* جدة - خالد الفاضلي :
اختتم أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس اعمال اجتماع الدورة الحادية والتسعين للمجلس الوزاري لدول المجلس وذلك بقصر المؤتمرات في جدة.
وقد صدر عن الاجتماع بيان ختامي فيما يلي نصه..
عقد المجلس الوزاري دورته الحادية والتسعين يوم السبت 17ربيع الآخر 1425هـ الموافق 5 يونيو 2004م في مدينة جدة برئاسة معالي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح وزير الخارجية في دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري ومشاركة معالي عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
دان المجلس الوزاري العمليات الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية وآخرها ما وقع في مدينة الخبر وراح ضحيتها عدد من المدنيين الأبرياء واحتجاز وترويع الآمنين من المواطنين والمقيمين وأكد على وقوف وتضامن الدول الأعضاء إلى جانب المملكة العربية السعودية ودعمها وتأييدها المطلق لكافة الاجراءات التي تتخذها لمواجهة هذه الآفة وأشاد بقدرة وجاهزية الاجهزة الامنية في المملكة العربية السعودية تجاه الاعمال الاجرامية الآثمة التي قامت بها الفئة الضالة المنحرفة.
كما أكد المجلس الوزاري مجددا على ان مثل هذه الاعمال الاجرامية لا يقرها الدين الاسلامي الحنيف وهو منها براء مؤكدا نبذه لكافة مظاهر التطرف والعنف والارهاب بمختلف اشكاله وصوره وايا كان مصدره او دوافعه ومنطلقاته.
وفي هذا السياق رحب المجلس الوزاري بتوقيع اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول المجلس في اجتماعهم التشاوري الخامس الذي عقد في دولة الكويت بتاريخ 4 مايو 2004م على اتفاقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمكافحة الارهاب التي تأتي تعبيرا عن الموقف الثابت لدول المجلس من الارهاب وتعزز التعاون والتنسيق الامني المشترك لدول مجلس التعاون.
وفي مجال الشؤون الاقتصادية استعرض المجلس تطورات التعاون المشترك واطلع على ما توصلت اليه اللجان الوزارية حيث اطلع على محضر الاجتماع السابع للجنة الوزارية للنقل والمواصلات وما تضمنه بشأن قيام الدول الاعضاء بتنفيذ الوصلات اللازمة لاستكمال طرق الربط المزدوجة بين الدول الاعضاء.
كما اطلع على محضر الاجتماع الخامس والعشرين للجنة التعاون البترولي وما تضمنه بشأن الخطة المقترحة للجان المختصة لتفعيل وتطوير حوارها في مجال الطاقة مع المجموعات الاقتصادية العالمية والدول الرئيسية وآليات تنفيذ أهداف وسياسات الاستراتيجية البترولية لدول المجلس.
واطلع على محضر الاجتماع الثاني والعشرين للجنة التعاون الصناعي وما تضمنه من توصيات لتسهيل وتعزيز التبادل التجاري واجراءات لقياس مدى التقدم في تنفيذ الاستراتيجية الموحدة للتنمية الصناعية لدول المجلس.
واطلع على محضر الاجتماع المشترك بين لجنتي التعاون المالي والاقتصادي والتعاون الكهربائي بشأن مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس وبارك ما توصل اليه الاجتماع من اتفاق حول سرعة تنفيذ المشروع.
وفيما يتعلق بعلاقات دول المجلس الاقتصادية مع الدول والمجموعات الدولية الاخرى رحب المجلس الوزاري بتوقيع دول المجلس والجمهورية اللبنانية على اتفاقية اقامة منطقة التجارة الحرة بينهما وبنتائج جولة المفاوضات التي عقدت مع الجانب الاوروبي في مقر الامانة العامة يومي (1،2)يونيو 2004 م.
كما وافق على دخول دول المجلس في مفاوضات مع الجمهورية التركية لابرام اتفاقية اطارية للتعاون الاقتصادي تمهيدا للدخول في مفاوضات لاقامة منطقة تجارة حرة بينهما.
وفي مجال شؤون الإنسان والبيئة تابع المجلس الوزاري مسيرة العمل المشترك كما احاط المجلس الوزاري علما بنتائج وتقارير اللجان الوزارية المختصة.
وفي المجال العسكري اطلع المجلس الوزاري على سير التعاون في هذا المجال واحيط علما بما تم من خطوات واجراءات ودراسات تتعلق بمختلف جوانب التعاون والتنسيق العسكري خاصة ما يتعلق باستكمال التنظيمات الخاصة باتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون ومتابعة تطوير قوة درع الجزيرة وعبر المجلس عن ارتياحه لما تم من خطوات في هذا المجال. وفيما يتعلق باستمرار احتلال جمهورية ايران الاسلامية للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة اكد المجلس على مواقفه الثابتة والمعروفة والتي اكدت عليها كافة البيانات السابقة لدعم حق سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى وعلى المياه الاقليمية والاقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة.
