المجتمع السعودي وحب الخير

حب الخير الذي جبل عليه المجتمع السعودي يعتمد على التكافل النابع من الإيمان العميق بتعاليم الدين الإسلامي التي تحث على مساعدة الآخرين الذين يتعرضون لكوارث طبيعية أو لضيق اليد بسبب الحاجة والمرض.
هذه الدوافع والنوازع الدينية والإنسانية جعلت من المملكة العربية السعودية أكبر مانح للمساعدات على المستوى الدولي، فالمملكة قياساً للإنتاج القومي تقدم أعلى نسبة مساعدات، وهذا النهج السعودي الرسمي انعكس وامتد للمواطنين السعوديين الذين جبلوا على حب الخير ومساعدة المحتاجين فبالإضافة إلى تقديم الصدقات عقب أي كارثة تحل بأي بلد إسلامي يتدافع المواطنون للإسهام في أي دعوات للتبرع لأوجه الخير ودعم أشقائهم في الدول الإسلامية.
وقد أنشأت العديد من الجمعيات والمنظمات في عدد من الدول الإسلامية وغير الدول الإسلامية بهدف خدمة الأقليات والجاليات الإسلامية، بعض تلك الجمعيات والمنظمات ساهم في تقديم ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمسلمين وإذا ما وظف بعض هذه الأموال في جمعيات قليلة أو فروع محدودة لها في غير الأوجه التي تبرع بها المحسنون وأصحاب الصدقات وهو تحسين الأحوال الصحية والغذائية وبناء المدارس والمساكن وحفر آبار المياه فقد استدعى ذلك من حكومة خادم الحرمين الشريفين إعادة تقويم ومراجعة عمل المنظمات والجمعيات الإسلامية الخيرية لتحقيق الأهداف النبيلة التي يسعى إليها مقدمو التبرعات والصدقات، وأيضاً لقطع التمويل عن الجماعات التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين والقضاء على شرورهم الذي امتد إلى داخل المجتمعات الإسلامية نفسها.
المملكة هي الدولة الرائدة في التعامل الخيري الإسلامي وستظل كذلك-إن شاء الله- وكالعادة فقد كانت سباقة في تنظيم العمل الخيري الإسلامي حيث أصدر مجلس الوزراء قبل أشهر تنظيماً يضم جميع الهيئات والمنظمات التي تعمل في مجالات الإغاثة وتقديم المساعدات داخل المملكة وخارجها، وبالتالي أصبح عملياً ومنطقياً أن تنضم وتندمج جميع الهيئات السابقة في الهيئة الجديدة سعياً لضمان وصول المساعدات إلى أصحابها المستحقين ومنع الاستغلال السيئ لأصحاب النوايا المتطرفة.