إن الظاهرة التي تلفت النظر في كل قصة زواج تبدأ عادة بجولة في سوق الصاغة حيث يتم شراء (الشبكة والخطبة) ولا شك ان الذهب والمجوهرات ثروة بديعة من المال والجمال للنساء وبهذا يعتبر سوق الصاغة كما تقول عنه النساء بحق (سوق السعادة) فهل خطر لك أن تسأل نفسك لماذا تحب النساء الذهب والمجوهرات ولماذا يتلهفن على اقتنائها؟!
الحقيقة ان لكل امرأة نظرتها الخاصة في ذلك ولكل واحدة طريقتها في التعبير عن الأثر الذي تتركه حيازة الذهب والمجوهرات في نفسها، فمن النساء من ترى في الذهب والمجوهرات عنوانا للثراء والترف والبذخ وميدانا تتسابق فيه مع غيرها ولتثبت تفوقها وتفردها، ومنهن من تسعى الى اقتنائه كضمان لمفاجأة القدر وغدر الزمان فهي تكون كعملة تصرفها عند الحاجة.
وحدثني أحد الصاغة المعروفين عن تلك اللحظات التي يقف فيها البائع أمام احدى المشتريات وهو يتابع بحثها وترددها أنها تريد أن تحصل على أجمل وأندر شيء في العالم، انها تجعله يقلب المحل كله رأسا على عقب لأنه قد يكون في زاوية من الزوايا شيء أجمل من كل ما رأته، إن السيدات لا يمللن البحث عن الأجمل وهذا هو الذي يحفزنا بدورنا على الابداع والابتكار والواقع ان للذهب والمجوهرات بجانب أهميتها في الزينة والتجميل قيمة اقتصادية مضمونة ان عرفتها المرأة وأحسنت الانتفاع بها بحيث توجد لكل حلية مناسبة، لأن بعض السيدات يملكن الذهب والمجوهرات الرائعة ولكنهن مللن استعماله. فمثلاً إذا كان الوقت صباحا أعتقد أنه ليس من داع بأن تضع مع لباس البيت البسيط حلية ثمينة، وتكتفي بساعة اليد مع قطعة من الذهب او الألماس.
وإذا كانت مدعوة الى حفلة في المساء فلا تحيط عنقها بعقد من الخرز مع قرط من الألماس أو اللؤلؤ ويجب أن تتذكر دائما أن البساطة هي أولى درجات الاناقة فليس من العقل أن تجعل المرأة نفسها فترينة مجوهرات مكدسة بكل ثمين.
|