Saturday 5th June,200411573العددالسبت 17 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

13-5-1391هـ الموافق 6-7-1971م العدد 350 13-5-1391هـ الموافق 6-7-1971م العدد 350
تحقيقات (الجزيرة) الصحفية عن (مشروع الحرم الجامعي لكلية البترول والمعادن)
آية علمية شامخة يتجلى فيها الفن المعماري الحديث.. والهندسة الإسلامية الرفيعة

* كتب الزميل - عبدالله الغشري:
يومان رائعان..عاشتهما الصحافة.. مع احدى منجزات الفيصل الرائد.. يومان رائعان.. عايشت الصحافة بهما كلية البترول والمعادن.. فاطلعت على ما حققته الكلية من تقدم خلال السنوات الماضية من عمرها الطويل والحافل بالتوفيق والنجاح إن شاء الله.
يومان رائعان.. تسنى خلالهما للصحافة معرفة برامج الكلية، وتخطيطاتها للمستقبل.. تماماً كما تتسنى لها الالمام بماضيها المشرف وحاضرها المزدهر..
فكانت من فرص العمر للصحفيين.. أن يروا هذا الانجاز الكبير على هذا المستوى العظيم.. وليسجلوا بعد ذلك لصحفهم انطباعاتهم عن كل شيء رأوه بالعين ولمسوه باليد..
كانت بداية اللقاء بين الكلية والصحافة الدعوة التي وجهت للصحافة من الكلية ليحلوا ضيوفاً عليها خلال يومي الأحد والاثنين في 4-5 جمادى الأولى من عام 91هـ.. وليشاركوا في حضور الندوة الصحفية التي رأسها عميد الكلية الدكتور بكر عبدالله بن بكر يوم الاثنين الماضي.. وتحدث فيها عن مستقبل الكلية صرح بأنها ستتحول الى جامعة في الوقت القريب إن شاء الله.. وقد تقاطرت بعد كلمة الترحيب التي ألقاها الدكتور أسئلة الصحفيين.. فتناولت مواضيع شتى عن حاضر ومستقبل وماضي هذه الكلية.
وخلال اليومين الرائعين وفي برنامج حافل أعد لنا.. تمكنا من زيارة سكن الطلاب وملاعب الكلية ومبنى الادارة والمكتبة ومباني وفصول الحرم الجامعي الجديد والمعامل والورش ومركز الآلة الحاسبة الالكترونية وقاعة المحاضرات.. فكان سرورنا في القمة لأننا رأينا العناية والدقة والنظام التي تسود كلية البترول والمعادن.. بل لأننا أدركنا عن قناعة ومعرفة تامتين مستقبل هذه البلاد المشرق في مجالات التخصص بهذه الكلية التي جاءت عطاء طيباً من رائد المسيرة جلالة الملك فيصل المعظم.
ويسرنا الآن أن ننشر تحقيقاً كاملاً عن هذا الموضوع الضخم العملاق، وأحد الدعامات العلمية والحضارية، انه مشروع الحرم الجامعي لكلية البترول والمعادن في الظهران.
معلومات عن مشروع الحرم الجامعي لكلية البترول والمعادن
في أوائل عام 1965م عهدت كلية البترول والمعادن التي كانت قد أسست منذ عهد قريب الى شركة كوديل روليت - سكوت، وهي مؤسسة معمارية استشارية، باجراء دراسة لاختيار موقع مناسب تقام فيه مرافق الكلية الجديدة.
وكانت ادارة الكلية قد قررت قبل ذلك انشاء الكلية الجديدة في المنطقة الشرقية، ومن ثم فإنها كلفت المؤسسة الاستشارية المذكورة باجراء دراسة بقصد اختيار موقع مناسب لمرافق الكلية الجديدة في هذه المنطقة.
وعقب ذلك، قامت الشركة الاستشارية بدراسة ثمانية مواقع واعداد دراسات تفصيلية لها، مع الأخذ بعين الاعتبار توفر المرافق العامة وامكانية الانتفاع بجميع وسائل المواصلات وأحوال الطقس وشروط البناء والمرافق المتوفرة. ومن ثم قبلت الكلية الموقع الذي اقترحته المؤسسة الاستشارية، وطلبت من الأخيرة اعداد خطة رئيسية للموقع الذي وقع الاختيار عليه.
وفي عام 1966م تم اكمال خطة رئيسية لمرافق فعلية كاملة تتسع في النهاية لثلاثة آلاف (3000) طالب بالاضافة الى هيئة التدريس والموظفين، وتفي بجميع احتياجاتهم وتشمل هذه الخطة التصاميم اللازمة لمرافق التدريس وجميع مرافق الخدمة، كما تشمل انشاء كلية في المستقبل للدراسات العليا في العلوم والهندسة.
