* الرياض - الجزيرة:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة، تنظم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف - بمشيئة الله تعالى - في المدة من 27 - 29- 4-1425هـ الملتقى الأول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، تحت شعار (نحو عمل مؤسسي متميز) وذلك في فندق المسرة انتركونتيننتال بالطائف.
وعبّر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - في تصريح له بهذه المناسبة - عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز على رعايته لهذا الملتقى الأول من نوعه الذي تنظمه الوزارة.
وقال معاليه: إن هذه الرعاية امتداد لرعاية وعناية ولاة الأمر المتواصلة لمختلف الأعمال والبرامج التي تنفذها وتشرف عليها الوزارة في داخل المملكة وخارجها، وخاصة ما يخص كتاب الله الكريم وحفظته، ومن أعظم مظاهر تلك العناية إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وإنشاء المدارس والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ودعمها مادياً ومعنوياً، وإقامة المسابقات القرآنية التي تشحذ همم الطلبة من الناشئة والشباب بنين وبنات للتعاهد والتدبر والعمل، بما جاء في كتابه العزيز.
واعتبر معالي الوزير آل الشيخ هذا الملتقى من الخطط والبرامج التي تنفذها الوزارة للتدارس في كل ما من شأنه خدمة كتاب الله، ورعاية أهله، وتكريم حفظته من البنين والبنات، وإحداث نقلة نوعية في أداء الجمعيات، وتطوير أعمالها بما يعينها على النهوض بمسؤولياتها والرقي بخدمتها، وتوسيع رقعتها، وآثارها المباركة.
وأعرب معاليه عن ثقته في أن الملتقى سيكون - بإذن الله - فرصة لإنجاز عمل مقنن وأكثر تخصصاً في عرض الموضوعات التي تهم الجمعيات في جميع أعمالها ومناشطها، كما سيكون - إن شاء الله - خطوة في بناء عمل مؤسسي قوي وراسخ ومتين للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم يخدم كتاب الله تعالى، ويستغل جميع الطاقات والإمكانات المتاحة لهذا الهدف الأسمى والغاية العظمى.
وأبرز معالي الوزير آل الشيخ أن أهداف الملتقى تتمثل في ضبط الحلقات وأعمالها، وضوابط لاختيار المشرفين على الحلقات القرآنية والمعلمين، ولوائح التدقيق المحاسبي للجمعيات، وتفعيل الدور الإعلامي للجمعيات لرد الشبهات المثارة حولها، بالإضافة إلى تحقيق التكامل المؤسسي بين الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وطرح الدراسات والمهارات التي تساعد في تفعيل العمل المؤسسي، ومتابعة آخر المستجدات التربوية والإدارية التي تعين الجمعيات على تحقيق أهدافها.
وتناول معاليه - في سياق تصريحه - فضل القرآن الكريم وأثره على الفرد المسلم بوجه خاص، والمجتمع المسلم بوجه عام، قائلاً: ان القرآن الكريم يؤدب قارئيه وحفظته من البنين والبنات بالآداب الحسنة، والأخلاق الفاضلة، والصفات الحميدة، وينمي فيهم روح الوسطية والاعتدال بالأقوال والأعمال، ويبعدهم عن مزالق الانحراف والتطرف، ويرسخ فيهم المنهج الوسط البعيد عن الإفراط، والتفريط.
واستطرد معاليه قائلاً: إن القرآن الكريم يدعو لكل خير، وينهى عن كل شر، ويهدي إلى المجد، والسؤدد، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}، وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، ويدعو إلى الوسطية بعيداً عن الغلو والجفاء، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وجاء رحمة للناس كافة، ليخرجهم من ظلمة الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، ويدعو إلى وحدة الصف، واجتماع الكلمة، والبعد عن مثيرات الفتن، وأسباب الفرقة، والنزاع، مبرزاً معاليه ان قيام الأمة بهذه الأمور من أعظم مقومات عزها، وقوتها، ونصرها، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
وأكد معاليه ان هذا القرآن ضد الإرهاب والغلو بجميع أنواعه، وهو الذي يقر حقوق الإنسان الحقيقية، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
وشدد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على أن القرآن العظيم يحمل هذه الأمة على أن تكون أمة عدل في كلماتها، وفي أعمالها، وأن يكون حملة القرآن من أهل العلم، والعلماء، والدعاة، والقضاة، والخطباء، وأئمة المساجد، وحفظة القرآن والمنتمين لجمعيات تحفيظ القرآن، وأن يحملوا مشعل النور بهذا القرآن في وجه أي فئة ضالة تتخذ التكفير أو التفجير شعاراً ودثاراً لها، واستهداف الإسلام والمسلمين بسوء.
