إنه لمن دواعي سروري أن أساهم في الاحتفال بهذه المناسبة التي تعتبر مدعاة للفخر والاعتزاز من قبل كل مواطني ومنتسبي هذا الوطن العزيز فجسر الملك فهد يعد من الإنجازات الرائدة الناجحة والمشرفة التي قامت حكومة مملكة البحرين الرشيدة بتنفيذها بالتعاون مع حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة وذلك لإدراكها لأهمية الدور الذي تلعبه التجارة الخارجية وتنمية التبادل التجاري في تنمية الاقتصاد البحريني واقتصاديات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
يعد افتاح جسر الملك فهد بين مملكة البحرين والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والذي تم في نوفمبر عام 1986 من أهم التطورات التي طرأت على الاقتصاد والمجتمع البحريني خلال الخمس عشرة سنة الماضية، ومؤشراً على توجه مملكة البحرين نحو تدعيم ترابط قطاعاتها الاقتصادية مع شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية ومع باقي دول مجلس التعاون الأخرى، فمناسبة عبور 100 مليون مسافر على جسر الملك فهد إنجاز حضاري تحقق في المنطقة ليس كوسيلة عبور عصرية لتسهيل حركة التنقل والانتقال فحسب بل يجب علينا أن لا نغفل لما لمساهمة الجسر في تنمية التبادل التجاري ورفع كميات الصادرات البحرينية إضافة إلى تكثيف المشاركة في المشاريع الخليجية المشتركة، حيث كان لنمو مستويات تلك الصادرات دور مهم في تنمية الاقتصاد حيث مساهمته في زيادة الموارد المالية وبالتالي تحسين ميزان المدفوعات من ناحية ومن حيث زيادة النمو ورفع مستوى المعيشة المترتب عن زيادة الصادرات من ناحية أخرى، وبالتالي تسهيل حركة الاستيراد لتلبية الحاجات الأساسية للاقتصاد البحريني من منتجات وسيطة ونهائية وحتى أولية، وتشمل أهم الصادرات البحرينية المنتجات النفطية المكررة والبتروكيماويات والألمنيوم.. إلخ، وقد ساهم الجسر في تطوير إجمالي الصادرات .
ولقد أدى ذلك إلى انتعاش قطاعات اقتصادية عديدة مثل السياحة والتجارة والمقاولات، كما استفادت المؤسسات العاملة في مجال الصناعات التحويلية من وجود جسر الملك فهد في سهولة حصولها على المواد الخام والوسيطة اللازمة لها وبأسعار مناسبة إضافة إلى تسهيل تصدير منتجاتها الصناعية إلى أسواق الدول الخليجية والعربية.
وإنني لأنتهز هذه المناسبة السعيدة لأرفع وبكل فخر واعتزاز أسمى آيات التهاني وأعطر التبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وكذلك إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئىس الوزراء الموقر وإلى صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين القائد العام لقوة دفاع البحرين متمنياً لسموهم حفظهم الله ورعاهم دوام الرفعة والصحة والسعادة، داعياً المولى عز وجل أن يمن على وطننا الغالي البحرين بالمزيد من التقدم والرقي والازدهار في ظل قيادتها السياسية الحكيمة ولا يفوتني أن أتقدم أيضاً بهذه المناسبة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة بأحر التهاني والتبريكات داعياً المولى عز وجل أن ينعم على بلدينا الشقيقين وعلى كل دول مجلس التعاون الخليجي بدوام الخير والازدهار والنماء في ظل قياداتها السياسية الحكيمة، كما لا يفوتني أن أهنئ وأشكر سعادة رئيس مجلس إدارة الجسر وجميع منتسبي الإدارة من الجانبين البحريني والسعودي على هذا الانجاز الرائع والمشرف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة
الوكيل المساعد للتجارة الخارجية بوزارة التجارة في مملكة البحرين |