لعل الخوض في بحر الآراء المتلاطم به شيء من المتعة, وإن كانت متعة متعبة, فيكفي أنه بحر ليكون التعب, ويكفي أنه رأي لتكون المتعة, حتى وإن كانت الأجواء الآتية لاتنبئ بشيء من تلك المتعة إلا ما يطغى عليها بوصفها المتعب, إلا أننا مازلنا نبحث عن موقع تلك المتعة الغائبة قسراً, بل ونتشبث بدفقها الصادق من الحرف النزيه, ولا غرو حين نتشبث بها في وقت اختلط فيه حبل العدل بنبل المصلحة, فغدت الموائد الرياضية تلفظ الغث والسمين, ولايكاد ينجو متبصر من الذهول من تباين ما يرى وهول ما يشاهد..!!
** من حق أي أحد رؤية الواقع بالعين الصريحة, الصادقة, التي لا تتقمص شخصاً داخل آخر, ولا تبني واقعاً مناقصاً لامناص من اتضاحه وانكشافه ولو بعد حين, حتى ولو كانت تلك الرؤية بعين ملونة بلون غير لون الوطن المعطاء, الذي تكسوه الخضرة, إذ إننا جميعاً نصب في معينه, ونهدف لرقيه, ونطمح لتطور رياضته, إلا أنه ليس من حق أحد على أحد أن يجعل الوطن ضحية لهدف ملون, حين يتوارى ذلك الهدف النبيل ليقف البديل الحتمي لواقع الانتماء..!!
** فكثيراً ما نُشاهد المواقف التي تُقلب رأساً على عقب لتصل إلى المتلقي في قالب (تأليبي) واضح ومكشوف, زاد عليه البعض (رتوش) الانتماء, وجردوه من ظلال العدل والانصاف, فأضحى مادة سهلة الهضم لكثير من البسطاء, في زمن اتسم بالسرعة, وكثر فيه زبائن تلك الموائد..!!
** حين نغمس سهام النقد في معين الوطن ، فلن ينطلق منها سوى حروف وكلمات بريئة, وشفافة, ستجد مكانها في قلب المتلقي, بسلاسة الصدق, ووضوح الحق, إذ إنها لاترى غير العدل, ولاتشيد إلا بالانصاف, إنه هدف للون المعطاء, الذي لن نرضى فيه ولا عنه بديلاً..
الهلال (فريق التحكيم)
** وإن كان قرار الاستعانة بالحكام الأجانب هذا الموسم لم يسلم من وجود ضحايا, كما هو حال الحكم الإسباني الذي قام بالتحكيم على أولى مباريات المربع بين الهلال والأهلي, رغم ذلك إلا أن هذه التجربة هذا الموسم أمر جيد, ومطلب ضروري, ولها منافع كثيرة, لعل من أهمها هو تركيز اللاعبين على اللعب واللعب فقط بعيداً عن أي أمر آخر..!!
** فقد اختفى ما كنا نشاهده دائماً من الحملات المركزة التي تشن ضد الحكام قبل المباريات الحساسة من مسؤولي الأندية وكذلك من إعلاميين, قد تؤثر على الحكم وحتى اللاعبين الذين يدخلون الملعب وهم يحاولون الضغط على قرارات الحكم وشخصيته بأي طريقة, وغالباً ما نشاهد كثرة الاعتراضات على كل صغيرة وكبيرة, وكذلك (موضة) رفع اليدين عالياً عند أي خطأ يحتسب, وفي أحيان كثيرة تعود (بعض) اللاعبين على (دفع) الحكم دون أي رادع..!!
** المنفعة تتعدى ذلك لتصل لحكامنا المحليين وحمايتهم بمعنى أننا سنكون بعيدين عن قرارات الايقافات الدورية لفترات مختلفة يتوقف فيها الحكم عن الركض و(قد) يترتب على ذلك مشكلة أخرى تتعلق بكون عودته بطريقة حالية من التأهيل الفني والنفسي المناسب وبصورة تدريجية، كأن يعود ليحكم مباراة هامة بعد فترة انقطاع كبيرة قد تصل لستة أشهر هذه الايقافات التي أتحدث عنها قد واكبت كثير من النهائيات مؤخراً, مما جعلها كالظاهرة التي تستحق الحل الجذري..!!
** كذلك فإن هذه التجربة هي إثبات أن الأخطاء تظل أخطاء, سواء كانت من حكم محلي أو من حكم أجنبي, وأمر حدوث تلك الأخطاء ممكن لا محالة ما دامت تقديرية, مع اختلاف أن الأجنبي ليس أمامه سوى فريقين ولايعرف نادياً ويخشى صحافة ولا تصريح مسؤول, بعيداً عن (متصيدي) الفرص هذه الأيام والذين أرهقوا أنفسهم باستنتاجات مضحكة, متناسين وجود تجارب تاريخية مثبتة, إلا أنها في كل الأحوال تظل تجربة مفيدة للحكام المحليين شريطة الأخذ بايجابيات التجربة من أجل تطوير رياضتنا ومستوى التحكيم في المنافسات المحلية, وهذا هو الأهم بلاشك..
