الجسر.. فكرة وحقيقة
الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة (*)

بمناسبة عبور 100 مليون مسافر على جسر الملك فهد يطيب لي أن أتقدم للقيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بأطيب التهاني لهذا الإنجاز الضخم والذي تحقق نتيجة للحلم الذي أصبح حقيقة على أيدي قيادتي المملكتين الحكيمتين منذ أن بدأ في وضعها الفقيد الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وفقيد البحرين صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله أثناء زيارته المعتادة للمنطقة الشرقية للالتقاء بجلالة الملك فيصل آنذاك مؤكداً على حرص البحرين بإقامة الجسر لما فيه من زيادة في الترابط ومصلحة واقعية لأبناء البلدين الشقيقين، ولقد بدأت فكرة إنشاء الجسر في مراحلها التمهيدية عند تولي المغفور له بإذن الله جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود الذي أعطى هذا المشروع أهمية كبرى لتنفيذ ما بدأه سلفه الملك فيصل بن بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حيث بدأ في الأمر في وضع الدراسة لتنفيذ المشروع والذي لقي من جانب حكومة المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة كل الدعم المطلوب وقد استمرت الأبحاث والدراسات لتنفيذ المشروع إلى أن بدأ العهد الجديد بتقلد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله والذي أمر بتنفيذ الجسر ليكون هذا الجسر الالتحام العملي والذي كرَّس حب القيادتين في تقديم حقيقة حلم لكافة الأجيال بالبلدين الشقيقين فها هو الجسر، جسر الحب والمودة والعطاء أصبح معلماً من معالم العصر الحديث ومعجزة كبرى تمتد من أرض الرسالات إلى أرض دلمون العريقة فكان اللقاء بين الأهل والأصدقاء وسرى الشريان التجاري الذي أسعد الشعبين الشقيقين وأصبح بمثابة دقائق ليكون نهراً يتدفق بالحب والأمل والتطلع لمستقبل يسوده التطور المبدع في كل جديد ويثني عليه كل من سار وعبر وتذكر الماضي القريب كيف كان وكيف تحول الحلم إلى حقيقة فهنيئاً للقيادتين الحكيمتين وللشعبين الشقيقين هذا الإنجاز العظيم.