* الخرج - عزيزة القعيضب:
ملامح الطفولة تحط رحلها على وجه الطفلة نورة ذات الـ13 عاماً، لكن سمنتها المفرطة حرمتها من متعة الإحساس بالطفولة، بل إنها أصبحت تشعر بتناقض عجيب في تعامل المحيطين، فسنها الصغير لا يسمح لها باللعب مع أقرانها، أو ممارسة حقها الطفولي لضخامة جسمها، بل هي من نفسها أصبحت تفضل الانغلاق على نفسها، وممارسة التلصص بالنظر عن بُعد فتشاهد الأطفال وهم يلعبون ويطلقون العنان لضحكاتهم، بينما هي تقبع في إحدى زوايا المكان وتقلّب نظرها فيما حولها من مواقف، وتكتفي بحديث نفسها الصامت الذي يخاطب بأسى قدمها اليسرى التي تقوست بعد إجراء عملية لها لم تحتمل زيادة وزنها فأصبحت من الذين اختاروا رفيقاً لهم لا يمل منهم، ولا يقوى مغادرتهم لتظل (الحقيبة) أفضل صديقة لها لا تفارقها حتى في زياراتها العائلية، لأن فيها ما قررت نورة ملازمته لها (دفتر صغير وقلم ومصحف صغير) تقرأ فيه من وقت لآخر.
نورة مزيج من صفاء القلب والطموح وانتظار الغد القادم، فهي حقاً مبدعة في مادة التعبير بشهادة معلماتها وجميع من حولها تطمح لأن تلتحق بالعمل الصحفي الذي سألتني عنه، وكيف تصبح صحفية وعن طريقة الكتابة الصحفية ولكنها دائماً تردد: (لا أستطيع فوزني يحرمني من كل شيء)!
تقول عنها والدتها: في كل فصل دراسي تكون نورة هي الأولى على صفها وكثيراً ما تحصل على شهادات التقدير وجوائز التميز، وتساعدني في أعمال المنزل، وتفضل كثيراً مداعبة الأطفال والقيام بشؤونهم مع أن هذا -المشي- يرهقها كثيراً وعلاوة على هذا (إدمانها) للقراءة لأي شيء يقع في يدها حتى الصحف تطلبها من والدها منذ أن كان عمرها 8 سنوات.
تقول نورة أتمنى أن أعيش ما تبقى من طفولتي كما يعيش غيري من الأطفال فالتقرير الطبي بيّن أن وزن الطفلة في زيادة مستمرة، حيث كان آخر تقرير لها يشير إلى أن وزنها قبل عامين تقريباً (115) كيلو، بينما الآن أصبح وزنها 146 كيلو.
المؤلم في الأمر والمحزن في نفس الوقت أن نورة حين رغبت أن تقدم للجزيرة الوزن (المنزلي) لها -والذي يكفي فقط لـ 130 كيلو- لم يتحملها الميزان العادي مما أدى لتلفه مع أنها أخذت الوزن تحت إشراف طبي الذي أشار إلى أن وزنها 146 ويزيد قليلاً مما أصابها بخيبة أمل فتحجرت الدموع في عينيها واستسلمت للصمت.
|