أمر مخزٍ ومدمع للعين، ومدمٍ للقلب ومحزن له ما قامت به الشرذمة الفاسدة، أهل الزيغ والفساد والعناد من تفجير وترويع للآمنين، وقتل لرجال الأمن وزعزعة لأمننا واستقرارنا الذي نعيش فيه، أولئك الفسقة الخونة الذين ضلوا الطريق وجاؤوا إلينا بفكر منحرف ليس من الدين في شيء، وإنني أتساءل ويتساءل غيري، ماذا يريد هؤلاء وما هدفهم من القيام بهذه الأعمال الإجرامية التي لا يمكن أن يقرها دين ولا عقل؟ فإن كان الهدف الإصلاح كما زعموا، فقد خابوا وخسروا وخسئوا، وإلا فأي إصلاح هذا الذي يريدون!!! وهل هذا هو الطريق الأمثل للإصلاح؟ إنه الحقد والحسد الذي امتلأت به قلوبهم على هذه البلاد وأهلها حكومة وشعباً، والفكر المنحرف الذي غسلت به عقولهم وأشربت به قلوبهم، إنهم أخطأوا في حق دينهم أولاً ثم بحق دولتهم وبلادهم التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها، التي بدلاً من خدمتها ورد الجميل لها كافؤوها بهذا الفعل المشين الذي ينكره الشرع والعقل والعرف، ولا يرضى به إنسان على وجه الأرض، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!! إنهم فئة ضالة وشرذمة مفسدة ملأ الحقد قلوبهم، أفكارهم سيئة، وقلوبهم امتلأت بالصدأ وتراكم عليها، فما واجبنا تجاه هؤلاء؟ وماذا يجب علينا فعله حتى نسلم من شرهم وأذاهم؟ إن ذلك ليس بالأمر الهين، ويحتاج إلى تكاتف الجميع وتعاونهم، والوقوف مع الدولة - حفظها الله - من أجل القضاء على هؤلاء أخزاهم الله، فالشجب والاستنكار وبيان خطرهم كل ذلك لا يكفي, بل يحتاج الأمر إلى التعاون والعمل من أجل تقصي هؤلاء وجثهم من عروقهم، حتى لا يستفحل أمرهم ويزود شرهم، فهيّا جميعاً للعمل، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يجعل كيد هؤلاء في نحورهم، ويديم علينا أمننا واستقرارنا.
|