* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت يزعم فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، أنه عاقد العزم على تنفيذ خطة فك الارتباط أحادية الجانب، والتي تتضمن إخلاء المستوطنات اليهودية التسع عشرة الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في قطاع غزة، ومستوطنات عشوائية أخرى في الضفة الغربية، تقترح دائرة ما يسمى (أراضي إسرائيل) على الجنود الاسرائيليين المسّرحين العديد من الاغراءات بهدف تشجيعهم على الاستيطان في قطاع غزة وفي مدينة الخليل الفلسطينية.. المعطيات الاسرائيلية تظهر أن دائرة الأراضي في الدولة العبرية تعرض على الجنود الاسرائيليين الحصول على تخفيضات خيالية بهدف شراء واستئجار الأراضي (مقابل 10% فقط من قيمتها الحقيقية) في العديد من المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة وفي مدينة الخليل. وما يثير الغرابة أن الاغراءات التي قدمتها دائرة أراضي اسرائيل للجنود، شملت قائمة (مستوطنات غوش قطيف، نيتساريم، كفار داروم، وموراج)، في قطاع غزة، تلك المستوطنات التي يدعو شارون إلى إخلائها في أول مرحلة من المراحل الأربع، الخاصة بتطبيق خطة الانفصال المعدلة.. وحسب ما تشير إليه، أيضا، المصادر في اسرائيل، تشمل القائمة عدة مستوطنات في منطقة الخليل مثل:(مستوطنات معون، سويسا، كرميل، ويتير وغيرها)..
وفي تعقيب ل(دائرة أراضي إسرائيل) على هذه المقترحات، قالت: إن هذه هي تعليمات مكتب رئيس الحكومة، شارون، والتي ستضم ضمن أراضي النقب المناطق الواقعة بين أشلكون والخليل!! وبرغم هذه المقترحات، والاغراءات التي تقدمها دائرة (أراضي إسرائيل)، إلا أن معطيات نشرتها دائرة الإحصاءات المركزية في إسرائيل، أظهرت يوم الأربعاء، الموافق 2- 6- 2004 أن هناك ارتفاعا كبيرا في نسبة الشقق السكنية المعروضة للبيع في المستوطنات اليهودية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، في الربع الأول من العام الجاري 2004م، بأكثر من نسبة 100%.
وتشير المعطيات الاسرائيلية إلى أن (161 شقة سكنية)، قد عرضت للبيع في المستوطنات اليهودية في تلط الفترة ؛ مقارنة بـ(76 شقة سكنية) من الفترة نفسها في عام 2003م.
أوباش المستوطنين اليهود يحرقون مصادر رزق الأهالي الفلسطينيين!!
وفي موضوع ذي صلة بتعديات المستوطنين اليهود، يواصل رعاع المستوطنين في مدينة نابلس الفلسطينية اعتداءاتهم الإجرامية على سكان المدينة وقراها برعاية قوات الاحتلال، التي تقوم بمعاقبة الضحايا من المواطنين الفلسطينيين من خلال فرض حظر التجول عليهم، بدلا من أن تصد سوائب المستوطنين وتضع حدا لاعتداءاتهم..
شهود عيان، في المدينة، قالوا ل(الجزيرة): إن مجموعة من سوائب المستوطنين المسلحين الذين خرجوا من أوكارهم في مستوطنة (يتسهار) احرقوا، مؤخرا، مساحات واسعة من الأراضي الزراعية العائدة لأهالي قرية عصيرة القبلية.. وقد أتت النيران على محاصيل الفلسطينيين، وعلى كروم عنب في القرية ومحيطها.. وكانت قوات الاحتلال قد واصلت فرض حظر التجول على (قرية ياسوف)، جنوب مدينة نابلس بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بين الأهالي والمستوطنين، اثر قيام المستوطنين الأوباش بإحراق حقول القمح التابعة للأهالي هناك، ومحاولة إحراق مسجد القرية.. وكان سوائب المستوطنين المسلحين من مستوطنة (يتسهار اليهودية) الجاثمة على أراضي الفلسطينيين النابلسيين؛ قاموا بإضرام النار في محاصيل القمح والشعير وعدد كبير من أشجار الزيتون تحت سمع وبصر جنود وشرطة الاحتلال الذين لم يحركوا ساكنا، وذلك في بلدة حوارة وقرية عينبوس جنوب مدينة نابلس المحتلة..
وقال شهود عيان في المناطق المعتدى عليها، ل(الجزيرة): إن المستوطنين الأوباش، الذين خرجوا من أوكارهم في مستوطنة يتسهار، منعوا سيارات الدفاع المدني (الإطفاء) الفلسطينية من الوصول إلى الأراضي المحروقة؛ فيما قام عدد من المستوطنين برشق سيارات الإطفاء بالحجارة لإرغامها على العودة من حيث أتت..
وحسب الإفادات التي سجلتها (الجزيرة): قام مئات المواطنين الفلسطينيين من سكان بلدة حوارة وقرية عينبوس بالتوجه إلى أراضيهم، المشتعلة فيها النيران، وحاولوا إخماد ما يمكن إخماده؛ إلا أن النيران امتدت بشكل كبير بسبب الظروف الجوية الحارة، إلى مساحات شاسعة من الأراضي ملتهمة المزيد من أشجار الزيتون والمحاصيل الزراعية الموسمية، كما وصلت ألسنة النيران الى عدد من منازل المواطنين..
وأشار الأهالي، إلى أن أئمة المساجد وجهوا نداءات إلى المواطنين عبر مكبرات المساجد لمواجهة المستوطنين المعتدين، وما إن سمع المستوطنون الأوباش النداءات عبر مكبرات صوت المساجد، حتى فرّوا إلى أوكارهم كالجرذان داخل مستوطنة يتسهار الحصينة.
|