نوافذ
الأمسية
أميمة الخميس

في جو ثقافي متهم بالشحوب وعدم الفاعلية، أعتقد بأن مكتبة الملك عبدالعزيز تتبنى مشروعاً ثقافياً جاداً وملتزماً، وأهم من هذا كله يمتلك النفس الطويل، لأن غالبية المشاريع الثقافية لدينا تبدأ بحماس وقوة ولكن سرعان ما تستسلم للمعوقات وعوامل الإهمال واللامبالاة التي يكرسها المجتمع تجاه هذا النوع من الأنشطة والفاعليات الثقافية.
ومن هذه الأنشطة مشروع جميل اسمه ( كتاب الشهر) تتبناه المكتبة النسائية ( فرع المربع) حيث يتم في بداية كل عام توزيع استبيان على المهتمات بهدف اختيار قائمة من الكتب لمناقشتها بصورة شهرية طوال العام، والكتب التي تحظى بإجماع الأغلبية تدرج على القائمة ومن ثم يتم مناقشتها.
ولقد حظيت بالمشاركة في هذا الملتقى عندما تمت مناقشة أحد نصوصي الأدبية في مجموعتي القصصية الأخيرة ( الترياق).
ودوماً أكون على حذر عندما أعرض قصصي على المنبر وأحاول أن أتنصل من هذه المواجهة الصعبة، لأن الراوية الشفهي التقليدي كان يملك التسلسل السردي الذي هو عبارة عن خيوط خفية سحرية تشد أذهان المستمعين وقلوبهم، لكن القصة الحديثة بتقنياتها قطعت خيط السرد واستبدلته بالحوار أو تيار الوعي، أو الفلاش باك، وما هنالك من تقنيات سردية من الممكن أن تتبدد فوق المنبر وتتفتت وتقلص من متعة التركيز والمتابعة، لذا اخترت أهون الشرين، فاخترت نصاً مسرحياً من المجموعة تحت عنوان ( البيضة والحجر)، واستبدلت غياب العنصر الدرامي في المسرحية الذي من الممكن أن يشد المتابعين.. بالعنصر التقني، فكنت من خلال عرض عبر الحاسب الآلي أحاول أن أغطي غياب المسرح الدرامي المتكامل.
التجربة كانت شبه بدائية لكن استطاعت أن ترمم بعض الثغرات.
شكراً لمكتبة الملك عبدالعزيز (فرع المربع) على هذه الفرصة، وشكراً للقائمين على المشروع حرصهم ومتابعتهم، والأهم من هذا كله، يحمد لهم حماسهم الدائم الذي لايذبل ولا يفتر في ظل أجواء ثقافية رملية وقاتمة.