالرحمة والمغفرة والرضوان.
رحمك الله يا علي رحمة واسعة.. وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك وأصدقاءك.. والوطن.. الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved