اليوم ونحن بمرور 100 مليون مسافر على جسر الملك فهد فإن الذاكرة تعود بنا إلى الوراء، إلى تلك الأيام التي كنا فيها نترقب وجود مثل هذا الجسر كأول طريق بري يربط البحرين بالدول المجاورة والذي كان بالنسبة لنا حلما نتطلع إلى ترجمته على أرض الواقع.
وفي عام 1986 ميلادية وعلى يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأمير البحرين الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أصبح الحلم حقيقة، وافتتح الجسر وتوالت مسيرة هذا الإنجاز الحضاري الكبير الذي لا يمثل في رأينا مجرد طريق بري عصري لحركة النقل والانتقال بقدر ما هو مثال حي يترجم تطلعاتنا وطموحاتنا في التكامل والتعاون الخليجي من أجل خليج عربي موحد بلا حواجز أو حدود يتحقق فيه الخير للجميع ويسوده الأمن والاستقرار وننعم فيه بأفضل مستويات الحياة المعيشية من خلال التوظيف الجيد لإمكانياتنا ومواردنا.
وإنه ليسعدني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة وإلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بما تحقق من إنجاز حضاري تتضح أهميته وقيمته يوماً بعد يوم وبجهودهما الخيرة المستمرة في تعزيز وتقوية علاقات التعاون والمودة بين البلدين الشقيقين وهي العلاقات التي صارت مثالاً يحتذى به لما يمكن أن تكون عليه علاقات التفاهم والتعاون بين الأشقاء.
ولا يفوتني في هذه المناسبة أيضاً أن أتوجه بالشكر إلى كل الأجهزة الفنية والإدارية والأمنية التي تتولى الإشراف على تشغيل وتسيير الحركة على جسر الملك فهد والتي جعلت من هذا المشروع الحيوي معلماً حضارياً من معالم التقدم والنهضة في دولنا الخليجية العربية.
وليوفقنا الله لمزيد من العمل والإنجازات للنهوض ببلادنا وأمتنا العربية والإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
محمد بن إبراهيم المطوع
وزير شئون مجلس الوزراء |