*حوار - ماجد التويجري:
ان تحقق إنجازاً فهذا بحد ذاته نجاح كبير للعمل الذي تقوم به.. ولكن تحقيق إنجازين وفي زمن قياسي ووقت واحد يعد قمة النجاح.. وهذا ما تحقق للحكم السعودي الدولي ناصر بن راشد الحمدان الذي أكد في حديث له مع الجزيرة ان ترشيحه للتحكيم في كأس أمم آسيا بالصين وأولمبياد أثينا هذا العام يعد مفخرة له وشهادة اعتزاز ستكون خالدة للأبد هذا بالإضافة إلى مواضيع عديدة تخص التحكيم وشجونه فإلى هذا الحوار:
* في البداية نقدم لكم التهاني بمناسبة ترشيحكم للمشاركة في أولمبياد أثينا وكأس أمم آسيا في الصين؟
- أشكرك على هذه التهنئة وأتمنى ان أوفق في هاتين المهمتين وأن أقدم صورة مشرقة ومشرفة للحكم السعودي التزاماً وكفاءة وأداءً وبحول الله سأبذل كل ما أملك من امكانات ذهنية وبدنية حتى أقدم شيئا يليق بهذين المحفلين الآسيوي والعالمي.
* إنجازان في وقت واحد.. كيف تراهما؟
- لا أخفيك أنني سعدت سعادة كبيرة وتفاجأت في نفس الوقت.. أقولها بكل أمانة وقبل هذه الترشيحات الرسمية كنت أتمنى ان أكون في كأس آسيا وأذكر ان أخي وزميلي الحكم علي الطريفي أكد لي أنني من ضمن الحكام الذين سيقودون لقاءات كأس آسيا ولم أصدق 100% لأنه لم يصدر أي شيء رسمي أما الأولمبياد فإنني أذكر أن الأخ عبدالرحمن المعثم أجرى اتصالاً بي وقال لي بالحرف الواحد هناك بشرى سيزفها لك الاستاذ عمر الشقير, فحدثني الشقير وقال لي ألف مبروك فخطر ببالي إنه يقصد كأس آسيا وإذ أتفاجأ بأنه يقول بأن الفيفا أرسل (تلكس) يتضمن ترشيحك لأولمبياد أثينا.. وحقيقة لم أستوعب الخبر برهة وهنأني وأكد لي أنهم سيقفون معي قلباً وقالباً.. والحمد لله على كل حال ولكل مجتهد نصيب وأنا بحرصي وأدائي داخل الملعب وحفاظي على اللياقة كل هذا كان عاملاً في ترشيحي بعد توفيق الله أولاً.
* وهل ستعيد النجاح الذي حققته في كأس العالم للشباب في الأرجنتين عام 2001م؟
- كأس العالم في الأرجنتين مازلت أتذكر أيامها الجميلة لأنها نافذة أطللت من خلالها على العالمية وعموماً كأس العالم وحتى لو كان لفئة الشباب له رونق خاص بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأتمنى ان أوفق في المحفلين القادمين وأحقق النجاح المأمول.. وانتظر الدعاء من الجميع.
* بعد الانجازات المتوالية.. البعض يؤكد أنك أفضل الموجودين حالياً في الساحة التحكيمية؟
- أشكرك على المجاملة والحكام في المملكة فيهم الخير والبركة ومستوياتهم عالية جداً وأنا من ضمن هذه الفئة التي هدفها خدمة الرياضة السعودية.
* كحكم سعودي له باع طويل في مجال التحكيم.. برأيك ما سبب (الفجوة) بين الحكام ومسؤولي الأندية؟
- الفجوة غير موجودة لكنها بكل أسف اختلقت من جانب رؤساء الأندية.. نحن أبناء بلد واحد هدفنا واحد وهو خدمة الرياضة السعودية والرفع من شأنها.
