أيام قليلةٌ وينفضُّ الجميع...
وتكتظُّ المنافذ...
والنَّاس تمضي في مسيرة الحياة، وفي مسيرتها في الحياة بطريقة آلية وكأنَّ كلَّ أمرئ يقول: نفسي نفسي، وإن جار الزَّمان عزيزة:
وقتي وقتي وإن ضاق الزَّمان فليس لي...
وتخلو الديار...
والنَّاس تتراكض في كلِّ الظروف وكأنَّ شيئاً لم يكن!
كأنَّ الزّمان هو الزّمان، والأحداث ليس لها اعتبار لدى البشر...
متى يُربَّى في الإنسان الإحساس بالوطن، بالواجب، بالانتماء، بالتَّحرّك وفق ما تمليه الظّروف العامة للمجتمع، متى يحسّ الإنسان أن قرشاً يملكه هو ليس له فقط، فحق عليه مراعاة واقع مجتمعه، متى يشعر الإنسان أنَّه ليس زمن التّرف والبذخ والإسراف المادي والوجداني في غير حاجة، وفي شيء من الحكمة؟
متى يشعر المرء بأنَّ عليه واجباً كي لا يبدِّد ما لديه حتى في مشاعره فأيام يحتاج فيها لأن يوفّر من إحساسه، من فكره، من مواقفه بمثل ما يحتاج لأن يوفّر من ماله...
متى يلتفت النَّاس، فيجدون أنَّ فسحة فوق شواطئ، أو في منتجعات أو في عرض البحور وعلى أطراف الجُّزر، أو في الملاهي والأسواق والمسارح لا يعادلها الإحساس بالأمان والاستقرار ويكون البديل لها الفسح فوق جبال السوداء أو الشفا أو في المزارع والملاهي الداخلية، فلفحة من سموم هبوب صيف البلاد أحنُّ وأرقُّ من تلك تحت نظرات الإحساس بأنَّ لا قيمة للوطن في نفوس النَّاس...
ربّما لا يجد أحد فيما أقول يناسب مزاجه... ولكن في ضوء تساقط الدُّور فوق رؤوس المسلمين أطفالاً وشيوخاً، وحاجتهم للقمة، ولمؤازرة ولدواء، ولقطرة ماء، وفي كل حالات البشرية الخانقة كيف يحلو الرَّفاه؟!
|