الفرق بين الليزر والليزك
د. محمد.. ما الفرق بين الليزر والليزك، وهل هذه العمليات تتناسب مع كل الأشخاص؟
- بشكل عام أقول: إن تصحيح الإبصار بواسطة الليزر أو الليزك يعتبر ثورة بحد ذاته، إلا أن الفرق بينهما بطريقة العلاج، فتستخدم عمليات الليزر لمعالجة السطح الخارجي للقرنية، وقد أثبتت الأبحاث أنها طريقة مأمونة وفعالة للغاية ولاسيما في درجات النظر البسيطة، أما عمليات الليزك فتستخدم في الحالات التي تعاني من درجات إبصار متدنية أو بسيطة، حيث يعطي هذا النوع من العمليات نسبة نجاح عالية، وهل عمليات الليزر والليزك تناسب مع جميع الناس أقول- نعم، ولكن هناك نسبة صغيرة من الناس لا يمكن إجراء هذه النوعية من العمليات لهم، وإن اختلفت الأسباب من شخص إلى آخر.
****
لا يوجد الألم
وهل تسبب هذه العمليات أي نوع من الألم، وكيف يعرف الشخص أن العملية مناسبة له؟
ليس هناك ألم يذكر سوى بعض الألم البسيط في عملية الليزر حيث توضع عدسات لاصقة لمدة 48 ساعة مع إعطاء بعض المسكنات إذا لزم الأمر، وننصح المريض بعد إجراء عملية اليزر بعد التعرض للضوء العالي، كما هناك قطرات يمكن وصفها للتقليل من أي شعور بعدم الارتياح إن وجد، أما بالنسبة لعملية الليزك، فقد يكون فيها عدم الارتياح لفترة الثلاث ساعات الأولى فقط لأن السطح الخارجي لم يلمسه نور الليزر، وبعد ذلك فإن المريض يستطيع أن يعود لحياته العادية بكل سهولة في اليوم التالي للعملية، لذا وفي ظل هذه التقنيات الحديثة نقول:إنه إذا وجد ألم فهو بسيط، وما يلبث إلا أن يزول، وعن مدى معرفة ملاءمة العملية للشخص من عدمها، فإن المركز قبل الشروع في إجراء العملية يجري فحصاً دقيقاً للعين بغرض قياس درجة قصر النظر أو طوله، مع التأكد التام من خلو العين من الالتهابات الخارجية أو الداخلية، بعد ذلك يتم إجراء تصوير طبوغرافي للقرنية يتم بواسطته تحديد التشخيص المناسب للعلاج لضمان أكبر قدر من نسبة نجاح العملية، وتجرى كافة هذه الفحوصات بواسطة الكمبيوتر لتوخي أعلى قدر من الدقة، وقد يستثنى قلة من الناس من إجراء العملية نظراً لوجود مسببات طبية مختلفة.
تحديد إجراء العملية
ماهي الأسباب التي قد تحول دون إجراء عملية الليزك للعين، وماهو العمر المناسب لإجرائها؟
من الأسباب التي قد تحول دون إجراء عملية الليزك وجود عتامات في القرنية، وجود ظاهرة القرنية المخروطية أو الانحراف العالي في القرنية، عدم توفر سماكة كافية في القرنية، وجود أمراض في العدسة، الشبكية أو العصب البصري، التهاب الأجزاء الأمامية أو الخلفية للعين، وجود ضعف أو ثقوب في شبكية العين، وهذه يمكن علاجها بأشعة الليزر الخاص بالشبكية قبل إجراء عملية الليزك، والعمر المناسب لإجراء العملية، يعتبر سن الثامنة عشرة بمثابة الحد الأدنى لإجراء هذه العملية، والسبب في ذلك هو أن مقياس الانحرافات الانكسارية غالباً ما يثبت بعد هذا العمر، علماً أنه لا يوجد حد أعلى للعمر شرط أن يكون النظر مستقرا ولا يوجد تراجع أو تغير سريع بالنظر، وما يقال عن أن المريض إذا تجاوز سن الأربعين فلا يصلح لإجراء العملية، فهذا غير صحيح، وكما قلت سابقاً إنه لايوجد حد أعلى للعمر لإجراء العملية، ولكن مايحدث أن الإنسان بعد الأربعين يحتاج نظارة للقراءة، وهذه طبيعة البشر جميعاً سواءً أكان شخصاً عادياً لا يستعمل نظارات أو يستعملها، وحتى إذا لم يجر عملية الليزك فإنه سوف يحتاج إلى نظارة قراءة، وبالتالي فإنه سوف يستخدم في هذه الحالة نظارتين مع ما يصاحب هذه الحالة من صعوبات، أما إذا أجرى عملية الليزك فإنه سوف يستغني عن نظارة البعد التي يستخدمها طوال اليوم، ويبقى يستخدم نظارة القراءة لفترات بسيطة ومتقطعة.