** وجدير بالذكر هنا ما قاله العجلاني في ثنايا حديثه في لقاء المواجهة أنه (قبل) انتسابه للفريق الهلالي كمدير فني فيه حين قال: قبل ان أجيء للهلال كنا نسمع بأن الهلال فريق التحكيم, وأن أخطاء الحكام دائماً (مع) الهلال, إلا أنه وبعد أن عاش (الواقع) بنفسه عندما تولى مسؤولية الفريق فنياً وجد الوضع (مختلفاً) وكانت هذه الشهادة وهو أيضاً خارج البيت الهلالي..!!
** نعم.. هذا الموقف ماهو إلا حقيقة الواقع الهلالي مع التحكيم, في الوقت الذي انبرى عدد غير يسير للترويج لحملة (تأليبية) تهدف إلى ترسيخ هذا المفهوم حتى نجحت - وللأسف - إلى حد كبير, ولعل العجلاني وغيره كثير كان أحد ضحايا هذه الحملة التي ثبت له من واقع التجربة أنها ليست خاطئة فحسب بل إنها نظرية (مقلوبة)..!!
** فالفريق الهلالي دائماً مايتعرض للظلم, والتاريخ الرياضي يشهد مواقف عديدة, إلا أن تأليب الرأي العام ضد الفريق الهلالي, والمحاولة الدائمة لاستعداء التحكيم ضد الهلال هي محاولة للأسف قد انطلت على الكثير من البسطاء والمساكين..!1
** الفريق الهلالي يتحمل أخطاء التحكيم حتى من الأجانب, كما حدث له من الحكم الإسباني الذي حكم مباراة الفريق مع الأهلي في افتتاح مباريات المربع, ولعل السكوت على ذلك من قبل تلك الأقلام ليس في حقيقة الأمر لأن الأخطاء من حكم أجنبي بقدر ما كان ذلك لأن الفريق المقابل هو هدف تلك الحملة..!!
** بقي أن أقول أن تقييم هذه التجربة في هذا الموسم سيتم في حالة (مثالية) جداً, واحتمال تكرارها وارد مستقبلاً, ذلك لأن أجواء المربع هذا الموسم تساعد على التقييم المنطقي, والسبب في هذه الحالة المثالية هو خلو المربع من تلك الفرق التي تتحجج بالتحكيم دائماً وأبداً, والتي دائماً ما تجعل التحكيم شماعةً، وشريكاً أوحد للخسارة أمام جماهيرهم كما هو المشهد الذي تكرر للمتابعين عدداً من المواسم, وستظل تجربة رائعة في نظر (الجميع) بلا استثناء حتى وإن كانت التجربة في مباراة الهلال والأهلي سيئة..!!
** هذه الإشادة هذا الموسم ستظل (جماعية) إلى أن تصل تلك الفرق إلى مستوى المنافسة التي تستحق عليه أن يقوم بالتحكيم على مبارياتها حكام أجانب, وعندها سنعرف سر الاشادة (السريعة) التي كانت هذا العام, وهناك عندما لاتتحقق البطولة.. أعتقد أنه لامناص من تغير النظرة..!
تلميح.. صريح
** تحمل المسؤولية أو جزء منها شجاعة, ولا يعيبها شيء..!!
** الامكانات المحدودة وصف (مشترك) بين بعض اللاعبين وبعض الإداريين وحتى بعض المدربين, ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه..!!
** (الخمسات) ثم (الثلاثة) جاءت كالفرج على البعض..!!
كيف لا وهي فرصة لتناسي أو للخروج من مأزق موضوع (توزيع المشاركات) التي ذهبت لمن يستحقها وكانت فرصة مواتية للدندنة على موضوع (فريق القرن) من جديد..!!
** تمازج (الفرح) بانهيار الفريق الكبير واكب (الخوف) من يقظة الجار المنافس, لكن غلبت عاطفة الفرح هنا لأن انهيار الكبير أهم من خوفهم على فريقهم من منافسهم..!!
** كما ان الفرصة سانحة لتلك الأقلام (المتصيدة) لتصفية الحسابات من النجم الكبير, فهي مع ذلك فرصة سانحة للجميع لكشف حقيقتهم..!1
** فكرة المشاركة في بطولة الصداقة الدولية بالفريق الشاب والمدرب الوطني فكرة رائعة, وتكرار النجاح أمر متوقع, وعلى طرف آخر (يخاف) المنافس من تكرار وعود العام الماضي التي انتهت بخروج مذل للفريق الذي أتى بأساسييه من أجل اللقب..!!
ومضة
وفاء الهلاليين مع المرحوم - بإذن الله - (عبده) غير مستغرب, فالمعدن الأصيل لا يصدأ, وتبني مشروع التبرع لأسرة الراحل من قبل الإداري الخلوق السابق منصور الأحمد والكابتن الرائع وقائد الزعيم السابق فيصل أبو اثنين يستحق كل التقدير وكل الاجلال والاحترام.
رحمك الله يا (عبده) رحمة واسعة, وأسكنك فسيح جناته, إنا لله وإنا إليه راجعون.
|