* كولفيي - سير - مير (فرنسا) - الوكالات:
بدأت أمس الأحد احتفالات إحياء الذكرى الستين لإنزال قوات الحلفاء على سواحل نورماندي في السادس من حزيران - يوليو عام 1944 وسط أجواء خيَّم عليها نبأ وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان.
وبدأ يوم الاحتفالات بمراسم إحياء ذكرى الضحايا الفرنسيين والأمريكيين في المقابر العسكرية الأمريكية في المدينة الساحلية كولفيي- سير- مير التي تضم بقايا آلاف من الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الهجوم على السواحل الفرنسية.
وحضر مراسم الاحتفال عدة آلاف من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية والنجم الأمريكي توم هانكس الذي لعب دور البطولة في أحد أشهر الأفلام السينمائية التي تناولت معركة نورماندي وهو فيلم (إنقاذ الجندي ريان) الذي أخرجه المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج.
وخيّمت أنباء وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي توفي أمس الأول عن عمر يناهز 93 عاماً بعد معركة كبيرة مع مرض الزهايمر على الاحتفال. وأفادت أنباء أن وفاة ريجان أجبرت معدي خطاب بوش على تغييره.
وافتتح بوش كلمته بتكريم ريجان واصفاً إياه بأنه (رجل شجاع). وقال بوش أمام الآلاف من الجنود الذين حضروا مراسم الاحتفال ستظل (يا ريجان) في ذاكرتنا للأبد وفي ذاكرة الأمة التي خدمتها والأمم التي حررتها.
وأنهى خطابه متعهداً بأن الولايات المتحدة ستفعل ما فعل ريجان مع أصدقائها.
وحضر مراسم الاحتفالات الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال إن فرنسا لن تنسى الرجال الذين قرروا تقديم أكبر تضحية لتحرير أرضنا وقارتنا من القيد النازي البربري. ولن أنسى ما ندين به لأمريكا حليفنا الدائم.
وأقيم عدد كبير من الاحتفالات أمس وحضرها أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة من بينهم المستشار الألماني جيرهارد شرودر أول مسئول ألماني يشارك في مثل هذه الاحتفالات والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين والملكة إليزابيث الثانية ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
من جهة أخرى قال الرئيسان الأمريكي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك إن واشنطن وباريس تأملان في التوصل إلى اتفاق قريباً بشأن قرار تصدره الأمم المتحدة لنقل السلطة في العراق. وأعرب الزعيمان عن تفاؤلهما في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات استهدفت إصلاح العلاقات التي توترت بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في العام الماضي والذي عارضته فرنسا.
وتجنب كل من الزعيمين النظر في عين الآخر وخلت مصافحتهما أمام الكاميرات في قصر الاليزيه من أي حرارة. واعترف شيراك بخلافاتهما بشأن العراق وقال إن الوضع في هذا البلد ما زال خطيراً. ولم يشر أيضاً الزعيمان إلى آلاف المحتجين المناهضين للحرب الذين نظَّموا مسيرات عبر شوارع باريس حاملين لافتات كتب عليها بوش الإرهابي رقم واحد. وحافظت الشرطة على بقاء المحتجين بعيداً عن قصر الاليزيه.
وقال شيراك: فرنسا والولايات المتحدة بينهما 200 عام من التاريخ المشترك ولمئتي عام تدافعان وتعززان نفس القيم وهي قيم الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان.
(وقال بوش) لنا علاقات عظيمة مع فرنسا. ونعمل بشكل وثيق مع الحكومة الفرنسية بشأن قضايا كثيرة. ولكن العلاقات تعثرت بسبب الخلاف بشأن غزو العراق والخطط المتعلقة بمستقبله.
|