تصحيح النظر للمدى الطويل
ما صحة ما يشاع بأن من يجري عملية الليزك سوف يحدث له تراجع في النظر ويعود لاستخدام النظارة حيث يضعف النظر بعد مرور عشر سنوات على إجراء العملية؟
لا أدي من أين يأتي الناس بهذه الأقوال، ولقد سمعت هذا الكلام منذ أن بدأ إجراؤها في العالم أجمع عام (1992م) حيث إن أقدم إنسان أجريت له عملية ليزك حينئذ لم يكمل العشر سنوات إضافة على أن الدراسات والأبحاث التي أجريت على بقية المرضى الذين تجاوزوا الثماني والتسع والعشر سنوات فتشير إلى أنهم مازالوا يتمتعون بنظر جيد، ولم يحدث لهم أية تراجع أو ضعف بالنظر ناتج عن العملية، وإذا كان هناك تراجع في النظر، فإنه يحدث خلال الستة شهور الأول بعد العملية، أو أن يكون هناك تصحيح غير كامل للعملية وفي هذه الحالة تعاد العملية بعد ستة شهور دون أية تكاليف إضافية على المريض، وهذه الأمور تحدث في كافة المراكز في العالم، ولكنها قليلة جداً.
لا خوف من الليزر والليزك
دكتور زكريا هناك من يتخوف من إجراء هذه العملية ولا سيما، وأنها في منطقة حساسة، فماذا تقول لهم وما نوع الفحوصات الطبية المتخذة قبل إجراء العملية؟
القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف للعين وتجرى عمليات تصحيح النظر بالليزر أو الليزك بعد عمل فحوصات دقيقة ومركزة، ويتم إجراء العملية من قبل جراحين متخصصين، فليس هناك أي تخوف، فهم بأيد أمينة بإذن الله تعالى ما نوع الفحوصات الطبية المتخذة قبل إجراء العملية، فعملية الليزك تعمل لتصحيح العيوب الانكسارية مثل قصر النظر أو طول النظر، لذا يجب مراعاة الفحوصات ما قبل العملية، وهذا معلوم لدى أطباء العيون بحيث يتم اختيار المرضى المناسبين بالنسبة لعملية الليزك بحيث يكون عمر المريض 18 سنة فما فوق، وكذلك يتأكد الطبيب من الفحوصات وتحديد قوة الإبصار، ومن ثم سمك القرنية واتساع البؤبؤ بالإضافة إلى عدم وجود التهابات على الجفون بالعين والأشياء التي قد تكون مصاحبة مثل تحدب القرنية، فهذه الأشياء التي يقوم طبيب العيون، وبالتأكد من عدم وجود ها قبل إجراء العملية ، فإذا تم التأكد من هذه الأشياء وملاءمة المريض لعملية الليزك، فيأتي دور التجهيزات، أو الأجهزة المساعدة لعمل عملية الليزك، فعلى سبيل المثال تختلف الأجهزة من جهاز إلى جهاز، ويفضل أن يكون الجهاز يتابع حركة العين، وأن يكون مزودا بالجهاز الخاص لتخطيط سطح القرنية.
الليزك لكل الفصول
هل لاختلاف فصول السنة علاقة في نسبة نجاح العملية، ومتى يمكن العودة للحياة الطبيعية بعد العملية، وهل هناك مضاعفات لهذه العملية؟
لا يوجد علاقة بين حرارة الجو أو برودته ونسب نجاح العملية، فالعملية تجرى على مدار السنة دون أي فرق علماً بأن عدد الحالات التي تجري تعتمد على عوامل أخرى مادية أكثر منها جوية، ويستطيع الإنسان العودة إلىحياته الطبيعية وممارسة عمله بعد العملية بيوم واحد فقط في غالبية الحالات حيث يستطيع قيادة السيارة واستخدام الكومبيوتر والقراءة في اليوم التالي ليوم العملية، وهذه العملية كأي عملية جراحية قد تحصل بعض المضاعفات ولا يعني أنها سوف تحدث لكل مريض، أو أنها سوف تحدث كلها لمريض واحد وفي حالة الليزك، فإن غالبية المضا عفات تعتبر بسيطة ومؤق تة تزول في غالبها بعد أسبوع إلى شهر من العملية، وذلك يعتمد على سرعة شفاء الجرح الذي يجريه الجراح في عين المريض خلال العملية، ويحتاج المريض إلى استخدام القطرات المرطبة في الأشهر الأولى.