وقد تم تصميم وانشاء المرحلة الأولى التي تشمل مرافق هيئة التدريس في الوقت ذاته الذي كان يجري فيه تخطيط ذلك الجزء من الحرم الجامعي المتعلق بمباني التدريس.
وعليه، تم اعداد الخطط المتعلقة بالحرم الجامعي التي تنص على انشائه على ثلاث مراحل تبعاً لمقتضيات الحاجة، وسيتألف هذا الحرم من اثنى عشر مبنى.
وتشمل المرحلة الأولى من الحرم الجامعي انشاء ثلاثة مبانٍ رئيسية تضم مبنى للمختبرات الهندسية ومبنى لمختبرات العلوم ومبنى للصفوف الدراسية.
هذه في شهر يوليه من عام 1969م حسب الموعد المقرر لها. وبدأت الكلية في استعمال المباني التي أنشئت في هذه المرحلة في فصل الخريف من عام 1969م. أما المرحلتان الثانية والثالثة فانهما تشملان اضافة تسعة مبانٍ رئيسية الى الحرم الجامعي وتشجير الحرم الجامعي. وتشمل المرحلتان المذكورتان انشاء مبنى للعلوم والصفوف سيضم مختبراً كيميائياً يعتبر من أفضل المختبرات المجهزة بالمعدات اللازمة في الشرق الأوسط وكذلك انشاء مبنى آخر للرياضيات والصفوف العامة. وسيضم كلا المبنيين قاعات للمحاضرات مجهزة بأحدث معدات العرض المتوفرة.
كما تشملان انشاء مبنى للصفوف العامة يستوعب أقسام اللغات والتاريخ. أما المركز الاداري الجديد المزمع انشاؤه فسيضم جميع الأقسام المتعلقة بالشؤون التنفيذية والادارية وشؤون العمل ومركز تجهيز المعلومات بالآلات الالكترونية. ان تركيز جميع هذه الأعمال في مبنى واحد من شأنه ان يساعد على تحسين فعالية جميع الأعمال التي تباشرها الكلية.
وأما المكتبة الجديدة، فتجهز في بداية الأمر بنحو 250000 مجلد يمكن زيادتها الى 400000 مجلد، وستضم المكتبة مركزاً للدراسة بوسائل الايضاح السمعية - البصرية، وكذلك أماكن فسيحة للمطالعة الخفيفة بالاضافة الى مقصورات متنقلة للدراسة الجدية.
وسيضم مركز الطلبة وهيئة التدريس قاعات كبيرة وفسيحة للطعام للطلبة والأساتذة ، وكذلك غرفاً لعقد الحلقات الدراسية وغرفاً للألعاب. وسيشمل أيضاً غرفاً للجلوس يمكن للطلبة والأساتذة الاجتماع والتحدث فيها بصورة غير رسمية. ومن المقرر اقامة مكتبة لبيع الكتب وبعض المرافق الأخرى في هذا المركز، بالاضافة الى تجهيز مركز صحي لمعاجلة جميع الأفراد الذين ينتمون الى عائلة الكلية.
أما مبنى الاجتماعات العامة فسيتسع لجلوس 850 شخصاً. وسيتوفر فيه جهاز للترجمة التلقائية يتيح لأي شخص الاستماع لأية محاضرة تلقى بثلاث لغات مختلفة بالاضافة الى لغة المحاضر، وسيضم مبنى الاجتماعات هذا مسرحاً مجهزاً بجميع المعدات اللازمة.
وأما مبنى الألعاب الرياضية (الجمنازيوم) فسيضم مرفقاً لممارسة أحد أوجه النشاط الهامة إذ سيتيح لاقامة أربع مباريات في لعبة كرة السلة في آن واحد. وسيشمل هذا المبنى غرفة لممارسة ألعاب القوى، مجهزة بالمعدات اللازمة حسب مستويات الألعاب الأولمبية، وكذلك غرفة خاصة لتلبية احتياجات المصابين بعاهات جسدية.
ومن المقرر انشاء بركة للسباحة بجانب الجمنازيوم، يكون طولها 50 متراً حسب المواصفات الاولمبية لبرك السباحة. وستجهز البركة بمنصتين للغطس يكون ارتفاعهما ثلاثة وخمسة أمتار على التوالي.
وسيقام مدرج في الهواء (أمفتيتر) في الحرم الجامعي.
كما سيبنى فيه جامع متوسط الموقع حتى يستطيع أي انسان في مباني الكلية الوصول اليه بسرعة لتأدية الصلاة في أوقاتها.
