في مثل هذا اليوم 5 يونيو من عام 1944م احتشد أهالي مدينة روما الإيطالية في شوارعها للترحيب بقوات الحلفاء المنتصرة، وقد وصل أول الجنود الأمريكيين من الجيش الخامس إلى وسط المدينة بعد مواجهات شرسة مع القوات الألمانية على حدود المدينة.
وقد أعلن في وقت مبكر من صباح هذا اليوم أن القوات الألمانية قد تلقت أوامر بالانسحاب.
وكانت روما أولى عواصم دول المحور الثلاث التي تم الاستيلاء عليها، وقد اعتبر أن إعادة السيطرة عليها يعد نصرا هاما لقوات الحلفاء وكبار القادة الأمريكيين الذين قادوا الهجوم الأخير، وعلى رأسهم الجنرال مارك كلارك.
وقد رحب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في رسالة مسجلة أذيعت مساء ذلك اليوم في الولايات المتحدة بسقوط روما قائلاً: لقد استعدنا واحدة وباق اثنان، ولكنه حذر من أن الألمان لم يعانوا حتى الآن من خسائر فادحة يمكن أن تؤدي إلى انهيارهم.
وفي روما ذاتها كان الشعب الإيطالي في حالة احتفال، وأغلقت المحال التجارية ونزلت أعداد غفيرة من الجماهير إلى الشوارع، يهتفون ويلوحون ويقذفون حزماًَ من الورود على عربات الجيش التي كانت تمر في الشوارع، وقد أفادت التقارير الاولى من المدينة أن القوات الألمانية الغازية تركتها بدون أن تحدث فيها أي تدمير يذكر.
فقد ظلت إمدادات المياه في المدينة لم تمس كما كانت شبكات الكهرباء لا تزال تعمل، في حين كان سبب حالات انقطاع الكهرباء الأخيرة هو أن المهندسين كانوا لا يريدون أن يمدوا المحتلين بالكهرباء، وقد ظل معظم أهالي روما في المدينة أثناء فترة الاحتلال كما هرب إليها الكثير من اللاجئين من أنحاء أوروبا، ولكن كان هناك نقص حاد في مؤن الطعام، فقد كانت حصة كل فرد من الخبز تعادل 100 جرام فقط في اليوم.
وقد صرح تقرير من مركز قيادة هتلر أنه قد أمر بسحب القوات الألمانية إلى الحدود الشمالية الغربية من روما من أجل تفادي تدمير المدينة، وقد صرح البيان:إن الصراع في إيطاليا سوف يستمر بعزيمة لا تلين بهدف قطع هجمات العدو ومن أجل تحقيق النصر النهائي لألمانيا وحلفائها.
وقد ظهر البابا من شرفته من كنيسة القديس بيتر في مساء ذلك اليوم، وألقى خطبة إلى آلاف الإيطاليين الذين كانوا قد احتشدوا في الميدان.
وصرح قائلاً: في الأيام القليلة الماضية أصابنا الخوف الشديد على مصير المدينة، ولكننا اليوم نبتهج فرحاً لأن روما نجت من هول الحرب، والفضل يرجع إلى النوايا الحميدة لكلا الجانبين.
وقد أذاعت سلطات القوات الأمريكية من لندن رسالة شكر إلى الجنرال البريطاني السير هارولد أليكساندر، والذي كان القائد العام لقوات الحلفاء في إيطاليا، وقد وصفت الحملة على إيطاليا بأنها شجاعة وغير تقليدية وذكية، وأن وسائله العسكرية قد أجبرت العدو على إخلاء مدينة روما بدون قتال مدمر داخل المدينة ذاتها.
|