الفرنسيون والأمريكيون متحدون في رفضهم إعادة انتخاب بوش
آلاف المتظاهرين في الولايات المتحدة ضد الاحتلال في العراق وفلسطين

* سان فرنسيسكو - باريس - الوكالات:
تظاهر الآلاف من معارضي الحرب على العراق السبت في الولايات المتحدة، منهم حوالى عشرة آلاف في سان فرنسيسكو (كاليفورنيا. غرب) ومئات عدة في واشنطن.
وقال احد المتظاهرين ليام كاري (39 عاما) وهو يعتمر قبعة سلاح البحرية الاميركية حيث خدم ست سنوات، (علينا بالتأكيد اعادة تمثال الحرية حتى نستحقه من جديد).
واضاف كاري الذي كان محاطا بحوالي عشرة من العسكريين السابقين وهم يحملون لافتات تحمل صور اميركيين وعراقيين سقطوا قتلى في العراق، (هناك اناس يموتون في العراق لكذبة).
وتحمل احدى اللافتات (لا علم كبير كفاية ليغطي عارنا).
وفي واشنطن احتشد مئات المتظاهرين امام البيت الابيض على الرغم من هطول الامطار الغزيرة للاحتجاج على الحرب في العراق وكذلك لانتشار القوات الاميركية والفرنسية في هايتي.
ودعا الى هذه التظاهرة التحالف من اجل انهاء الحرب والعنصرية تحت شعار (ضعوا حداً لاحتلال فلسطين وافغانستان والعراق وهايتي).
وتجمع المتظاهرون وبعضهم من عائلات الجنود الاميركيين التي تطالب بعودة ابنائها فورا من العراق، في (لافايات بارك) قبالة البيت الابيض.
ولم يتمكن سكان البيت الابيض من سماع الشعارات التي دانت الحرب على العراق واحتلال الاراضي الفلسطينية او انتشار القوات الاميركية والفرنسية والكندية والتشيلية في هايتي.
وجرت التظاهرة في هدوء تام تطوقها وحدة صغيرة من رجال الشرطة على الخيول والسيارات والدراجات النارية.
وتوجّه المتظاهرون بعد ذلك الى منزل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الموجود حاليا خارج الولايات المتحدة في جولة آسيوية.
من جهة اخرى اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد (ايبسوس) وينشر في (جورنال دو ديمانش) ان الفرنسيين (84 %) والاميركيين (51 %) لا يرغبون في اعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش ويعتبرون انفسهم (حلفاء غير اوفياء على الدوام).
والاستطلاع الذي اعتبر (دراسة مقارنة حول وضع الرأي العام في اميركا وفرنسا) يشير الى شعبين يشعران بأنهما (قريبان عموما (45 % للفرنسيين و38 % للاميركيين) ولا يكنان (لا تعاطفا ولا نفورا) لبعضهما البعض (ما بين 50 و 42 % حسب ردود الفرنسيين والاميركيين) لكن لا تزال تفصل بينهما اختلافات في الشأن الاجتماعي.
واتفق الفرنسيون والاميركيون خصوصا على (عدم الرغبة) في اعادة انتخاب الرئيس الاميركي في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل حيث قال 68 % من الفرنسيين انهم لا يرغبون بذلك (على الاطلاق) مقابل 42 % من الاميركيين.
واعتبر الفرنسيون (64 %) والاميركيون (58 %) انهم (حلفاء غير اوفياء على الدوام) فيما ابدى 84 % من الفرنسيين (تاييدهم( لحق الاجهاض و54 % من الاميركيين.
لكن الخلاف يبقى بين الشعبين حول مسائل اللجوء الى القتل الرحيم (71 % من الفرنسيين يؤيدونه و45 % من الاميركيين يعارضونه) ومنع الشعائر الدينية في المدرسة (54 % من الفرنسيين يؤيدونه و66 % من الاميركيين يعارضونه) وعقوبة الاعدام (تاييد 64 % من الاميركيين ومعارضة 59 % من الفرنسيين).
كما ظهر خلاف بين الشعبين حول مسالة تسوية اوضاع كل المقيمين بصورة غير شرعية (69 % من الاميركيين يؤيدونه مقابل 35 % فقط من الفرنسيين).
ويكنّ الشعبان شعورا (ايجابيا) بالاجمال تجاه مفاهيم (المنافسة) (81 % من الفرنسيين و87 % من الاميركيين) و(الخدمة العامة) (73 % و68 %) و(الدولة) (72 % و 69 %).
واذا كان الفرنسيون وخلافا (لحلفائهم) اكثر ترددا إزاء مفاهيم العولمة والحمائية والرأسمالية فإنهم بدأوا تدريجيا يشاطرون الاميركيين مفاهيم الخصخصة والارباح.
واعتبر الشعبان ان تدخل الدولة (مرغوب به) وحتى (لا غنى عنه) في مجالات الصحة والتعليم والثقافة.
واجري الاستطلاع بواسطة الهاتف حسب طريقة الحصص على اشخاص تزيد اعمارهم على 18 عاما وعينة تمثيلية من الشعبين الفرنسي والاميركي. ففي فرنسا تم استطلاع آراء 942 شخصا في 21 و 22 ايار - مايو و1002 شخص في الولايات المتحدة بين 21 و 23 ايار - مايو.