المؤلف وحقوقه
فهد الحوشاني

وقف المؤلفون بجميع أصنافهم ونشاطاتهم وقفة احترام وتقدير لوزارة الثقافة والإعلام على اهتمامها بحماية حقوقهم حيث تردد مصطلح المؤلف كثيراً في جنبات مسرح مركز الملك فهد الثقافي وذلك خلال الندوة السنوية الثانية التي عقدتها إدارة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة والإعلام ، وكانت المحاضرات التي ألقاها المختصون تتركز حول هذا الموضوع بما في ذلك المحاضرة القيمة التي ألقاها مدير عام إدارة حقوق المؤلف الأستاذ عبيدالله العبيدالله موضحاً النظام الجديد لحماية حقوق المؤلف الذي يعتبر أحد أهم إنجازات الوزارة. وجميل أن يُوضع نظام لحماية الملكية الفكرية من خلال جهة رسمية ومتخصصة تحمي حقوق المؤلفين بكل أصنافهم التي تطرق لها النظام الجديد. إلا أنني سوف أتناول موضوعاً لا يتعلق بإدارة حقوق المؤلف ودورها المهم سواء التنظيمي أو الرقابي ولكنه يخص المؤلفين للكتب والمسرحيات والقصص والشعر والروايات وعلاقتهم بوزارة الثقافة والإعلام لأن الحقوق من وجهة نظري لا تقتصر فقط على الحماية وإنما تتعداها إلى الرعاية أيضاً فوزارة الثقافة الآن معنية بالإنتاج والإبداع الثقافي كجهة تختص بالثقافة ونشرها.
والوزارة مشكورة تقوم برعاية جيدة من خلال شراء نسخ من بعض المؤلفين الذين يتقدمون إليها إلا أن ذلك على أهميته قد لا يتحقق لكل المؤلفين ومن الصعب عملياً أن يتم لهم جميعاً، لذلك فإيجاد السبل التي تحقق انتشار المؤلفات بشتى أنواعها يقع في دائرة مسئولية الوزارة ومن ذلك إنشاء جائزة تحمل اسم وزارة الثقافة تهدف إلى تشجيع المؤلفين وإبراز إنتاجهم وحثهم على المنافسة وتسليط الأضواء على أعمالهم والمؤلفون سيسعدهم أن تضعهم الوزارة في دائرة الضوء فمن غير وزارتهم يمكن لها أن تتحمل رعاية حقوقهم وترعى إنتاجهم وتعمل على ترويجه ونشره داخلياً وخارجياً لأنه في النهاية يعتبر إثراءً للإبداع السعودي. إن الدولة عندما قامت بتطبيق نظام حقوق المؤلف وتوقيعها على المعاهدات الدولية في هذا المجال هي بالتأكيد تهدف إلى حفظ حقوق المؤلف داخلياً وخارجياً وكذلك تريد أن يطمئن صاحب دار النشر والمؤلف بأنه يحظى بالحماية من الناسخين والمزورين والسارقين إلا أن البداية تكون قبل ذلك بالتوجه إلى المؤلف السعودي وتحفيزه على الإبداع والتميز وذلك بتكوين جائزة للإبداع الأدبي أسوة بغيره من المؤلفين العرب الذي دفعتهم مثل هذه الجوائز للتنافس للحصول عليها لتكون نقطة مهمة في مسيرتهم الثقافية وان لم تكن غاية بحد ذاتها فهي على الأقل تجمعهم في احتفال سنوي وتسلط الأضواء على جانب مهم من الإبداع الذي مازال هناك فرص كثيرة لتطويره ولعل أقرب تلك الفرص وأيسرها وأكثرها تأثيراً هي جائزة وزارة الثقافة والإعلام للإبداع الثقافي.