وأهاب معاليه بأولياء الأمور بتوجيه أبنائهم للانضمام إلى حلق تحفيظ القرآن الكريم في المساجد وفصول تحفيظ القرآن الكريم للنساء في الدور النسائية، كما حث المحسنين وأهل الخير على بذل المزيد من الدعم والعطاء لهذه الجمعيات، مذكراً الجميع بقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وعبّر معالي الشيخ صالح آل الشيخ - في ختام تصريحه - عن أمله في أن يحقق الملتقى أهدافه وغاياته، المأمولة، سائلاً الله تعالى أن يجزي كل من أسهم في إنجاز هذا العمل الخير الطيب الذي يبتغي فائدة حفظة كتاب الله تعالى والعناية بهم، إنه جواد كريم.
الجدير بالذكر ان الملتقى سيناقش - بإذن الله تعالى - ثمانية محاور رئيسية، منها التعليمية، وهي مجموعة من أوراق العمل تُعنى بالعملية التعليمية لكتاب الله تعالى في الحلقات والمراكز، وغيرها، حيث جاء المحور الأول بعنوان: (تعليم القرآن الكريم بين الحاضر والواقع المأمول)، ويبحث أوراق العمل التالية:(أساليب تعليم القرآن الكريم القائمة)، و(دراسة ميدانية تحليلية) وأساليب جديدة لتعليم القرآن الكريم، أما المحور الثاني، فعنوانه:(معلم القرآن ووسائل الارتقاء به، ويبحث أوراق العمل التالية:(طرق تقويم وتحسين مستوى معلمي القرآن الكريم)، و(التدريب المستمر لمعلمي القرآن الكريم وأثره في تحسين مستواهم).
وبالنسبة للمحور الثالث، وهو عبارة عن مجموعة من أوراق العمل الخاصة بالبرامج التربوية المساندة لتعليم كتاب الله، وتهدف إلى تهذيب الطلاب وإصلاحهم، وعنوانه: (الجمعيات ودورها في إصلاح وتهذيب سلوك الطلاب)، وتناقش ورقتي العمل:(أثر البرامج التربوية على تهذيب سلوك الطلاب)، و(تجارب عملية في إصلاح وتهذيب سلوك الطلاب).
أما المحوران: الرابع والخامس، فيتعلقان بالأمور المالية: وهما عبارة عن مجموعة من أوراق العمل المقدمة بشأن رفع العائد المادي للجمعيات، ووضع سبل حديثة لذلك، حيث يبحث المحور الرابع، الذي جاء عنوانه: (رؤية جديدة نحو زيادة موارد الجمعيات) ورقتي العمل: الأولى: الاستثمارات ودورها في تنمية موارد الجمعيات، والثانية الأوقاف الخيرية - داعم أساسي لموارد الجمعيات، أما المحور الخامس فعنوانه: (الموارد والتبرعات - مشكلات وحلول) فهو عبارة عن مجموعات حلقات نقاش.
وتختص المحاور السادس، والسابع، والثامن بالجانب الإداري والتنفيذي، وهو عبارة عن مجموعة من أوراق العمل المتخصصة في التنمية الإدارية للجمعيات، ووسائل الرقي بها إدارياً وتنفيذياً، حيث المحور السادس عنوانه: (العمل المؤسسي.. أهدافه، وأساليب تحقيقه، ومهاراته)، ويبحث ثلاث أوراق عمل، هي: مقومات العمل المؤسسي، والتخطيط الاستراتيجي واهميته في بناء العمل المؤسسي، وكيف نبني عملاً مؤسسياً في الجمعيات الخيرية، أما المحور السابع فعنوانه: (تطبيقات الجودة في عمل الجمعيات)، ويبحث ورقتي عمل هما: مفهوم الجودة الشاملة، وتطبيقات الجودة على عمل الجمعيات، وبالنسبة للمحور الثامن وعنوانه: (التدريب وأهميته على جميع المستويات)، فيبحث ورقة العمل التي عنوانها: (أهمية التدريب في العمل المؤسسي).
الجدير بالذكر أنه تم توجيه الدعوات لـ(100) شخصية من رؤساء الجمعيات، وأعضاء مجالس الإدارات، والمديرين التنفيذيين في الجمعيات، من كافة المناطق والمحافظات بالمملكة، للمشاركة في فعاليات الملتقى الذي سيحضره - إن شاء الله تعالى - عدد من أصحاب المعالي والفضيلة وبعض الشخصيات الاجتماعية، والاعتبارية، والخيرية من مختلف مناطق المملكة، ومدنها ومحافظاتها للمشاركة في فعاليات هذا الملتقى.
|