يا سيدي شرُفت بك الخضراءُ
والأهلُ أهلُك والقلوبُ صفاءُ
(قمّرت) في عرصاتها وله طغى
واخضوضرت أكماتها الغناء
فاحت أزاهير الرُّبى وتراقصت
واستبشرت بقدومك الصحراء
حتى الشواطىء صفقت أمواجها
وتعانقت كثبانها الصماء
هذي الجموع إليك أنت محبة
إن العروبة وحدة وإخاء
فرحوا وحق لهم جميعا بشرهم
لقيا الأحبة في الحياة دواء
خذ يا ولي العهد -فزت- رسالة
قد قالها إخواني الزملاء
يا سيدي, طرق السلام تعطلت
من نبعها لم يرتوِ البلهاء
فاطرح رعاك المستعان رسالة
للسلم يرنو نحوها العقلاء
إن المواقف دمت فيك سجية
يدرى بها ويخافها الغرباء
فاصدع بقول الواثقين وإنما
ذلت بنو صهيون والأعداء
يا سيدي, يا ابن الكرام, بلاؤنا
إن حال دون وفاقنا الغرماء
يا سيدي, تاق الكرام لقمة
في ظلها نبني البناء سواء
نتذاكر الجرح القديم وما طرا
من نكبة كم حاكها الخبثاء
لتسطروا أحلى المنى ببيانكم
ذاك الذي يسعى له الزعماء
لنحقق الحلم الكبير لعربنا
يا ولينا كم مسهم إيذاء
ولتنظروا ولتنظروا أحوالنا
تلك التي عصفت بها الأرزاء
زفوا إلى الحيرى الضعاف بشارة
قولوا لهم إن القلوب سواء
قولوا لهم لاتحزنوا أو تيئسوا
قولوا لهم نحن الجميع فداء
قولوا لهم إن العراق وقدسنا
غدتا مقابر أهلها الشهداء
فالقدس جرح للجميع وأختها
بغداد جرح غائر وعناء
ولتنظروا لجرائم الإرهاب, قد
عصفت بنا ويقودها السفهاء
لم ينظروا لسماحة الدين الذي
عم الدُّنى لولا همُو الغلواء
قسما ليسقي الدار سيل دمائنا
لو طاولت في غيها الدخلاء
قولوا لهم إن الطريق معبد
لبواعث الإصلاح, يا شرفاء
كي ينطق التاريخ يوما عنكمو
كي يشهد الأحباب والأعداء
يا سيدي, شرف أصاب يراعتي
فمديحكم شرف له الشعراء
لا أبتغي إلا قبول محبتي
فالحب صدق خالص وولاء
لولاك لم أبغ النسيج لفكرتي
شعراً يراه ويعيده الأدباء
إن الوفاء يلفني وعشيرتي
ذي سنة قد سنها الآباء
فامضوا بناة المجد وليرعاكمو
ربي الإله الواحد المعطاء
ياسيدي, أبلغ سلامي فهدنا
ليث الليوث السيد المعطاء
أَنْعِم بهم آل السعود, سلالة
في طبعهم للعارفين وفاء
عذراً, إذا خان اللسان وما وَفى
والعذرُ منك سماحةٌ وصفاءُ