البعض مع احترامي الشديد من منسوبي الأندية اختلقوا أقاويل ضد الحكام.. فلو لاحظت ان الحكام في المملكة يديرون اللقاءات بأقل الأخطاء وهذا واقع ونحن ننطلق من القاعدة التي تؤكد ان الحكم الجيد هو الأقل أخطاءً ولايمكن لحكم كرة قدم أن يدير مباراة بدون أخطاء.. فإذا كان المدرب يخطئ واللاعب أيضاً فمن باب أولى الحكم لأن كرة القدم أخطاء فأنا أتساءل لماذا التركيز على أخطاء الحكم؟؟
فكلي أمل أن ترتقي عقلية رؤساء ومنسوبي الأندية إلى المفهوم الحضاري لمعنى كرة القدم ومنافساتها.
كما ان هناك نقطة مهمة أحب توضيحها وهي أن الإعلام يساير منسوبي الأندية في تركيزهم على أخطاء الحكم.
* الاتحاد السعودي استعان هذا الموسم بالحكم الأجنبي كيف ترى هذه الخطوة؟
- بلاشك خطوة أكثر من جيدة والفائدة منها ممتازة, فنحن كحكام نأخذ الايجابيات ونتلافى السلبيات.. وعموماً الحكم مهما كان فهو بشر يصيب ويخطئ والحكام في العالم أجمع يديرون القانون من 17 مادة أي ان القانون واحد.
وأحب أن أوضح ان تواجد الحكم الأجنبي هو برغبة من القيادة الرياضية وما دامت الرغبة موجودة منا أهلاً وسهلاً لأننا نحترم القيادة وعلى رأسها أمير الرياضة والشباب وسمو نائبه وهذا بتصوري رأي جميع زملائي الحكام.
* بكل أمانة.. كيف ترى عمل لجنة الحكام الرئيسة بقيادة الاستاذ عمر الشقير؟
- عمل مضنٍ وجهد جبار, وما تتعرض له اللجنة كما يتعرض له الحكم بالضبط.. فالحكم واللجنة عنصر واحد.. وأنا حقيقة أكبر في الاستاذ عمر الشقير والاستاذ عبدالله الناصر وعبدالرحمن المعثم وجميع الاعضاء ما يقومون به, وأقولها بكل أمانة: هناك سلبيات وايجابيات.. لماذا؟ لأن هناك عملاً إذاً لابد ان يكون هناك أخطاء فاللجنة تسير وفق تخطيط مدروس وهي مشكورة على كل عمل وشهادتي بها مجروحة.
* من وجهة نظرك ماهو الفرق بين عمل اللجنة الحالية واللجان السابقة؟
- من الصعب ان أقيم عمل كل لجنة لأن الجميع يعمل وكلٌّ له سلبياته وايجابياته والأفضل أقل أخطاءً. وعموماً جميع اللجان كلفوا من قبل القيادة الرياضية وهم يعملون ويخدمون وطنهم من خلال هذا المجال.
* كحكم وطني.. ماهي مطالبك تجاه لجنة تطوير الحكام؟
- أولاً اللجنة تسعى بكل اقتدار لبذل الجهد لتطوير الحكام وهي بقيادة رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل عملها وجهدها ملموس من خلال تقديم المحاضرات واعتماد البرامج التي تطلبها اللجنة وحسب ما سمعت من الشقير والناصر بأنهم لم يطلبوا أي شيء من القيادة الرياضية إلا وينفذ بقدر المستطاع.. وشخصياً إذا كان هناك من مطلب فقد يكون مطلبا متواضعا وهو ما يتعلق بمخصصات الحكام وأنا أتصور أنها قليلة ونحن ليس الهدف المادة ولكن إذا نظرنا مقارنة بالدول المجاورة فستجد أننا الأقل.. وعموماً هي تحفيز للحكم والتحكيم بشكل عام.
