كنا نسمع لدى متابعتنا الحوارات في المحطات الفضائية كلمات (اللعبة السياسية) أو (اللعبة البرلمانية) و(المناورات الحزبية) وهكذا من المصطلحات.. ولكن هذه المصطلحات نادراً ما تجد التطبيق وخاصة في البلدان العريقة التي ترسخت أصولها الديمقراطية، في حين نجد الألاعيب السياسية والمناورات تحصل كثيراً في الأنظمة السياسية الهشة التي لا تقوم على أسس أخلاقية كالموجود في الكيان الإسرائيلي الذي شهد واحدة من هذه الألاعيب التي بقدر ما تحمل من (طرافة) إلا أنها تكشف عن المستوى المتدني سواء في الممارسات السياسية أو النمط الأخلاقي والسلوكي، فبعد أن أقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية الجنرال إرييل شارون على إقالة الوزيرين المتطرفين من حزب الاتحاد القومي لضمان الأغلبية في التصويت على خطة الانسحاب من قطاع غزة، بعد هذه الخطوة الشارونية (هرب) أحد الوزيرين حتى لا يتسلم خطاب الإقالة مستغلاً ثغرة قانونية في النظام البرلماني الإسرائيلي، وذكر أصدقاء الوزير أيلون الهارب بأنه (يلعب بمهارة) هذه الثغرة لتفويت الفرصة على شارون إذ واصل الوزير أيلون التهرب من تسلم رسالة الإقالة من الحكومة منذ صباح يوم الجمعة ومرّ يوم السبت بطوله والساعات الأولى من يوم الأحد ولم يظهر وبالتالي لم يتسلم الرسالة، ذاكراً لبعض أنصاره الذين يعرفون مكانه ولا يريدون الإبلاغ عنه أنه يرفض حسب القانون تسلم رسالة الإقالة هاتفياً، وإنما يتحتم على شارون أو رسول من قبله تسليمها له باليد..
وحسب ما قاله أيلون في تصريحات أدلى بها للإذاعة الإسرائيلية ظهر يوم الجمعة، فانه لم يتسلم حتى الآن رسالة اقالته من الحكومة، لأن الرسول الذي أوفده إليه شارون لم يعثر عليه بعد، ولا يعرف أين هو، وبما أن (القانون الإسرائيلي) يحتم تسليم الرسالة شخصياً إلى الوزير فإن شارون لن يضمن غالبية له يوم الأحد إذا لم تكن قد مرت 48 ساعة على تسليم الرسالة للوزير المتطرف أيلون.
وقد تبين مساء يوم الجمعة أن الوزير أيلون كان متواجداً في صحبة مستوطني (غوش قطيف) في قطاع غزة، ويحاول التستر عن رسول شارون لكي يمنع تسليمه الرسالة باليد كما ينص القانون ويخطط للقدوم إلى جلسة الحكومة والتصويت ضد الخطة..
وكانت مصادر إسرائيلية نقلت أن شارون أبلغ الوزير أيلون أنه لن يسمح له بالمشاركة في جلسة الحكومة وسيمنعه من الدخول إلى قاعة الاجتماع كونه بات خارج التشكيلة الحالية للائتلاف الحكومي، ولا يحق له الحضور بصفته وزيراً..
أما الوزير الثاني الذي اقاله شارون فهو زميل الوزير أيلون، إنه الوزير افيغدور ليبرلمان وزير المواصلات الإسرائيلي، لقد تسلم الأخير رسالة إقالته خلال وجوده في نادٍ رياضي في القدس.. ما يعني أن إقالته ستدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة..
|