مائة مليون مسافر .. زادهم المحبة والإخاء
محمود يوسف المحمود*

تقاس قيمة الحضارات بما تخلفه من صروح عظيمة تبقى على مر الزمن لتروي للأجيال عن رجال عظماء عاشوا في تلك المناطق. وشمروا سواعدهم من أجل البناء والتشييد والإعمار.
وسيبقى جسر الملك فهد شاهداً حياً يروي لأبناء الجيل القادم عن عظمة الرجال الذين وضعوا لبناته. وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يتحول هذا الحلم الذي كان بعيداً إلى واقع. ومن أجل أن تتحول حبات الرمال وذرات الأسمنت إلى شريان محبة وإخاء بين بلدين ضربا بجذور علاقاتهما في أعماق التاريخ من جهة وبين الشعوب الخليجية التي تربطها وشائج الإخاء والمحبة منذ فجر التاريخ.
إن مائة مليون مسافر ساروا على درب الإخاء حاملين في قلوبهم وعقولهم أفكاراً وأحلاماً ومشاريع في ثمانية عشر عاماً حدث سوف يتوقف عنده التاريخ طويلاً.
كم منهم سار على هذا الجسر العظيم الذي يعتبر من أهم الإنجازات الحضارية على الصعيد المعماري في عصرنا الحاضر، من أجل فريضة طلب العلم، وكم منهم سار من أجل صلة رحم أو ذوي قربي وكم منهم حمل أحلامه وهو يعبر بين البحر واليابسة أفكاراً لمشاريع اقتصادية جلبت الخير للآلاف بل وربما للملايين.
مائة مليون مسافر في ثمانية عشر عاماً عبروا أهم جسر بحري في العالم. وملايين الأطنان من البضائع، ومليارات من الأموال. وسوف يعبر في السنوات القادمة المزيد والمزيد.
إن ما جناه شعبا المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من ناحية، وشعوب دول مجلس التعاون من هذا الجسر يفوق بكثير ما أنفق على بنائه من أموال فلقد أضحى هذا الجسر طريقاً ينبض بالخير على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسة.
هنيئاً لشعوب الخليج العربية بهذا الحدث التاريخي الكبير. واليوم نحتفل بمرور مليار مسافر زادهم المحبة والإخاء.
وأغتنم هذه المناسبة لأرفع إلى المقام السامي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه وإلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة بخالص التهاني بهذا الإنجاز الكبير.
كما يسرني أن أشيد بالخطوات الرائدة التي تقوم بها صحيفة الجزيرة السعودية من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من خلال طرحها لمختلف القضايا والموضوعات التي من شأنها خدمة مصلحة البلدين.