Monday 7th June,200411575العددالأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

عقب عودة الحياة إلى ديدنها عقب عودة الحياة إلى ديدنها
أهالي الهدا لـ« الجزيرة »: تفاجأنا بصوت الطلقات النارية تخترق هدوء ليلة نصف الشهر

* الطائف - عليان آل سعدان ومحمد السنياني:
قامت (الجزيرة) بجولة على بعض القرى والهجر في هذه المنطقة التي اختفى فيها الإرهابيان قبل القضاء عليهما وقتلهما،حيث تسببا في ذعر المواطنين وعوائلهم من النساء والأطفال خوفاً من أي اعتداء من قبل هذين الإرهابيين اللذين لا يميزان في اختيار ضحاياهما. والتقت (الجزيرة) عقب هدوء الأوضاع في هذه المنطقة مع عدد من المواطنين الذين أكدوا ل(الجزيرة) انهم لم يتصوروا على الإطلاق أن يصل الإرهابيون إلى منطقتهم في الهدا على الإطلاق، وقالوا: كان الوقت قبل غروب الشمس، وهو الموعد الذي يتجه فيه كل السكان في هذه المنطقة البسيطة في الأودية والشعاب في الهدا إلى منازلهم العادية، بعد عناء يوم كامل من العمل في المزارع والرعي، للراحة في هذه البيوت التي لا يزال يُعتمد فيها على الخدمات القديمة في الإضاءة كل ليلة من منتصف الشهر، التي تمثل لنا مناسبة سعيدة جداً عندما يكتمل القمر في منتصف السماء، ويخرج كل سكان هذه القرى إلى الباحات الخارجية بالقرب من المنازل للسمر وممارسة الألعاب الشعبية القديمة، التي مازلنا متمسكين بها. وفي هذه الليلة وكعادتنا كنا مستعدين بعد راحتنا من عناء العمل في منازلنا قبل غروب الشمس للاستفادة من ضوء القمر الذي يكتمل في منتصف السماء للسهر في الباحات الخارجية مع جيراننا وأبنائنا ونسائنا.. ففوجئنا بتحركات وأصوات طائرات وطلق ناري كثيف.. توقعنا في الوهلة الأولى أن يكون هذا المساء احتفال محافظة الطائف بالمهرجان السياحي الذي يقام في القرية السياحية بالقرب من منطقتنا في الكر، وما هذه إلا أصوات الألعاب النارية.. هكذا توقعنا، لكن عندما لم نشاهد أي إضاءات لهذه الألعاب النارية في السماء، كما تعودنا أن نشاهدها، توقعنا أن يكون في الأمر شيء آخر.. لقد توقعنا كل شيء إلا أن يصل الأمر بالإرهابيين إلى الوصول إلى منطقتنا، فكان هذا الشيء غير متوقع. ونحن نتابع ونترقب من على ارتفاعات أسطح المنازل والهضاب الجبلية القريبة من منازلنا فوجئنا برجال الأمن البواسل يطلون علينا مدججين بالأسلحة ويطلبون منا عدم الخوف أو الذعر والاطمئنان والبقاء في المنازل؛ فهناك إرهابيان هربا من ملاحقة رجال الأمن واختفيا في المنطقة، وعندما عرضنا المساعدة أكد لنا رجال الأمن -الذين كانت تبرز في وجوههم وعيونهم بسالة وقوة الأمن في هذا الوطن- أن الوضع مُسيطَرٌ عليه تماماً وإذا استدعت الحاجة للعون بكم فلن نتردد في الطلب فأنتم رجال الأمن أيضاً.
الشيخ حامد عالي العلوي - من أبناء هذه المنطقة- تحدث ل(الجزيرة) وقال: أهالي المنطقة عاديون جداً في أعمالهم بالزراعة والرعي في هذه الأودية حتى يعودوا إلى هذه المنازل الشعبية البسيطة.. كنا نتألم عما يحدث ويجري من أعمال إرهابية في هذا الوطن، الذي ظل على مدى التاريخ بلداً يمثل رمزاً للأمان في العالم كله. وعندما تأكد لنا أن ما يحدث في هذه الليلة في منطقتنا هو إطلاق نار، من قبل إرهابيين دخلا متسللين إلى منطقتنا في الهدا، على رجال الأمن الذين يلاحقونهم، استنهضنا بشكل جيد في وقت كنا نستعد للراحة في منازلنا والنوم مبكراً على غير العادة في المدينة والمحافظة والقرية الحضارية، وهيأنا أنفسنا بشكل جيد للإرهابيين اللذين وصلا للاختباء من رجال الأمن في منطقتنا الجبلية، ووضعنا أيدينا مع إخواننا من رجال الأمن لتقديم كل ما يُطلب منا لسرعة القبض على هذين الإرهابيين، اللذين ثبت أن لهما صلة وعلاقة بالحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة الخبر، والقبض عليهم وإخراجهم من منطقتنا.
وتحدث عايض العلياني من سكان الكر بالهدا بوادي نعمان وقال: كنا نتمنى أن يخرج الإرهابيان من منطقتنا أحياء مكبلين بالقيود في قبضة رجال الأمن ليحاكما بكل الجرائم التي ارتكباها في حق هذا الوطن، ومعرفة الأسباب والدوافع التي جعلتهما يُقْدِمان على مثل هذه الأعمال ضد وطنهما.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved