شُغلت الأوساط السياسية والصحافة العربية والعالمية في نهاية الأسبوع الماضي بأنباء المؤتمر الثامن للحزب الاشتراكي الدستوري التونسي وما شهدت اجتماعاته من مناقشات وأفكار دلت على تمسك الشعب التونسي بزعامة رئيسه الحبيب بورقيبة.
فقد حسم الزعيم التونسي في اجتماعات الحزب التي عقدت في مدينة موناستير كل ما ثار من جدل حول خلافته ، وأعلن أنه اختار الهادي نويره رئيس الوزراء الحالي خليفة له بعد أن ينهي فترة رئاسته الحالية التي تنتهي في عام 1974م . وكان الرئيس بورقيبة قد حضر جلسة المؤتر بعد ان أعيد انتخابه بالإجماع زعيماً للحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم . وقال في كلمة وجهها إلى أعضاء المؤتمر انه اختار الهادي نويره لخلافته وستعاونه مجموعة من القياديين الشبان بينهم أحمد المستيري الذي أثار الاهتمام في خطابه بالمؤتمر ، ومحمد المصمودي وزير الخارجية.
وقال المجاهد الأكبر : إنني أمنح ثقتي الكاملة للهادي نويره وسيكون خليفتي كرئيس للدولة. وقد ردد الحاضرون الهتاف بحياة بورقيبة. خلال فترة طويلة وذلك قبل أن يرددوا النشيد الثوري للحزب وذلك بعد إعادة انتخاب بورقيبة رئيساً للحزب.
وقد ألقى - المجاهد الأكبر - كلمة عبر فيها عن انفعاله إزاء الحفاوة الكبيرة التي استقبله بها المشتركون في المؤتمر وتجديدهم للثقة به.
ولكنه رفض اقتراح المؤتمر العام للحزب بأن يجعل منه رئسياً لتونس مدى الحياة.
وأعلن أمام المؤتمر أنه سينهي المدة المقررة لرئاسة الجمهورية ، وهي خمس سنوات ولكنه لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة في عام 1974م.
وقال بورقيبة - إنني سأظل دائما أبا روحياً للأمة التونسية.
واشار بورقيبة إلى المكانة التي وصلت اليها تونس في الأمم المتحدة وقال عن المواقف التي اتخذت تجاه القضية الفلسطينية التي تعرضت للانتقاد الشديد عام 1965م في العالم العربي انه تم الاعتراف بها الآن.
ومن جهة ثانية استقبل المؤتمر بالهتاف السيد الباهي الأدغم رئيس الوزراء السابق الذي استقال قبل سنة الذي يعتبر الآن غير مرضي عنه.
وهكذا يكون بورقيبة قد فضل رجل الاقتصاد العلمي على رجل السياسة فاختار نويرة خلفاً له ، وأدار وجهه عن الباهي الأدغم وهو يقف أمامه في صف قادة الحزب وأقطابه محييا بحرارة كل من كان يقف إلى جانبه دون أن يحييه.
|