ومن المقرر بناء جدران هذا الجامع من الرخام المتوفر في المملكة العربية السعودية.
هذا، وقد صممت جميع المباني وفقاً للتصميم المعماري الحديث، مع اضافة بعض التفاصيل التي تدل على مدى احترام الكلية لأفضل ما قدمته الهندسة المعمارية الاسلامية من تراث تاريخي.
وسيتم انشاء جميع المباني من الخرسانة المسلحة التي ستغطي بطبقة أخيرة من الرمل بطريقة النفث بحيث تكشف عن الحجارة المستخرجة من الأماكن القريبة.
وقد أخذ في تصميم هذا الحرم بكثير من النظريات العلمية والهندسية الحديثة. فمثلاً ستكون هناك فسحات طولها 30 متراً بين دعامات مبنى الجمنازيوم المصنوعة من الخرسانة المضغوطة بعد صبها.
وستكون المباني مكيفة بالهواء بحيث تكون درجة الحرارة فيها مريحة على مدار العام. وسيتم تحقيق ذلك باقامة منشأة للمراجل تنتج بخاراً ينساب عبر أنابيب الى غرف مركزية تحت الأرض يتحول البخار فيها الى ماء بارد بفعل آلات تبريد تعمل بطريقة الامتصاص. ومن ثم يدار الماء البارد الى عدة وحدات لمعالجة الهواء تكون متسعة أيضاً الى وحدات فرعية من شأنها ضبط درجة الحرارة بكل دقة تبعاً لمتطلبات المواقع المختلفة والوحدات.
وستمد الأنابيب بين جميع هذه المعدات الميكانيكية عبر نفق يربط جميع المباني ببعضها فيشكل شبكة مركزية مرنة للخدمة على امتداد للحرم الجامعي بأكمله.
وسيزود الحرم الجامعي بالكهرباء من شركة القوة الكهربائية لمقاطعة الظهران. وستمرر القوة الكهربائية الأولية عبر نفق الخدمة المذكور، ومن هناك الى وحدات المباني المستقلة.
أما الاتصال بين مناطق الحرم الجامعي المختلفة فيتم بواسطة سنترال تلفوني خاص يرتبط بخطوط المدينة، وبمكبر صوت عام شبكة مواصلات داخلية يكون مركزه في المبنى رقم 5.
وستلعب الكهرباء دوراً هاماً في ابراز الطراز المعماري للأبنية في الليل، باسقاط الاضاءة الغامرة على المباني من الخارج وعلى برج الماء المركزي بطريقة مثيرة. أضف الى ذلك ان انارة الشوارع والحدائق في الليل بالكهرباء ستضفي مزيداً من الجمال على منظر الحرم الجامعي في الليل.
وأما الماء فسيتم الحصول عليه من آبار ستحفر في الأراضي التابعة للكلية، مما يمكن معه تخزين العلو الاسناني اللازم لشبكة الماء في برج الماء الذي يتسامى في سماء الظهران فيبدو كأحد المعالم البارزة فيها. ومن هذا البرج سيتدفق الماء عبر أنابيب كبيرة من الاسبستوس الاسمنتي الى مباني الحرم الجامعي وبركة السباحة والحدائق. كما ان اسالة الماء السطحي فوق أراضي الحرم الجامعي في قنوات تنحدر من برج الماء لتغذية البركة الكبيرة الشفافة سيضفي مزيداً من الجاذبية الى ساحة الكلية وسيكتمل جمال هذا المنظر بواسطة النوافير والشلالات الصغيرة التي تم تصميمها بكل عناية في الأماكن المناسبة.
وبوسع شركة المجاري التي ستركب في الحرم الجامعي تصريف أنواع مختلفة من النفايات التي ستتدفق اليها من المختبرات ومعامل ازالة المعادن. وقد تم اختيار المواد التي ستصنع منها هذه الشبكة بكل عناية، مما يكفل صلاحيتها للخدمة لأطول فترة ممكنة.
هذا، وسيتم انجاز المرحلتين الثانية والثالثة في أوائل عام 1974م وبذلك سيتاح للكلية استخدام المرافق في بداية فصل الخريف من عام 1974م.
وقد احتفظت الكلية بمساحة اضافية من الأرض لكي يتاح لها تلبية احتياجات نموها في المستقبل.
وبانجاز أعمال الانشاء التي تجري الآن على قدم وساق، فسيكون لدى الكلية مرافق تعتبر أفضل المرافق من نوعها في الشرق الأوسط واحدى المرافق الممتازة في العالم بأسره.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved