مَن ينقذ مَن؟!
علي عبد الله / كاتب صحفي أردني

تقرير منظمة حقوق الإنسان حول الانتهاكات التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق وفي إطار حربها على الإرهاب، قوبل هذا التقرير مع تحذيرات من الجانب الأمريكي تفيد باحتمال وقوع هجمات إرهابية ساحتها الولايات المتحدة الأمريكية.
الانتخابات الأمريكية على الأبوب، وفضيحة أبوغريب تتكشف كل يوم عن جديد، وبساطير قتلى الجنود الأمريكيين في العراق تتنقل كل يوم من مكان في أرجاء أمريكا، ويرافق ذلك كله ضغط إعلامي وانتقادات لاذعة لحكومة بوش وامتعاض واشئمزاز في الشارع الأمريكي تجاه السياسة الخارجية التي تنتهجها، بل ويصر الرئيس بوش على أنها خيار استراتيجي.
الأمريكيون عاطفيون ومسالمون يعشقون الحياة ويتشبثون بحبالها حتى الرمق الأخير، ولا بد من إعادتهم إلى الدوران في الحلقة من جديد، وهذا لن يتأتي إلا بتذكيرهم بالإرهاب، حيث يتجمد الدم في عروقهم حين سماع هذه الكلمة.
عندها ستكون حاوية النفايات مكاناً للبساطير، وستكتم أنفاس الشرفاء من الإعلاميين وستكون السياسة الخارجية محل ترحيب، وبالتالي لا بد من الالتفاف حول المنقذ!
ذكرتني سياسة بوش مع الأمريكيين بما كان يحصل لي مع جدتي، حين أبدي بعض الشقاوة إبان طفولتي، كانت - رحمها الله - تهددني في (أبورجل مسلوخة) عندها يتجمد الدم في عروقي وأكف حتى عن ممارسة حقوقي كطفل.. اللعب!.