* برنامج (صافرة) بين مؤيد ومعارض.. كيف تراه؟؟
- في بدايات البرنامج كنت من المعارضين ولكن بعد تريث ونجاح البرنامج وعرضه لعدد من أخطاء الحكام اكتشفت مدى فائدته.. وأنا أستغرب الحملة التي تحاك ضده رغم أن ايجابياته اكثر من سلبياته وأقولها بالفم المليان: البرنامج ناجح وأتمنى استمراره وللاخوة القائمين عليه أتمنى ألا ينظروا لجميع ما يقال ضدهم لأن النجاح لابد له من أعداء.
* أفضل حكم صاعد؟
- من الصعب أن أحدد اسماً بعينه ولكن هناك حكام من مختلف المناطق القصيم, الرياض, الدمام, جدة, حائل فيهم الخير والبركة وهم قادمون للنجومية... ولكن الشيء الذي أحب أن أوضحه هو أن التحكيم بخير لأن هناك جيلا جديدا سيكون له شأن في التحكيم السعودي والعربي.
* مباراة تعتز بتحكيمها؟
- جميع اللقاءات التي يشرفها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لأن هذا فخر لكل مواطن وأعتقد ان نهائي الدوري عام 1416هـ بين الهلال والأهلي في جدة وكذلك نهائي كأس ولي العهد عام 1417هـ بين الاتحاد والطائي ونهائي كأس ولي العهد بين الاتحاد والاتفاق عام 1421هـ وكذلك هناك مباراة خالدة في ذهني وهي نهائي بطولة الأندية العربية لأبطال الكؤوس عام 1998م بين الجيش السوري ومولودية وهران الجزائري بالاضافة إلى مباراة الأرجنتين وجمايكا في كأس العالم للشباب فهما الافضل في تاريخ الحمدان واللتان أعتز بهما كثيراً.
موقف ظريف؟
- المواقف كثيرة ولكنني أتذكر خلال لقاء الشباب والنجمة في عنيزة قبل عدة مواسم انني فقدت البطاقات الملونة حيث انني عندما هممت أن أرفع البطاقة لأحد اللاعبين فوجئت بعدم تواجدها معي مما حدا بي إلى الاستعانة بأخي وعزيزي لاعب الشباب السابق عبدالعزيز الرزقان للبحث معي عن البطاقات والحمد لله وجدتها.
* ما رأيك بالأسماء التالية:
- عبدالرحمن الزيد: استاذ من أساتذة التحكيم في المملكة.
- عبدالله الناصر: من الحكام الذين كنا نتابعهم في السابق حيث كان قدوة لنا ونتمنى ان نصل لمستواهم.
- عمر المهنا: أستاذ آخر ومن أفضل الحكام السعوديين.
- علي المطلق: حكم ممتاز وأتمنى له مستقبلا مشرقا.
- عبدالرحمن الجروان: حكم صاعد وأتمنى ان يستمر على تألقه.
- ابراهيم الدباسي: صديق وأخ وزميل وارتفع مستواه بعد الشارة الدولية.
* كلمة أخيرة؟
- أولاً أشكرك يا أخ ماجد.. وأشكر جريدة الجزيرة على إتاحتها الفرصة لي وأتمنى ألا أكون أثقلت على القراء وأقول إنني بإذن الله سأكون خير سفير لبلدي سواءً في كأس أمم آسيا التي ستقام في الصين أو في أولمبياد أثينا. وأتمنى التوفيق والدعاء.
مقتطفات من اللقاء:
- الجزيرة قدمت هدية تذكارية للحمدان نظير النجاحات المتوالية التي قدمها.
- الحكم الحمدان موظف ولديه من الأبناء اربعة.
- كشف لنا ان عدد المباريات الدولية التي قادها تقارب 28 مباراة وتاريخ حصوله على الشارة الدولية 1-1-1996م في بيروت.
- بداية الحمدان التحكيمية كانت عام 1984م - 1404هـ.
|