كما عبر المجلس عن الاسف لعدم احراز الاتصالات مع جمهورية ايران الاسلامية حتى الآن اية نتائج من شأنها الاسهام الفعال في حل النزاع مما يسهم في امن واستقرار المنطقة آملين ان تؤدي الاتصالات الجارية الى النتائج الايجابية المرجوة.
كما اكد المجلس على الاستمرار بالنظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي الى اعادة حق دولة الامارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث.
وفي الاطار العربي اشاد المجالس بالنتائج الايجابية للقمة العربية السادسة عشرة التي عقدت مؤخرا في تونس مؤكدا على اهمية وثيقة العهد والوفاق والتضامن التي صادقت عليها القمة باعتبارها وثيقة لها دور مهم في خدمة قضايا الامة وتضع اساسا من الجدية والمصداقية للعمل العربي المشترك. ورحب المجلس الوزاري بتوقيع الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بروتوكولات نيفاشا متمنيا للشعب السوداني الشقيق الامن والاستقرار والرخاء واستعرض المجلس الوزاري تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والانتكاسات التي تشهدها عملية السلام حاليا وبعد تقييم شامل اكد المجلس على مايلي:
الالتزام بمبادرة السلام العربية المجمع عليها والتي تتضمن تصورا اكثر شمولية ووضوحا فيما يتعلق بالتسوية الشاملة لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط.
الدعوة الى تفعيل دور اللجنة الرباعية وقيام تعاون مؤسسي بين اللجنة الرباعية ولجنة مبادرة السلام العربية بهدف توحيد الجهود والتشاور من اجل احلال السلام العادل والدائم في المنطقة.
دعوة الادارة الامريكية بالزام الاطراف بالاستجابة لخارطة الطريق وعلى ان لا يكون هناك اجراءات احادية الجانب وانما باتفاق الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
دعوة الولايات المتحدة الامريكية واللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف عمليات الاغتيال والحصار والقمع وتدمير المساكن والممتلكات وابعاد الاسر الفلسطينية من اراضيها ورفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات والسماح له بالتنقل بحرية تامة.
إدانة ارهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية ومؤسساتها العسكرية في الاراضي الفلسطينية والاراضي العربية والتي تستهدف المدنيين ورموز القيادات السياسية الفلسطينية.
التمسك بعروبة القدس وعدم شرعية الاجراءات الاسرائيلية لضمها وتهويدها وتغيير طبيعتها وتركيبتها السكانية والجغرافية وادانة اقامة الحائط العازل الذي تشيده اسرائيل في الاراضي الفلسطينية.
ضرورة انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن جنوب لبنان ومن مرتفعات الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من يونيو-حزيران 1967م.
التعبير عن الأسف لقرار الولايات المتحدة الامريكية بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا والاشادة بالموقف السوري المتجاوب آملين ان تعيد الولايات المتحدة النظر في هذا القرار وانتهاج اسلوب الحوار الايجابي البناء لحل مختلف القضايا العالقة وبما يخدم المصالح المشتركة.
مطالبة إسرائيل والمجتمع الدولي بالعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من كافة اسلحة الدمار الشامل.
وفي الشأن العراقي استعرض المجلس الوزاري تطورات الأوضاع واستمرار غياب الأمن والأعمال الإرهابية التي تزيد الأمور تعقيداً وأكدوا على ما يلي :
تهنئة فخامة الرئيس الشيخ غازي عجيل الياور لتوليه رئاسة الجمهورية العراقية واختيار الدكتور إياد علاوي رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية المؤقتة وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة واعتبار ذلك خطوة مهمة في طريق نقل السيادة إلى العراقيين وتكوين لجنة الانتخابات المتوقع إجراؤها في مطلع العام القادم ويأمل المجلس الوزاري أن يتمكن الشعب العراقي الشقيق من التغلب على التحديات التي يواجهها وبناء عراق جديد ينعم بالاستقرار والرخاء والعيش بسلام مع جيرانه والعالم. وأكد على أهمية الدور المحوري للأمم المتحدة في تهيئة الظروف لنقل السيادة للشعب العراقي بحلول يوم 30 يونيو 2004م وبناء مؤسسات الدولة ومطالبة مجلس الأمن بالعمل على الحفاظ على وحدة العراق واستعادة سيادته واستقلاله في أقرب وقت ممكن مع التأكد من تمثيل كافة الفئات ومساواة المواطنين العراقيين جميعاً أمام القانون.
الإدانة والاستنكار للمعاملة اللا إنسانية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد السجناء العراقيين واعتبار ذلك انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة والمواثيق والأعراف الدولية.
إدانة العمليات الإرهابية التي تحدث في العراق.
إدانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي اقترفها النظام العراقي السابق أثناء احتلاله لدولة الكويت والتعبير مجدداً عن صادق التعازي لاسر الضحايا الذين جرى التعرف على رفاتهم وتقديره لجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الثلاثية الفرعية للبحث عن الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت والدول الأخرى الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً مطالباً جميع الأطراف بمواصلة عملها معاً لوضع حد للمسائل المعلقة المتصلة بهذه القضية الإنسانية وأكد على أهمية إعادة الممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني.
|