التركيز على استقطاب العون الدولي لإعمار وتنمية الجنوب
السودان ينجز اتفاق السَّلام الإطاري والتوقيع على الاتفاق النهائي أول أغسطس

* نيروبي - الخرطوم - الوكالات:
وقع نائب الرئيس السوداني على عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق في نيروبي العاصمة الكينية أمس السبت اتفاقية السلام السودانية الإطارية.. وتضمنت الاتفاقية ستة بروتوكولات تم الاتفاق بشأنها خلال 23 شهراً من التفاوض تحت رعاية منظمة التنمية الحكومية الإفريقية (إيقاد).
وتشمل البروتوكولات على بروتوكول مشاكوس الاطاري والذي ينص على إعطاء أبناء الجنوب حق تقرير المصير بعد ست سنوات انتقاليه تلي التوقيع النهائي وبروتوكول الترتيبات الأمنية والعسكرية والذي ينص على وجود جيشين للحكومة والحركة في الجنوب ووحدات رمزيه لجيش الحركة بالشمال وبروتوكول قسمة الثروة والذي ينص على اقتسام عائدات النفط في الجنوب مناصفة بين الطرفين وبروتوكولات قسمة السلطه والمناطق الثلاث المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وهي آخر البروتوكولات الموقعة التي تشكل الاتفاق النهائي.. وجرى التوقيع تحت حضور دولي مرموق على رأسه الرئيس الكيني ووزراء خارجية دول الإيقاد التي رعت هذه المفاوضات، كما حضر التوقيع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر.
وقد أكدت الحكومة السودانية أن التوقيع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في العاصمة الكينية نيروبي على الاتفاق الاطاري الذي يحوي بروتوكولات السلام الستة يستهدف جذب انظارالعالم واستقطاب العون لإعمار وتنمية جنوب البلاد.
وصرح عضو الوفد الحكومي الى مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية الدكتور أمين حسن عمر بأن الطرفين سيبحثان بدءاً من يوم 22 يونيو الجاري وضع ملحقين لبروتوكولي الترتيبات الأمنية والعسكرية وقسمة السلطة يشكلان مع البروتوكولات الستة اتفاق السلام النهائي الذي سيوقع نهاية شهر يوليو أو بداية شهر أغسطس المقبلين.
هذا وقد أعلنت المفوضية السامية للاجئين اكتمال خطتها لإعادة 150 ألف لاجيء سوداني بدول الجوار الى مناطقهم بجانب ترحيل80 ألف نازح سوداني وذلك خلال فترة 18 شهرا من التوقيع على اتفاقية السلام.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن مصدر بالمفوضية امس أن المفوضية بصدد فتح ثلاثة مكاتب قريبة بمدن ملكال وجوبا ورمبيك بجانب فتح 15 مكتباً بالجنوب للاشراف على عملية العودة الطوعية للاجئين والنازحين الى مناطقهم بالجنوب..
واضاف المصدر أن عملية التسجيل للعودة الطوعية قد بدأت تلقائياً بمعسكر كاكوما بكينيا عقب التوقيع على البروتوكولات الثلاثة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وفيما يتصل بالوضع في دارفور فقد قررت الحكومة السودانية تسهيل كافة الاجراءات الجمركية الخاصة بمواد الاغاثة والاجهزة والمعدات والعربات وفق البرامج المتفق عليها مع وزارة الشئون الانسانية وتسهيل اجراءات النقل للعاملين في مجال الاغاثة وللمساعدات الانسانية الى دارفور غربي السودان.
وقال بيان اصدرته وزارة الشئون الانسانية أمس ان الحكومة اتخذت عددا من الاجراءات اللازمة لتحسين الاوضاع الانسانية في دارفور من بينها الاستمرار في منح تأشيرات الدخول في السفارات خلال 48 ساعة والغاء أذونات تحرك المنظمات الى دارفور والاكتفاء بالاخطار فقط اضافة الى الاتفاق على تكوين لجنة فنية من جهات الاختصاص لتصديق اجهزة الاتصالات.
وبشأن دارفور ايضا وقعت الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي يوم الجمعة على اتفاقية مهمة بإنشاء وادارة لجنة وقف اطلاق النار في دارفور التي تشهد صراعا مسلحا غربى البلاد.. ووقع الاتفاقية عن الجانب السوداني السفير عبدالوهاب الصاوي مدير ادارة الاتحاد الافريقي بوزارة الخارجية فيما وقعها عن الاتحاد الافريقي السيد كي دولاي رئيس وفد لجنة مراقبة وقف اطلاق النار بالاتحاد.
واوضح السفير عبدالوهاب الصاوي في تصريحات صحفية ان الغرض من توقيع هذا الاتفاق هو تهيئة المناخ الملائم لحل القضية الانسانية في ولايات دارفور وايجاد حل سلمى عبر الحوار.. مشددا على رغبة الحكومة في أن تبدأ اللجنة اعمالها في اسرع فرصة.
واشار الصاوي الى ان الاتفاق حدد تنظيم الزي العسكري وحمل الاسلحة الخفيفة بالنسبة لغرف المراقبة ووسائل الاتصال وتسهيلات الدخول الى السودان والتنقل بحرية وكيفية التنسيق بين السلطات في الخرطوم وعمل لجنة مراقبة وقف اطلاق النار.
الى ذلك زعم مصدر مقرب من الوساطة التشادية في نجامينا لوكالة فرانس برس ان الطيران السوداني قصف يوم الجمعة السوق الاسبوعية في قرية ثابت في شمال دارفور وان القصف تبعه هجوم شنته ميليشيا قبائل الجنجاويد الموالية للخرطوم.