الشفرة لمرة واحدة فقط
وكيف يتم التعامل مع الشخص أثناء العملية؟
يتم التعامل مع المريض بحيث تكون العينان معزولتين تماماً عن بقية أو سائر الجسم، ويعمل التعقيم بمواد معقمة للعينين، وهذا بمشيئة الله يقلل من نسبة الالتهاب- لا قدر الله- ومن ثم الأجهزة التي تستخدم في إجراء أو عمل الليزك إذا كانت الحالة من الحالات التي تتطلب الليزك كالحلقة التي تثبت على العين وكذلك الشفرة فيجب أن تخضع الحلقة إلى التعقيم، ومن ثم الشفرة المستخدمة في قطع القرنية، وهذا يستدعي شفرة واحدة لكل مريض مما يقلل نسبة حدوث الالتهاب لا قدر الله تعالى مع العلم بأنه بالإمكان استخدامها لأكثر من مريض لكن في معظم المستشفيات والمراكز المتطورة تستخدم الشفرة لمرة واحدة. وبعد أن يتم إلباس المريض غطاء للرأس ومريول خاص للعمليات تقوم الممرضة بتنظيف وتعقيم منطقة العملية (العيون وماحولها) بسائل التعقيم الطبي، وبعد ذلك نغطي وجه المريض بغطاء بلاستيكي لاصق، ويطلب منه عدم لمس تلك المنطقة.
ومرة أخرى أقول:إنه يجب مراعاة إجراءات التعقيم في كل خطوة، فالغرفة التي تجرى فيها العملية يجب أن تكون مغلقة لا يوجد بها تيارات هوائية، ولا نوافذ مفتوحة على الخارج، ويوجد بها نظام فلترة دقيق لتنظيف الهواء ولا يسمح بدخول الغبار إلى الغرفة، كما يجب تعقيم الجدران والأرضية بمواد معقمة باستمرار.
نصائح عامة لمن خضع
لعملية الليزك
بعد إجراء العملية ينصح المريض بعدم فرك العينين والابتعاد عن أدوات الزينة وكذلك الصابون والشامبو، لكيلا تؤثر هذه الأشياء على العين التي أجري لها العملية، وقد يصاحب المريض خلال الساعات الأولى بعد العملية دموع واحمرار في العين، ووجود ضباب، وأن النظر غير صاف، ولكنه سرعان ما يعود ويتحسن خلال الساعات الأولى، فيقع على عاتق المريض الجزء الأكبر من العناية بعد العملية، فعلى المريض ألا يقوم بفرك عينيه نهائيا بعد العملية حتى يسمح له الطبيب بذلك حتى لا يقوم بتحريك أو إزاحة الغشاء الرقيق الذي يغطي قرنية العين، كذلك عليه عدم التعرض للأدخنة والأبخرة النفاذة كالبخور ودخان السجائر والعطور بشكل مباشر على العين، ويضيف: وبالنسبة للنساء يمنع استخدام مواد التجميل والكحل بعد العملية، ولمدة أسبوع على الأقل. ويعطى المريض الأدوية والقطرات ليستخدمها بعد العملية، وعليه اتباع تعليمات الطبيب حرفياً بما يتعلق بالعلاج، وعدم اتباع كلام بعض الأصحاب أو الأقارب أو حتى الصيادلة في حال تعارضها مع كلام الطبيب، كذلك الالتزام بمواعيد المراجعات بعد العملية، وحفاظاً على عين المريض يتم إعطاؤه غطاء بلاستيكي للعيون يستخدمه خلال النوم في أول أسبوع بعد العملية حتى لا يقوم بفرك عينه دون إدراك منه.
النظارات الشمسية
هل لبس النظارات الشمسية ضروري بعد العملية ولماذا؟
بالنسبة للبس النظارات الشمسية فلها فائدتان:
أولاً:
أنها تقلل من وهج الشمس خصوصاً في البلاد التي يتصف جوها بالحرارة فتكون الشمس ساطعة.
ثانياً:
أنها تقلل من الأشعة فوق البنفسجية، لذا يقوم بعض الأطباء بنصح المريض بلبس نظارة شمسية بعد العملية، ولكن هذا يكون لمدة محدودة، لأن عمليات الليزك لا يحتاج المريض النظارة إلا في الساعات الأولى بعد العملية مباشرة إذا كانت في النهار، أما إذا أجريت للمريض عملية ليزر، وليس ليزك فإنه ينصح بلبس نظارة شمسية قاتمة اللون، وتكون ذات قدرة عالية على حجب الأشعة الفوق بنفسجية حتى تعطي المريض القدر الكافي من الراحة والسلامة.
الليزك والعدسات اللاصقة
وماذا عن العدسات اللاصقة وتفضيلها على عملية الليزك؟
إن لبس العدسات اللاصقة قد يحدث في العين مضاعفات تتجاوز في خطورتها كثيراً تلك التي يمكن أن تحدث نتيجة لعملية الليزك، كما أن الإنسان سوف يصبح بعد العملية كغيره من البشر الذين يعتمدون على النظارة أو العدسات التي إن فقدت أصبح الشخص شبه معاق لا يستطيع القيام بمهام حياته بسهولة ودون مساعدة من الآخرين.
الأطباء المشاركون
* الدكتور زكريا الفيصل
رئيس قسم جراحة العيون في مستشفى قوى الأمن سابقاً
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
* الدكتور محمد العمري
زمالة جامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد
التخصصي للعيون لطب وجراحة البو
التخصص الدقيق في جراحات الليزر والليزك
استشاري طب وجراحة العيون
الزمالة البريطانية في طب وجراحة العيون
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
|