نحن في مملكة البحرين نحتفل اليوم مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بمناسبة عبور مائة مليون مسافر على جسر الملك فهد، هذا المرفق والعصب الحيوي الذي كان حلماً يراود آمال وطموحات قيادتي وشعبي البلدين منذ عام 1965م، والذي يعتبر إنجازه تعبيراً صادقاً عن الإرادة القوية لقيادتي وشعبي البلدين لترسيخ أواصر الترابط الأخوي والتاريخي بين البلدين وبين بقية شعوب دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية. وقد تحقق هذا الحلم وهذا الإنجاز بفضل الله تعالى ثم بفضل النظرة الثاقبة والإرادة الصلبة والتخطيط الحكيم للقيادتين الرشيدتين في البلدين الشقيقين في عام 1986م مع بداية الانطلاقة الخيرة لمسيرة مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس في عام 1981م.
ويعتبر هذا المرفق الحيوي صرحاً هندسياً ومعمارياً عملاقاً وتحفة هندسية قل نظيرها بين الجسور المعلقة في العالم حيث اعتبره السياسيون حدثاً سياسياً بارزاً على صعيد التضامن الخليجي والتلاحم بين شعوب المنطقة الخليجية، واعتبره رجال الأعمال حدثاً استثنائياً في فتح آفاق التعاون والتكامل الاقتصادي والتبادل التجاري في
الدولية. فالإقبال المتزايد من قبل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي على استخدام الجسر في تنقلاتهم البرية ما هو إلا دليل على أهمية هذا المنفذ الحيوي ونجاحه في توطيد أواصر المحبة والتواصل بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين و دول المنطقة حيث بلغ عدد المسافرين الذين عبروا جسر الملك فهد إلى يومنا هذا قرابة (100) مليون مسافر، وهذا مؤشر واضح على نجاح الإدارة الحكيمة لهذا الشريان الحيوي.
وختاماً نحن نؤكد على أن أبعاد جسر المحبة تتجاوز ضيق ومحدودية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى فضاء التلاحم والتمازج الشعبي الرحب بكل آفاقه الإنسانية المفتوحة والتي لا تحدها حدود. كما نؤكد أيضاً على أن هذا الجسر سيظل رابطاً قوياً وصرحاً معبراً عن علاقات الأخوة والمحبة الدائمتين والتعاون المثمر بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وشعوب المنطقة. وندعو الله العلي القدير أن ينعم على المنطقة بالرخاء والرفعة وأن يحفظ لنا هذه الوشائج التاريخية العميقة ويزيدها قوة ورسوخاً تحقيقاً لكل مافيه خير البلدين الشقيقين وشعوب المنطقة.
(*) أمين عام مجلس النواب |